الطريق
الجمعة 29 مارس 2024 02:07 مـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

من أكبر الكبائر.. الحكم الشرعي والقانوني لمن يضرب والديه ويتنمر عليهما

 عقوق الوالدين- الصورة لآخرين
عقوق الوالدين- الصورة لآخرين

وقائع مؤسفة يشيب لها شعر الصبي، طرأت على المجتمع بشكل مخيف ينذر بكارثة لتعدي بعض الأبناء العاقين على آبائهم وأمهاتهم بالضرب تارة والتنمر تارة أخرى، في صورة من صور الانحطاط الأخلاقي التي باتت أمرا مألوفا لدى أصدقاء الشياطين، أولئك الذين تجردوا من كل معاني الرحمة والبر التي أودعها الله في قلوب عباده واستبدلوها بالقسوة والجحود.

شاب يقتل والده في القاهرة

آخر تلك الوقائع المأساوية حدثت قبل أسبوع في منطقة الساحل بالقاهرة، حينما وقف الابن العاق صاحب الـ20 عامًا أمام والده، سابًا إياه ليتطور الموقف إلى مشاجرة عنيفة، إثر خلافات سابقة، تدخل الشيطان ليكون الضلع الثالث في هذا النزاع، وسوس للابن برد الإساءة والدفاع عن نفسه، واستل سكينا وطعن والده ليسقط قتيلا.

من أكبر الكبائر

الشيخ علي المطيعي، أحد علماء الأزهر الشريف، قال لموقع "الطريق" إن ضرب الوالدين من أكبر الكبائر، وقد أوصى الله- عز وجل- ببر الأبوين حينما قال في كتابه الكريم بسورة الإسراء: "وقضىٰ ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ۚ إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما (23) واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا".

لا تقل لهما أف

وأوضح المطيعي، أنّ الله- سبحانه وتعالى- حرم أن يتأفف الولد لوالديه أحدهما أو كلاهما، لأن كلمة "أف" تسبب لها ضررا نفسيا، مشيرا إلى أن الله- عز وجل- أوصى بالوالدين حينما يبلغن الكبر لأن الوالدان في حال كبرهما لا يستطيعان أن يتحكما في مخرجاتهما، ويحتاجون إلى العناية الخاصة التي قد يصاحبها بعض الروائح فلا يجوز للابن حينها أن يقول "أف"، وعليه أن يتجمل بأدب القرآن الكريم، ولا يبدي لهما شيء.

قل لهما قولا كريما

وبيّن العالم الأزهري، أن الله - عز وجل- أمر الابن بعدم التنمر على والديه وأن يقول لهما قولا كريما، لأن الأبوين يكونا في غاية الإحراج أمام أبنائهما وهما في حالة الضعف أو المرض الذي يجعلها لا يستطيعان التحكم في تصرفاتهما وأفعالهما.

اخفض لهما جناح الذل من الرحمة

وأردف المطيعي، أن التوجيه الإلهي أمر الأبناء بالتذلل إلى آبائهم والانكسار لهما أثناء خدمتهما وكأن الأبوين هما اللذين أعطيا أبنائهما فضل التقرب إلى الله بخدمتهما في الكبر، لافتا إلى أنه يجب على الابن أن يدعي لأبويه وهو يخدمهما كما ربياه صغيرا.

ضرب الأبوين

واختتم بالإشارة إلى أنه لا يوجد نص قرآني بتحريم ضرب الأبوين، لكن الفقهاء جاءوا بالقياس الأولوي الذي يقول إنه إذا كان الله قد حرم التأفف للوالدين فيكون تحريم ضربهما من باب أولى، مؤكدا أن التنمر على الأبوين حرام شرعا والتعدي عليهما محرم بشكل أعظم.

عقوبة التعدي على الأبوين

ولا يوجد في قانون العقوبات نصا يحدد جريمة عقوق الوالدين أو ضربهما والتنمر عليهما، من ثم خلا القانون من عقوبة واضحة لتلك الأفعال، واكتفى بنصوص تعاقب على جرائم السب والقذف والضرب بشكل عام.

تشريع جديد لمواجهة عقوق الأبناء

وفي يناير من العام 2022، تقدم برلمانيون بمشروع قانون لمجلس النواب من أجل معاقبة الأبناء المعتدين على آبائهم وأسرهم بالضرب والسب أو التنمر.

وينص مشروع القانون على تعديل بعض أحكام قانون العقوبات، وفرض عقوبات على الأبناء الذين يتنمرون على الوالدين أو يسبونهم، تصل للحبس لمدة 5 سنوات والغرامة المالية.

اقرأ أيضا: فلترقد روحك في سلام.. تأييد إعدام قاتل «سلمى بهجت» فتاة الشرقية