الطريق
الخميس 28 مارس 2024 07:56 مـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ضحايا يتساقطون وعنف يتحدى التهدئة.. ماذا يحدث في غزة؟

العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة
العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة

تشتعل الأوضاع في قطاع غزة منذ أطلقت إسرائيل عملية عسكرية، مستهدفة مواقع وقيادات وعناصر حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وردت الأخيرة بإطلاق صواريخ مستهدفة مواقع متفرقة في إسرائيل بينها مناطق وسط إسرائيل والعاصمة تل أبيب.

ولليوم الثالث على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن غاراته على قطاع غزة، ضمن عملية عسكرية واسعة بدأها عصر الجمعة، ضد أهداف قال إنها تتبع لحركة الجهاد الإسلامي.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن الغارات الإسرائيلية التي بدأت منذ عصر الجمعة، أسفرت عن استشهاد 31 فلسطينيًّا بينهم 6 أطفال و4 نساء، فضلا عن إصابة 265 آخرين بجروح متفاوتة منهم 96 طفلا و30 امرأة و12 مسنا.

في المقابل، تواصل سرايا القدس -الجناح المسلّح لحركة الجهاد الإسلامي- إطلاق رشقات صاروخية وقذائف هاون باتجاه المدن والمواقع العسكرية الإسرائيلية، ردًّا على استمرار العدوان على قطاع غزة.

وأصابت صواريخ أطلقتها سرايا القدس من قطاع غزة، مدنًا وبلدات إسرائيلية، وخلّفت إصابات بشرية وأخرى مادية.

الوضع الصحي

وبشأن الوضع الصحي في قطاع غزة، قال الدكتور مدحت عباس المدير العام لوزارة الصحة في غزة، إنه في أسوأ حالاته في ظل نقص الأدوية والمستلزمات الطبية وإغلاق المعابر بالتزامن مع ارتفاع عدد الشهداء والمصابين جراء القصف الإسرائيلي.

وأضاف عباس، في تصريحات لموقع «الطريق»، أن الاحتلال يستهدف المنازل وضرب المدنيين ومضطرين لوقف العمل بالعيادات الخارجية والعمليات الجراحية لإعطاء الفرصة أمام الطواقم الطبية لإجراء العمليات الطارئة لضحايا العدوان الإسرائيلي.

وأشار المسؤول بوزارة الصحة في غزة، إلى أن الوضع الصحي في القطاع يعاني نقص شديد في الأدوية والمستهلكات الطبية ومستلزمات المختبرات، كما أن الاحتلال يمنع وصول أجهزة طبية مهمة مثل أجهزة الأشعة لتصوير المرضى.

ونوه عباس إلى أن هناك نحو 24 جهازا يمنع الاحتلال دخولها إلى القطاع، كما أن هناك العديد من الأجهزة المتعطلة التي تحتاج إلى صيانة وإصلاح في الخارج ويمنع الاحتلال خروجها.

وأكد أن الحصار المفروض على قطاع غزة وانقطاع التيار الكهربائي، أدى إلى اعتماد المستشفيات على المولدات الكهربائية، وهو ما يعني وجود عجز بنحو نصف مليون لتر من الوقود يمثل الاحتياجات الشهرية.

31 أسرة بلا مأوى

وعلى وقع تصاعد العنف الإسرائيلي، أعلنت منسقة الشؤون الإنسانية الأممية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لين هاستينجز، أن 31 أسرة في غزة باتت بلا مأوى منذ العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة عصر الجمعة.

وأعربت المسؤولة الأممية -في بيان- عن قلقها البالغ إزاء التطورات والتصعيد المتواصل والخطير في أعمال العنف في غزة ومحيطها والذي أدى حتى الآن إلى إزهاق العديد من أرواح الفلسطينيين بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية، بمن فيهم أطفال ونساء.

وأكدت أن هناك أكثر من 100 فلسطيني و7 إسرائيليين أصيبوا بجروح وطال القصف مناطق سكنية في غزة وإسرائيل ولحقت الأضرار بالمنازل، وباتت 31 أسرة في غزة بلا مأوى، والوضع الإنساني في غزة متردِّ في الأصل، وليس من شأن هذا التصعيد الأخير إلا أن يزيد الوضع سوءا.

وشددت لين هاستينجز على أنه يجب أن تتوقف الأعمال القتالية لتحاشي المزيد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين في غزة وإسرائيل، وينبغي لجميع الأطراف أن تحترم مبادئ القانون الدولي الإنساني، مناشدة بوقف التصعيد على الفور ووقف العنف لتفادي الآثار المدمرة، خاصة على المدنيين.

مصالح انتخابية

اعتبر أحمد الديك مستشار وزارة الخارجية الفلسطينية، العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خطوة لتحقيق مصالح انتخابية في ظل الاستعداد لانتخابات الكنيست الإسرائيلي.

وقال الديك في تصريحات لموقع «الطريق»، إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة جريمة تقوم بها قوات الاحتلال في حق كل فلسطيني، وفتحنا في سفارة فلسطين كافة قنوات الاتصال بالجهات الدولية لفضح جرائم الاحتلال.

وعبّر المسؤول الفلسطيني عن استغرابه لموقف الإدارة الأمريكية بعد أن أعطت إسرائيل الحق في «الدفاع عن النفس»، مشددا على أن الحروب وارتكاب الانتهاكات هي «سياسة إسرائيلية رسمية توظفها حكومة الاحتلال للهروب من دفع استحقاقات عملية السلام».

وأضاف الديك أن العداون الإسرائيلي هو حلقة جديدة من الحصار الظالم والغاشم على قطاع غزة، لذا يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولية وقف هذا العدوان، ومن حق شعبنا الدفاع عن نفسه.

وشدد على أن دولة الاحتلال تتصرف كأنها دولة «فوق القانون»، ولا يمكن محاسبتها دوليا في ظل ما توفره الولايات المتحدة لها من حماية.

وحول مدى نجاح الجهود المصرية لوقف التصعيد في قطاع غزة، أكد الديك تقديره للجهود المصرية وتمنى أن تتواصل كافة الجهود الدولية لوقف العدوان.

وتابع مستشار وزارة الخارجية الفلسطينية أن الحكومة الإسرائيلية تحاول أن توظف «الدم الفلسطيني» في صناديق الاقتراع وتستغل قصف غزة لتحقيق مصالحها.

أزمة سياسية في إسرائيل

وتغرق إسرائيل في حالة اقتتال داخلي حاليًّا في ظل أزمة سياسية مطولة ترسل الناخبين إلى صناديق الاقتراع للمرة الخامسة في أقل من أربع سنوات.

ويتولى يائير لابيد زمام حكومة تصريف أعمال بعد انهيار الحكومة المتعددة أيديولوجيًّا التي ساعد في تشكيلها، وهو ما ألزم إجراء انتخابات جديدة.

ويرى مجيد الصوالحة، المحلل السياسي الفلسطيني، أن لابيد يفتقر إلى الخلفية الأمنية التي يرى العديد من الإسرائيليين أنها ضرورية لقيادتهم.

وقال الصوالحة في تصريحات لموقع «الطريق»، إن هذا القتال يتيح أمام لابيد الفرصة، إما في الحصول على دفعة قوية إذا تمكن من تنصيب نفسه قائدًا منتصرًا، أو أن يتلقى ضربة قاسية من عملية عسكرية طويلة.

وأشار إلى أن لابيد يأمل في إقصاء رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الذي يتصدر استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها في 1 نوفمبر المقبل.

جهود التهدئة

وفي ظل تصاعد الأوضاع في غزة مع استمرار شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات على القطاع، أكد دياب اللوح سفير فلسطين في القاهرة، إن هناك تحركا مصريا مستمرا من قبل بدء العدوان لمنع التصعيد في قطاع غزة، مشيرا إلى زيارة مرتقبة سيجريها وفد أمني مصري في محاولة لمنع سفك المزيد من الدماء.

وكانت وزارة الخارجية المصرية أعلنت أن مصر تُجري اتصالات مكثفة في الوقت الحالي للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة لاستعادة الهدوء والاستقرار داخل القطاع.

وقال اللوح في تصريحات لموقع «الطريق»، إن هذا العدوان يأتي في وقت يتصارع في اليمين الإسرائيلي على السلطة في ظل الاستعداد لانتخابات جديدة للكنيست، داعيا كافة الأطراف الدولية إلى وقف هذا العدوان غير المبرر.

مبادرة مصرية

وكشف سفير فلسطين في القاهرة أن مصر تقدمت بمبادرة لوقف إطلاق النار -رفض التصريح بتفاصيلها- وأجرت العديد من الاتصالات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، منوها إلى أن الساعات القادمة حاسمة للجهود المصرية لوقف النار.

وأكد اللوح أن وفدا أمنيا مصريا يستعد للسفر خلال ساعات بصورة عاجلة إلى إسرائيل وفلسطين، لإطلاق مبادرة وقف إطلاق النار والسيطرة على الأمور قبل تفجر الأوضاع.

وتقود مصر جهودا لوقف إطلاق النار وعدم تطور الأحداث في القطاع، وحتى لا يحدث المتوقع منه بالرد الفلسطيني من غزة نحو المدن الإسرائيلية، لتشتعل الأمور ثانية في المناطق الفلسطينية والإسرائيلية على السواء، مثلما حدث في العام الماضي.

وتوسطت مصر في العدوان الذي شنته إسرائيل على غزة في مايو 2021 وخلّف 248 شهيدًا، وأسهمت في اتفاق التهدئة وبقيت مستمرة في لقائها مع الفصائل الفلسطينية.

اقرأ أيضا: التوتر يبسط سلطته في غزة