الطريق
الأربعاء 24 أبريل 2024 12:40 مـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

هدنة اليمن في خطر.. ميليشيات الحوثي تقوّض جهود التهدئة

مقاتلون حوثيون في صنعاء
مقاتلون حوثيون في صنعاء

في حين تتواصل الجهود الدولية والإقليمية لإنهاء الحرب الدائر في اليمن، تستمر ميليشيات الحوثي في خرق الهدنة الإنسانية وتصعيد نهجها العدائي تجاه الشعب اليمني، خاصةً في تعز التي تفرض عليها حصاراً خانقاً منذ نحو سبع سنوات.

مؤخرا، صعدت ميليشيات الحوثي من لهجتها التهديدية ملوحة بأنها لن توافق على تمديد الهدنة الإنسانية والعسكرية مجددا دون الحصول على مكاسب اقتصادية.

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم ميليشيات الحوثي محمد عبد السلام فليتة، الذي أكد أن «فرص تمديد الهدنة قد يكون الأخير في حال لم يتم التوصل إلى آلية لصرف رواتب الموظفين» في مناطق سيطرتهم وإنهاء القيود المفروضة على المنافذ الخاضعة لها.

وتذرع المتحدث الحوثي بالملفات الإنسانية، زاعما أنه «لن يتم التوصل إلى حل لوقف إطلاق النار الشامل إذا لم تحل الملفات الإنسانية ويتخلى في الوقت نفسه تحالف دعم الشرعية عن مساندة الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا».

خروقات الحوثي

وواصلت ميليشيات الحوثي في الأيام الماضية خروقها للهدنة العسكرية، حيث أفاد -بيان للجيش اليمني- بأنها «ارتكبت 351 خرقا خلال ثلاث أيام في جبهات محافظات الحديدة وتعز والضالع وأبين وحجة والجوف ومأرب».

وعلى وقع استمرار خروقات الحوثيين، اعتبر المحلل السياسي أحمد الشهري أن الميليشيات تسعى من خلال هذه الانتهاكات المتواصلة إلى رفع سقف شروطها والحصول على مكاسب سياسية تحت مبرر «مزايا إنسانية واقتصادية»، لا سيما وأن هناك إصرارا دوليا على إنجاح التهدئة في اليمن.

وقال الشهري في تصريحات لموقع «الطريق»، إن استمرار ميليشيات الحوثي في التصعيد وعدم إنهاء الحصار على تعز خطر قد يؤدي إلى انهيار الهدنة الإنسانية، مع تأكيده على أن الدور الإيراني الداعم للميليشيات يساهم في تقويض التهدئة وعرقلة مساعي السلام.

وأضاف المحلل السياسي أن الإدارة الأمريكية أعطت الحوثي ما يريد عندما رفعت اسم الجماعة من قائمة الإرهاب، ولا بد من موقف حاسم للولايات المتحدة والمجتمع الدولي بممارسة ضغوط فاعلة على هذه الميليشيات وإعادة تصنيفها جماعة إرهابية وملاحقة قياداتها ومحاكمتهم أمام محكمة الجنايات الدولية.

الدور الإيراني

وتابع الشهري أن جميع الجهود الساعية لتحقيق السلام في اليمن يتم عرقلتها من جانب الحوثي الذي يعمل على تصعيد الحرب واستهداف المدنيين، مما يؤكد الحقيقة الكاملة أن الانقلابيين في صنعاء ليسوا من يملكون قرار السلام أو الحرب وأن إيران هي من تسير دفة العمليات الإرهابية.

وأكد أن تنصل ميليشيات الحوثي من التزاماتها التي نصت عليها الهدنة ورفضها إنهاء حصار تعز يشير إلى أنهم يريدون فقط تضييع الوقت واستغلال الهدنة لترتيب صفوفهم وشن جولة جديدة من التصعيد العسكري.

وأشار الشهري إلى أن الدور الإيراني في اليمن يقوض كل جهود التهدئة، ويستخدم ميليشيات الحوثي أداة لزعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة.

من المستفيد؟

وأكمل المحلل السياسي أن ميليشيات الحوثي لا ترد السلام لأن هناك من يقف ورائهم ويستثمر ويستفيد من بقاء الحرب في اليمن ويعمل بكل الطرق على إطالة مدتها، منوها إلى أن إيران هي التي تسير شأن الحوثيين وتمدهم بالصواريخ والطائرات المسيرة والزوارق المفخخة.

وشدد الشهري على أن السلام لن يتحقق إلا عبر نزع أسلحة ميليشيات الحوثي المتوسطة والثقيلة المنهوبة من مخازن الدولة، ووقف تهريب الأسلحة الإيرانية، التي تحاول الميليشيات الاحتفاظ بها للاستمرار في قتل اليمنيين، واستهداف الجوار وتهديد المصالح الدولية.

ولفت إلى أن المطلوب الآن لتحقيق السلام في اليمن هو خروج الحوثي من العباءة الإيرانية، ولو تبنت هذه الميليشيات فكر (يمني- يمني) لما دخلت اليمن كل هذه السنوات من الحرب، مشدداً على ضرورة ممارسة ضغوط دولية حقيقية على الميليشيات لإجبارها على الانخراط بحسن نية وجدية في جهود التهدئة وإحلال السلام.

وختم الشهري بأن إيران هي من تملك القرار على الحوثي وتمسك بزمام الأمور، ولن تحل مشكلة اليمن دون استقلال في الرأي وأن يكون هناك رغبة (يمنية- يمنية) داخل الشعب اليمني وعند ذلك سيكون هناك مجال للحوار الحقيقي لإنهاء الحرب.