الطريق
الأحد 28 أبريل 2024 04:02 صـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بعد مرور 7 سنوات على اكتشافه

حقل ”ظُهر”.. ثمرة الدبلوماسية التي غيرت معالم الاقتصاد المصري

حقل ظهر
حقل ظهر

أحدث حقل ظهر الذي تم اكتشافه قبل 7 سنوات أو أكثر، نقلة كبيرة وطفرة غير مسبوقة في مجال الطاقة في مصر، بل غيّر من خريطة ومستقبل سوق الطاقة المصري، وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث احتفت مؤسسة الرئاسة بما حققه وأنجزه اكتشاف الحقل، لاسيما في ظل أزمة الطاقة الحالية وارتفاع أسعار المحروقات بشكل غير مسبوق.


مؤسسة الرئاسة أكدت – في معرض حديثها عن الفوائد الاقتصادية للحقل – أن "ظهر" وفر على الدولة المصرية نحو 120 مليار دولار أو كثر بشكل سنوي، هي قيمة فاتورة استيراد الغاز التي كانت تستورده الدولة قبل اكتشاف الحقل وبدء العمل فيه، مشيرة إلى أن هذا الرقم تم توفيره لصالح الموازنة العامة.


الاحتفاء الرئاسي بإنجازات حقل ظهر وتأثيره على مستقبل الطاقة في مصر، وضح أهمية التحرك الدبلوماسي الذي مهد لهذا الاكتشاف، إذ أعلن الرئيس السيسي أن الوصول لمرحلة اكتشاف حقل ظهر لم يكن يحدث لولا الجهود الدبلوماسية التي قادتها مصر مع جيرانها، وانتهت بمعاهدات ترسيم الحدود مع الدول التي لديها حدودا بحرية مشتركة مع مصر، وعلى رأسها قبرص واليونان.


البرلماني ياسر عمر، وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، اتفق مع التصريحات الرئاسية وأكد صحتها وتماشيها مع أرض الواقع، مؤكدا أن سوق الطاقة في مصر تغير تماما باكتشاف حقل ظهر، مشيرا إلى أن هذا الاكتشاف كان سببا في حدوث طفرة ونقلة نوعية وحقيقية في هذا المجال.


وبين عمر في تصريحات لـ "الطريق" أن الإنجاز الأهم في اكتشاف حقل ظهر أن الأمر لم يتوقف عند مرحلة الاكتشاف، بل كان ببذل المزيد والمزيد من الجهود والتحركات التي عجلت بإدخال الحقل للخدمة، ومن ثم بدتية الاستخراج منه واستخدامه في الإنتاج في وقت ومدة زمنية قياسية، مؤكدا أن هذا الإنجاز في الوقت والعمل كان سببا في إنقاذ مستقبل الطاقة في مصر، خاصة في ظل ما يعيشه العالم الآن من حروب وأزمات، مما أضطر بسوق الطاقة العالمي وجعل دول العالم تعيش أزمة طاقة طاحنة مثلما يحدث في دول أوروبا.


وأشار وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب إلى أن المراقبين والمتابعين والمهتمين بمجال الطاقة يدركون أهمية حقل ظهر، كما يدركوا أهمية التغيير الذي أحدثه اكتشاف الحقل، وكيف أن هذا الحقل أنقذ مصر من أزمات الطاقة التي تعيشها بلدان العالم بما فيها أوروبا التي لم تمنعها رفاهيتها ولم يمنعها اقتصادها من معاناة الطاقة، مشيرا إلى أن مصر تحظ بوفرة غير طبيعية من الغاز نتيجة اكتشاف حقل ظهر.
وقال عمر إن التغيير الذي أحدثه حقل ظهر لا يتوقف عند الوفرة التي أحدثها، بل يمتد إلى ما هو أكثر من ذلك، لافتا إلى أن قطاع الكهرباء كان أحد القطاعات التي جنت ثمار حقل ظهر، مشيرا إلى أن ذلك الأمر يتضح عندما تعلم أن مصر صدرت طاقة كهربائية خلال العام الأخير بما يزيد عن 18 مليار دولار.
وعدد عمر فوائد اكتشاف حقل ظهر والطفرة التي أحدثها، لافتا إلى أن الحقل ساهم في إحداث طفرة كذلك في قطاع الصناعة، لدرجة أن الوضع تحول بشكل لا يصدق، فالمصانع التي كانت تغلق أبوابها بسبب نقص الطاقة أصبحت تعمل بطاقة كاملة، بل هناك بعض المصانع التي أصبحت تعمل بنظام الورديات، وبدلا من وردية واحدة أصبحنا نرى أكثر من وردية داخل المصانع.
وشدد النائب البرلماني على ضرورة عدم إغفال دور مؤسسة الرئاسة وتحركاتها الدبلوماسية في هذا الصدد، مؤكدا أننا لم نكن نصل لاكتشاف الحقل إذا لم تكن هناك معاهدات ترسيم الحدود بين مصر وجيرانها، مؤكدا أن هذا المجهود يحسب لمؤسسة الرئاسة، بل ويبشر باكتشافات أخر قريبة بمشيئة الله.
وفي نفس السياق، قال الخبير الاقتصادي الدكتور خالد الشافعي، إن حقل ظهر كان علامة فارقة في تاريخ مصر ومستقبل الطاقة المصري، موضحا أن هذا الحقل كان نقطة تحويل حيث حول القاهرة من بلد مستورد إلى بلد لديها اكتفاء ذاتي، بل ولديها فائض يمكن تصديره لاحقا.
ويرى الشافعي في تصريحات لـ "الطريق" أن هذا الاكتشاف العظيم وفر لمصر 10 مليارات شهرية هي قيمة فاتورة الاستيراد من الغاز، علاوة على أن هذا الحقل مكن الرئاسة وحكومة الدكتور مصطفى مدبولي من تبني العديد من المبادرات المختلفة، كمبادرة إيصال الغازل للمنازل في كافة ربوع مصر، ومبادرة تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي حفاظا على البيئة، فضلا عن غيرها الكثير والكثير من المبادرات المختلفة.
ونوه الخبير الاقتصادي أن حقل ظهر كان سببا في أن يصل الغاز الطبيعي إلى كل بقعة في مصر، في صعيدها وفي شمالها، كما ذهب الغاز إلى المصنع وإلى القرية بل وإلى النجع أيضا، مشيرا إلى أن كل ذلك حدث في مدة قصيرة، حيث أن الحقل لم يتم إكتشافه إلا قبل 7 سنوات فقط، ومع ذلك أحدث كل هذا التغيير.
ولفت الشافعي إلى أن حقل ظهر أحدث تغييرا ملحوظا على صعيد الاقتصاد المصري، فهو الذي أعاد المستثمرين والمصنعين مرة أخرى للصناعة والاستثمار، مشيرا إلى أن قبل اكتشاف الحقل شهدنا توقف 5284 مصنعًا بسبب نقص الطاقة والوقود، بينما الوضع اختلف تماما بعد اكتشاف حقل ظهر.

اقرأ أيضًا: التأمينات: الحد الأدنى للمعاش 1105 جنيهات والأقصى 8720 جنيها بداية من يناير المقبل