الطريق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 05:05 مـ 7 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«هدوء يسبق عاصفة».. كورونا يهاجم الجهاز المناعي بمتحورات جديدة

فيروس كورونا / المصدر: Yandex
فيروس كورونا / المصدر: Yandex

على مدى العامين الماضيين، كان تحور فيروس كورونا غريبًا بشكل كبير، وقد حذر الخبراء بشكل متكرر خلال عام 2020 من احتمال تحور فيروس كورونا الجديد، رغم أنه في البداية، ظل دون تغيير ملحوظ حتى ظهرت بالفعل 3 متحورات منه في أواخر العام.

ظهرت متحورات كورونا (ألفا، بيتا وجاما) فجأة، وهم 3 سلالات مختلفة، انتشرت في ثلاثة أجزاء مختلفة من العالم، كل مع طفرات مماثلة نسبيا بحسب نيو أطلس.

وفي عام 2021 رأينا سلسلة من موجات عدوى كورونا تعبر العالم، كل موجة مدفوعة بمتحور جديد، حيث يؤدي ألفا إلى دلتا مما يؤدي إلى أوميكرون.

وما كان غير معتاد بشكل خاص في هذه الموجات المتتالية هو أن كل متحور كان مختلفًا عن الذي سبقه، لم تكن هذه هي حالة سلالة واحدة تتحول ببطء وتتغير ولكن كانت تحدث قفزات تطورية كبيرة، مع ظهور سلالات جديدة من العدم.

اقرأ أيضًا: بآية من «سورة يوسف».. إعلان مدرسة يثير الجدل

منذ ظهور أوميكرون Omicron في أواخر عام 2021 وأوائل عام 2022، يبدو أن مسار الوباء قد تغير، وبدلاً من القفزات التطورية الكبيرة، انقسمت سلالة أوميكرون إلى عشرات المتحورات الفرعية المختلفة وكأنه فيروس جديد تمامًا.

ظهر Omicron لأول مرة بثلاثة أشكال مستقلة نسبيًا (BA.1 وBA.2 وBA.3)، ثم بدأت تتزايد إلى عشرات الأفرع، لكن حتى الموجة الأخيرة من BA.5، لم يظهر أي عنصر فرعي فيهم على أنه المسيطر.

لكن دراسة جديدة كشفت عن شئ غريب يقوم به كورونا الآن، حيث يراقب الباحثون كل هذه المتغيرات الفرعية المختلفة تبدأ ببطء في اتخاذ شكل مماثل، مع ظهور نفس الطفرات الناجحة عبر مسارات تطورية متعددة مستقلة.

التقارب الكبير بين متحورات كورونا

في عالم علم الأحياء التطوري، تشرح نظرية التطور المتقارب كيف يمكن للكائنات غير المرتبطة تمامًا أن تطور بشكل منفصل سمات متشابهة بشكل غريب، وذلك عندما تواجه نفس الضغوط والظروف، حيث يمكن للكائنات المختلفة بشكل واضح أن ينتهي بها الأمر بأوجه تشابه مذهلة.

أحد الأمثلة الأكثر شيوعًا للتطور المتقارب هو التشابه المذهل بين أجسام سمك القرش والدلافين، رغم أن هذين الكائنين لم يشتركا في أي سلالة أو سلف مشترك، ومع ذلك فقد تطورتا ليبدو متشابهين بناءً على مواجهة نفس ضغوط وظروف التطور.

فيما يتعلق بـ SARS-CoV-2، قد يكون الكثير منا على دراية بسماع بروتين سبايك الفريد لفيروس كورونا، فهو البروتين الذي يمكن التعرف عليه بشكل كبير والذي تستخدمه لقاحاتنا الناجحة لتوليد استجابات مناعية وقائية.

يُعرف جزء واحد من بروتين سبايك باسم مجال ربط المستقبلات (RBD)، وهو يقع في الجزء العلوي من البروتين ويساعد الفيروس على الارتباط بمستقبلات معينة في الخلايا البشرية، وهي عملية حاسمة للعدوى والتكاثر في أجسامنا.

قدمت دراسة حديثة، متاحة كمقدمة للطباعة ولم تتم مراجعتها أو نشرها في مجلة بحسب نيو أطلس، مجموعة مذهلة من البيانات تشير إلى أن عددًا من المتغيرات الفرعية الجديدة من Omicron تظهر جميعها مع طفرات مماثلة في مجال ربط المستقبلات.

وأوضح مؤلف الدراسة العالم يونلونج كاو أن الطفرات المماثلة عبر المتغيرات المستقلة المتعددة تشير إلى أن SARS-CoV-2 نجح في إيجاد طرق للتهرب من المناعة الحالية باتحاد متغيراته معًا والتقارب في نفس الصفات.

وتابع: "رؤية نمط التطور المتقارب هذا يعني أن كورونا سيطور طفرات مناعية مراوغة بشكل متزايد لجهاز المناعة أكثر من ذي قبل، وستكون المتحورات الجديدة الناتجة أكثر مراوغة مناعية ولا يمكن السيطرة عليها".