الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 09:42 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أوروبا تعاني موجة الجفاف الأسوأ منذ نصف قرن

الجفاف في أوروبا
الجفاف في أوروبا

في أحدث أزمة تواجه القارة الأوروبية، ضمن ماراثون الأزمات الذي بات يطارد الأوروبيين، يظهر شبح الجفاف ملوحًا بمخاطر جديدة، ربما تدفع القادة الأوروبيين نحو التقشف الإجباري.

تعيش أوروبا أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام، تسببت في انخفاض مستوى المياه في عدد من البحيرات والأنهار بوتيرة تهدد إمدادات الغذاء والطاقة، حيث يهدد الجفاف مياه الري والشرب والشحن النهري، بما ينعكس على الأنشطة التجارية والأمن العذائي.

فمثلاً في بريطانيا، تشهد البلاد موجة جفاف لم تشهدها منذ يوليو عام 1935، وذلك وفقاً لموقع «يورو نيوز»، وعلى أثر ذلك فإن منابع نهر التايمز معرضة للجفاف للمرة الأولى.

أما فرنسا فقد بلغت معدلات الجفاف بها، مستويات قياسية، وعلى أثر ذلك فقد لجأت السلطات إلى حظر استخدام المياه لغسيل السيارات أو ري الحدائق المنزلية وأغلقت مرافق الاستحمام في الشواطئ.

الوضع أسوأ في إيطاليا، حيث أصبحت بعض السلع الاستراتيجية مهددة، جراء انخفاض تدفق المياه في البو الجاف، أطول نهر في إيطاليا.

جفاف وادي بو

باتت مستويات المياه في وادي بو أقل من المعدل الطبيعي بمقدار 2 مترًا، وذلك مع عدم استمرار هطول الأمطار في المنطقة منذ نوفمبر، ما تسبب في وقوع ضرر كبير على إنتاج الذرة وبعض أنواع الأرز.

وبحسب الجارديان فإن وادي بو، يمثل ما بين 30٪ و40٪ من الإنتاج الزراعي الإيطالي، وحذر مزارعو الأرز من أنهم قد يفقدون كميات كبيرة من محصولهم، خاصة لأن النهر يوفر الري لما يقرب من ثلث الإنتاج الزراعي في إيطاليا.

جفاف نهر جواديانا

أما في إسبانيا فقد ضربت موجة جفاف نهر جواديانا، بعد الموجة الحارة التي شهدتها البلاد في يوليو الماضي- أكثر الشهور سخونة في إسبانيا منذ بدء التسجيل في عام 1961- وقد أظهرت البيانات الرسمية أن هذه الظروف القاسية، تركت متوسط سعة الخزانات الإسبانية يقتصر على 40 في المائة في أوائل أغسطس، في مقابل 60 بالمائة متوسط في العشر سنوات ىالماضية.

وعلى أثر ذلك فقد أصبحت مياه الشرب باتت تتوافر في بعض القرى الريفية في شمال شرق إسبانيا، لمدة أربع ساعات فقط في اليوم.

حجارة الجوع

وفي ألمانيا والتشيك نتيجة انحسار المياه، فقد ظهرت ما يسمى بـ "حجارة الجوع"، وهي صخور في مجرى الأنهار لا يمكن رؤيتها إلا عندما تكون مستويات المياه منخفضة للغاية.

ومن جانبهم فإن العلماء يرجعون الجفاف الذي تشهده أوروبا إلى التغيرات المناخية، التي تسببت في تراجع تساقط الثلج وارتفاع منسوب استهلاك النباتات للماء نتيجة انخفاض خصوبة الأرض.

وموجات الجفاف التي ضربت القارة الأوروبية، تسببت في بعث المخاوف من إحتمالية وقوع مجاعة قاسية تطول الدول الأوروبية ، نتيجة شح المياه و فقدان الكثير من المحاصيل الزراعية.

يأتي بالتزامن مع تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من حدوث مجاعة في عام 2023، بسبب حظر صادرات الأسمدة وعدم استقرار توريد الحبوب على أثر الأزمة الروسية الأوكرانية، و التي تعد أكبر موردين للحبوب في العالم.

اقرأ أيضا: الجفاف يضعف شوكة الطاقة الصينية في بكين