الطريق
السبت 27 أبريل 2024 01:40 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

النفسية المسيطرة.. الفرق بين القلق الطبيعي والمرضي.. خاص

الدكتور أحمد فوزي استشاري الطب النفسي
الدكتور أحمد فوزي استشاري الطب النفسي

الإحساس بالقلق والخوف هو رد فعل طبيعي وذو فائدة في المواقف التي تواجه الإنسان بتحديات جديدة، فحين يواجه الإنسان بمواقف معينة مثل المقابلة الأولى للخطوبة أو الزواج، أو المقابلة الشخصية الهامة للحصول على عمل، أو يوم الامتحان، فانه من الطبيعي أن يحس الإنسان بمشاعر عدم الارتياح والتوجس، وأن تعرق راحتا يداه، ويحس بآلام في فُم المعدة، وتخدم ردود الفعل هذا هدفًا هامًا حيث أنها تنبهنا للاستعداد لمعالجة الموقف المتوقع.

اقرأ أيضًا: ما هو السن المناسب لعمليات التجميل ومتى تلجأ الفتاة إليها؟ خاص

ولكن أعراض القلق المرضي تختلف اختلافًا كبيرًا عن أحاسيس القلق الطبيعية المرتبطة بموقف معين وفي هذا الصدد يرصد لكم موقع "الطريق" كلّما يخص القلق المرضي.

فأمراض القلق هي أمراض يختص الطب بعلاجها ولهذا الاعتبار فإنها ليست طبيعية أو مفيدة.

وتحدث الدكتور أحمد فوزي استشاري الطب النفسي، عن أن أعراض مرض القلق تشمل الأحاسيس النفسية المسيطرة التي لا يمكن التخلص منها مثل، نوبات الرعب والخوف والتوجس والأفكار الوسواسية التي لا يمكن التحكم فيها والذكريات المؤلمة التي تفرض نفسها على الإنسان والكوابيس.

وكذلك تشمل الأعراض الطبية الجسمانية مثل: زيادة ضربات القلب و الإحساس بالتنميل والشد العضلي.

وتابع: بعض الأشخاص الذين يعانون أمراض القلق التي لم يتم تشخيصها يذهبون إلى أقسام الطوارئ بالمستشفيات وهم يعتقدون أنهم يعانون أزمة قلبية أو من مرض طبي خطير.

وهناك العديد من الأشياء التي تميز بين أمراض القلق وبين الأحاسيس العادية للقلق، حيث تحدث أعراض أمراض القلق عادة دون سبب ظاهر، وتستمر هذه الأعراض لفترة طويلة.

ولا يخدم القلق أو الذعر المستمر الذي يحس به الأفراد المصابين بهذا المرض أي هدف مفيد، وذلك لأن هذه المشاعر في هذه الحالة عادة لا تتعلق بمواقف الحياة الحقيقية أو المتوقعة.

وبدلاً من أن تعمل هذه المشاعر على دفع الشخص إلى التحرك والعمل المفيد، فانه يكون لها تأثيرات مدمرة حيث تدمر العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء وأفراد العائلة والزملاء في العمل فتقلل من إنتاجية العامل في عمله وتجعل تجربة الحياة اليومية مرعبة بالنسبة للمريض منذ البداية.

وإذا تُرك المرض بغير علاج، فيمكن حينئذ أن يحد عرض القلق المرضي من حركة الإنسان بشكل كامل أو أن يدفعه إلى اتخاذ تدابير متطرفة مثل، أن يرفض المريض أن يترك بيته أو تجنبه المواقف التي قد تؤدي إلى زيادة قلقه.


وأضاف "فوزي" تستعمل ثلاث أنواع من العلاج النفسي بنجاح لمعالجة أعراض القلق المرضي:

1. العلاج السلوكي ويسعي لتغيير ردود الفعل عبر وسائل الاسترخاء مثل التنفس من الحجاب الحاجز والتعرض المتدرج لما يخيف المرء.

2. العلاج التعلمي الادراكي، ويساعد المرضى على التعرف على الإعراض الذي يعانونها ولكنه يساعدهم كذلك على فهم أنماط تفكيرهم حتى يتصرفوا بشكل مختلف في المواقف التي تسبب أمراض القلق.

3. العلاج النفسي الديناميكي، ولا سيما لعلاج مرض الضغط العصبي بعد التعرض للتجارب المؤلمة.

ويتركز العلاج النفسي الديناميكي على مفهوم أن الأعراض تنتج صراع نفسي غير واعي في العقل الباطن، وتكشف عن معاني الأعراض وكيف نشأت، وهذا أمر مهم في تخفيفها.

ويمكن الآن أن يشعر المرضى المصابين بأمراض القلق بالتفاؤل بشأن التغلب على أمراضهم، حيث تتوافر حاليا وسائل العلاج الفعالة.

واختتم الدكتور أحمد فوزي حديثه، بأنه مع الفهم المتزايد لأسباب الأعراض المرضية التي يعانون منها، يمكننا أن نتوقع ظهور أدوية وأساليب علاجية جديدة أكثر فاعلية للتغلب على المرض.

اقرأ أيضًا: ”السيجارة الإلكترونية”.. أضرار خطيرة للڤيب