الطريق
السبت 27 أبريل 2024 03:10 صـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بعد حملة تشوية أسماء دور العبادة.. الأزهر: ظاهرة متطرفة خبيثة تستهدف إشعال الفتنة

الصاق لفظ مسئ لمسجد السيدة عائشة
الصاق لفظ مسئ لمسجد السيدة عائشة

استيقظ مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في مصر على واقعة ظهور لفظ مسيء إلى جوار اسم مسجد السيدة عائشة - رضي الله عنها وأرضاها، عبر خرائط محرك البحث جوجل، الأمر الذي أثار حالة من الغضب الشديد والاستياء والاستنكار بين المسلمين.

التطرف والإرهاب لم يكن يستهدف المقدسات الإسلامية وحدها، بل نال أيضا من المقدسات المسيحية، الأمر الذي اعتبره البعض حملة مشبوهة تستهدف التفرقة بين المسلمين والمسيحيين، وزعزعة استقرار أبناء الوطن الواحد.

وأوضح مستخدمو السوشيال ميديا، أنه عند كتابة اسم الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، على جوجل وخاصة خرائط جوجل سيظهر بجانب الاسم وصف لا يتناسب مع بيت الله، وهو الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، وبالفعل تم تدشين حملة إلكترونية موسعة على فيس بوك وتويتر لحذف هذا الوصف.

موجة الغضب لم تقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي فحسب بل دشن البعض حملات في محاولة لإزالة اللفظ المسئ الذي أرفق اسم مسجد السيدة عائشة على خدمة جوجل ماب، أو مايعرف بخرائط جوجل، حتى انتهى الأمر بإزالة اللفظ المسئ، ولم تكن تلك الواقعة الأولى من نوعها بل سبقها حملة تشويه شنها مجهولون ضد مسجد السيدة زينب رضي الله عنها أيضًا، الأمر الذي استنكره مرصد الأزهر الشريف في بيان شديد اللهجة.

الأزهر: ظاهرة متطرفة جديدة تستهدف هدم المجتمعات

وقال مرصد الأزهر، إنه على مدار السنوات الماضية، ودول العالم تعاني من خطط الإرهاب التي كلما سُدت طرق أتت من طريق آخر، وهذه المرة تختلف بشكلها ومضمونها، فخلال الفترة الأخيرة باتت تنتشر ظاهرة متطرفة جديدة، تستهدف هدم المجتمعات الإسلامية والعربية، ألا وهي ظاهرة تغيير أسماء المقدسات الدينية عن طريق وضع لفظ قبيح بجوار تلك المقدسات الدينية.

وأضاف مرصد الأزهر، حيث انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي منتصف نوفمبر 2022م، الدعوة إلى الدخول على برنامج "جوجل ماب"، وإعادة تسمية مسجد السيدة عائشة حيث تفاجأ الكثير بلصق اسم قبيح بجوار اسمها، الأمر الذي حدا بمرصد الأزهر إلى متابعة تلك القضية والوقوف على جوانبها ومعرفة أبعادها، حيث أصبحت الاتهامات تُلصق بفريق معين بسبب صراعات قديمة، وهو ما توقعه البعض، ولا شك أن هذا الأمر وراءه تيار متطرف يقف خلفه، ولجان إلكترونية تعمل بشكل مستمر لتحقيق أهداف خبيثة، من بينها إفشال دعوة التقارب التي أطلقها فضيلة الإمام الأكبر حيث دعا فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، من البحرين، علماء الشيعة لحوار إسلامي، لتعزيز الوحدة الإسلامية ونبذ الصراع، وتجاوز الإشكالات التاريخية والمعاصرة، وإيقاف الاستغلال الديني والمذهبي الذي يهدد استقرار المجتمعات والتدخل في شؤون الدول.

وتابع المرصد قائلًا: لأننا نعيش واقعًا تلعب فيه مواقع وصفحات "سوشيال ميديا" دورًا كبيرًا، فقد استغلت قوى الشر والظلام تلك المواقع في زرع الفرقة وشق الصفوف التي بدت تظهر على السطح، وهذا ديدن المتطرفين الذين يؤمنون بأن الوحدة والتلاحم يشكلان خطرًا يمكن أن يلقي بهم في الهاوية ويهدد وجودهم، لذا برزت لدى التنظيمات المتطرفة فكرة تدنيس المقدسات الدينية لتكون خنجرًا مسمومًا يدس السم في المجتمعات الإسلامية، فيزداد السب والشتم بين الشباب على المنصات الإلكترونية، بهدف إجهاض دعوة التقارب ولم الشمل التي يسعى إليها فضيلة الإمام الأكبر.

وأردف، حيث كفرت التنظيمات المتطرفة المسلمين كلهم سنة وشيعة فلم تفرق بينهم في سفك دمائهم أو النيل من مقدساتهم، حيث تؤمن تلك التنظيمات بأن التلاحم الذي يسعى إليه فضيلة الإمام بين السنة والشيعة إنما يمثل إنذارًا بوأد الفتنة التي طالما أثاروها.

الأزهر: تغيير اسم الكاتدرائية المرقسية إشعال لنار الفتنة في مصر

واستكمل، ثاني تلك الأهداف هو إشعال نار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في مصر حيث يعلم المتطرفون مدى الحساسية في التعامل تجاه المقدسات المسيحية، ولذا سعوا للنيل منها عن طريق تغيير مسمياتها، فقد قام مجهولون بتغيير اسم الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية عبر محرك بحث جوجل لإحدى الألفاظ المسيئة التي أضيفت بجوار اسم الكاتدرائية.. وهكذا تدعو قوى الظلام والشر في البلاد العربية إلى الشحناء بين أطياف المجتمع الواحد، من خلال افتعال صراعات متنوعة، فقديمًا أشعلوا الفتنة في العراق، ولبنان، وسوريا، إلا إنهم في مصرنا الحبيبة باءت محاولاتهم في تأجيج الفتن الطائفية بالفشل وذلك منذ أن بدأت تستعر نارها عام 1972م، حيث كان الاعتداء على كنيسة الخانكة، أول حادث لإشعال الفتنة الطائفية في مصر وبعدها ظل الإرهاب ينوع كل فترة من إستراتيجياته في استهداف الوحدة والتلاحم بين طوائف الشعب المصري من خلال استهدافه للكنائس.

ودعا المرصد في ختام مقاله الجميع أن يعلم أن كل دعوة خبيثة تستهدف إثارة الفتن وشق الصفوف مثواها مزبلة التاريخ، وأن البناء والرخاء لا يأتي إلا بالتلاحم والترابط في عالم يموج بالصراعات، ويثمن المرصد الوحدة والاتحاد بين المسلمين على المستوى العالمي، وكذلك بين المواطنين بمختلف طوائفهم على المستوى المحلي، وليوقن الجميع أن تلك المحاولات التي يقوم بها المتطرفون لا تستهدف إلا نشر الفرقة والشحناء بين البشر.