الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:22 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

خبير نباتات لـ«الطريق»: أصول أشجار نادرة يمكنها تشجير مصر بالكامل مهددة بالضياع

أرشيفية
أرشيفية

للزراعة مكانة تاريخية وتُراثية راسخة في وجدان الشعب المصري، وعلى أكتاف الفلاح المصري بُنيت الحضارة المصرية، فمصر كانت ومازالت بلد زراعي، وتُمثل إيرادات الزراعة بند أساسي وهام في الموازنة المصرية.

وهناك الكثير من هيئات ومراكز البحوث الزراعية التابعة لوزارة الزراعة، وكلها تهدف للحفاظ على أصول نباتات المحاصيل الزراعية وتنميتها واستمرار إنتاجها، من ضمن تلك المؤسسات محطة بحوث البساتين في جنوب التحرير، والتي تحوي بداخلها أصول وراثية لنباتات نادرة يمكنها تشجير مصر بالكامل في وقت قياسي وهي غير موجود إلا في تلك المحطة، لكنها مُهددة بالضياع، فما القصة؟

ما هي قصة النباتات الخشبية النادرة؟

النباتات الخشبية، هي نباتات تُنبت بذورًا وفروعًا أكثر متانة من الأنواع الأخرى من الأشجار وتتميز بالصلابة والخشونة أكثر من غيرها، وتشهد الشجرة من ذلك النوع نموًا وازدهارًا طوال العام بنفس المستوى تقريبًا، ولا تتأثر كثيرًا بدرجات الحرارة، وتلك الميزة ما يجعل الدول حريصة على زراعتها على أراضيها لتشجير الأماكن العامة بها لعدم احتياجها عناءً يُذكر.

ووجه الدكتور أحمد محمود عبدالدايم الأستاذ المتفرغ بقسم علوم النباتات الخشبية بمعهد بحوث البساتين، نداءً للمسؤولين عن طريق "الطريق"، للحفاظ على الأصول الوراثية للأشجار الخشبية وأصول أشجار الغابات، في ظل الإهمال وعدم الاهتمام بتلك الأصول الهامة للغاية، والتي جلبها القسم من الخارج منذ ما يزيد عن 15 سنة، وتمت زراعتها بالمحطة بالفعل، وهي الآن في مرحلة الإنتاج ولم تصل بعد لمرحلة النضج التام، وبالتالي لا يمكن تقطيعها في الوقت الحالي.

أحداث القضية المُثارة

يقول الدكتور أحمد عبدالدايم، إن إدارة محطات البحوث الزراعية، قررت بيع الأصول الوراثية لنباتات الموالح الغير مُنتجة، ولكن التاجر الذي قرر الشراء، أراد قطع أصول الأشجار الخشبية مع أشجار الموالح، ووافق القسم بشرط ترك جميع الأصول الوراثية للأشجار الخشبية وأشجار الغابات، ولكن التاجر الذي تعاقد على الشراء قام بقطع بعض الأشجار الخشبية المُتفق على عدم المساس بها، مع القسم.

وأضاف "عبدالدايم"، أن مدير المحطات الزراعية، قرر في الأيام القليلة الماضية، بيع جميع الأصول الوراثية رغم أن إنتاجية تلك الأشجار من البذور مستمرة ولم تتوقف لأنها مزروعة منذ 15 عام فقط.

واختتم خبير النباتات الخشبية حديثه لـ"الطريق"، مؤكدًا أن تلك الأصول الوراثية التي تُباع وتُهمل، في استطاعتها تشجير مصر بالكامل في مدة وجيزة، دون تكاليف ضخمة، لأنها لا تحتاج ظروف خاصة للنمو والتفريع، بل تتعايش مع الأجواء المحيطة.

شجرة خشبية - جوجل

حاولنا التواصل مع مدير معهد بحوث البساتين الحالي الدكتور أحمد حلمي إلا أن هواتفه المتاحة وجدناها مغلقة.

وتواصلت "الطريق"، مع الدكتور محمد محمود رئيس معهد بحوث البساتين الأسبق، الذي أكد على أهمية تلك النباتات للمشروعات الزراعية في مصر خاصةً مشاريع التشجير.

وأضاف رئيس معهد البحوث الأسبق، أن هناك لوائح داخلية وقوانين تُقيد قرارات إدارة المعاهد أو المحطات الزراعية، وتُلزمها بتشكيل لجان مُختصة في حال قررت بيع أو تقطيع أيًا من أشجارها، خاصةً إن كانت أصول وراثية لنباتات نادرة تُبذل في سبيل الحصول عليها مجهودات ضخمة وتكاليف مُرتفعة، وسنوات طويلة جدًا لزراعتها وانتظار إنتاجها.

وفي سياقٍ متصل، تُنظم مصر مطلع نوفمبر المقبل قمة المناخ العالمية "COP 27"، ومن ضمن الجوالات النقاشية والقضايا المهمة التي ستُطرح في القمة المناخية في شرم الشيخ، هي قضية التشجير والتي يعمل العالم كله على زيادتها والتوسع فيها، لأهمية الأشجار في حفظ الكرة الأرضية من عوامل التلوث التي تؤثر بالسلب على المناخ العالمي.

اقرأ أيضًا: تعرف على أبرز 3 أحداث أثرت على مصر في صيف 2022