الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:03 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

لماذا قفزت أسعار الأكلات الشعبية؟.. الكشري حلم صعب المنال وطبق الفول يواصل الغليان

مطعم فول وفلافل- الطريق
مطعم فول وفلافل- الطريق

خلف عربة فول وفلافل عتيقة بمنطقة العشرين في ضواحي الجيزة، يقف المعلم حماد، وفوق رأسه لمبة ذات إضاءة صفراء تضفي مظهرا لامعا على الطعمية بعدما غابت الشمس، وأمامه العشرات من طالبي الوجبة الأكثر شعبية في مصر، يصطفون بالطوابير لشراء عشاء الأسرة، الذي أضحى يمثل عبئا إضافيا نتيجة ارتفاع الأسعار أو قيام محال الأطعمة بتقليص حجم المنتجات لضمان هامش ربح يغطي تكاليف التشغيل.

كانت الساعة قد تخطت الخامسة مساء، عندما بدأ حماد في تجهيز العدة لاستقبال دفعات جديدة من الزبائن عقب انتهاء فترة العمل الصباحية، فعربة الفول تعمل على مدار اليوم، بعد ازدياد الطلب على الفلافل بشكل لافت رغم ارتفاع أسعارها خلال الأيام الأخيرة.

طبق الفول وصل لـ 20 جنيها

"طلب الفول زاد 4 جنيه".. بتلك الجملة يبدأ المعلم حماد بإخبار زبائنه بلائحة الأسعار الجديدة لعربة الفلافل، مبررا بأن تكلفة إعداد الوجبة كانت 10 جنيهات بينما تباع بـ 15 قبل شهر من الآن، وأصبحت تكلفتها حاليا 16 جنيها ولا بد من بيعها بـ 20 جنيها تجنبا للخسائر.

مطعم فلافل

أوضح حماد أن الوجبة التقليدية عبارة عن طبق فول مدمس بالزيت أو السمن وعليه بعض الطحينة، إلى جانب طبق سلطة، و3 أرغفة من العيش البلدي، مشيرا إلى أنّ أي صنف آخر يضاف على الطلب سواء بطاطس أو طعمية، يكون سعره 5 جنيهات.

وأكد خلال حديثه مع "الطريق" أنّ هامش ربحه تقلص بعد الزيادة الأخيرة في مكونات إعداد الوجبة، موضحا أن أسعار الفول البلدي عريض الحبة وصلت إلى نحو 23,000 جنيها للطن بزيادة 3 آلاف جنيه في الطن، وذلك خلال أقل من شهر، وكذلك ارتفع سعر زيت الطعام، ليصل ثمن العبوة الـ 800 مل، إلى 62 جنيها بدلا من 38 جنيها، بزيادة 24 جنيها، غير أسعار الخضروات التي لا تبقى على حال.

وأشار إلى أنه لا يلجأ إلى تصغير حجم الطعمية لأن زبائنه اعتادوا عليها من زمن بعيد، ويفضل رفع سعرها أو تقليل عدد الحبات في الطبق، دون الاقتراب إلى الحجم، كاشفا أنّ قطعة الطعمية حاليا تباع بـ 2 جنيه وهو سعر بالكاد يحقق هامش ربح بسيط مقارنة بمعدل المكسب قبل نحو شهر من الآن.

مطعم فلافل

أما توفيق وهو صاحب محل فول وفلافل في العباسية، فأكد أن تكلفة التشغيل في محال الأطعمة ارتفعت خلال الأيام الأخيرة، على نحو يهدد بعزوف أصحاب تلك المهن عنها لتدني المكاسب، مبينا أن محل الفلافل يستهلك أسطوانات بوتاجاز وخضروات وفول وزيت وسمن وعيش وأكياس بلاستيكية، وجميعها طالتها زيادة الأسعار.

وأشار إلى أنه كان مضطرا لرفع الأسعار بقيمة تتراوح من 2 إلى 4 جنيهات على طلب الفول، مع تصغير حجم قطعة الطعمية، وهو ما يجعله دائما في حاجة إلى تبرير الأمر لزبائنه الذين يبدون امتعاضهم أحيانا.

وتختلف الأسعار من منطقة إلى أخرى، فساندوتش الفول أو الطعمية الذي يباع بـ 5 جنيهات في العشرين يصل إلى 8 جنيهات في الدقي، وذلك نتيجة ارتفاع إيجارات المحال في المناطق الراقية، بحسب أصحاب المطاعم.

زيادة 7 جنيهات في علبة الكشري

ومن الفلافل إلى وجبة الكشري المحببة لدى قطاع كبير من المصريين على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية فلا أحد يستغنى عن تناولها ولو مرة كل شهر، لكن أسعارها هي الأخرى قفزت بشكل مفاجئ دون مقدمات، وارتفعت أسعار الأطباق المتوسطة والكبيرة بنحو 7 جنيهات بينما اختفت الأحجام الصغيرة.

وفسر لمعي صاحب محل كشري في منطقة الطالبية، ارتفاع الأسعار نتيجة لزيادة سعر طن الأرز نحو ألف جنيه منذ شهرين، ليصل إلى 11 ألفا بعدما كان بـ 10 آلاف جنيه، مشيرا إلى أن أسعار المكرونة أيضا ارتفعت بالأسواق بقيمة 3 جنيهات للكيلو خلال الأسابيع الماضية.

وأضاف، أن متوسط سعر كيلو المكرونة الجملة يتراوح حاليا ما بين 20 و21 جنيها، مقابل 18 جنيها في بداية ديسمبر الجاري، لافتا إلى أن أسعار العدس قفزت في الأسواق بنحو 10 جنيهات ليسجل سعر الكيلوجرام نحو 50 جنيها لدى أغلب التجار.

مطعم كشري

وقفزت أسعار العدس في الأسواق بشكل ملحوظ، فيما تعد القفزة الثانية خلال فترة قصيرة، مع زيادة أسعار الحبوب والبقوليات، وهو ما ألقى بظلاله على سعر طبق الكشري الذي بات حلما صعب المنال لقطاع كبير من المواطنين.

ولم ينج طاجن المكرونة من زيادة الأسعار فقد ارتفع سعره لدى معظم المحال من 20 جنيها إلى 25 جنيها، بقيمة 5 جنيهات، مع اختلاف أنواعه، ووصل في مطاعم أخرى إلى 30 جنيها.

واشتكى بعض المواطنين من ارتفاع أسعار الوجبات الشعبية على نحو يرونه مبالغ فيه ولا يتناسب مع الزيادة الحقيقية التي طرأت على السلع الأساسية المستخدمة في طهي تلك الأكلات، مطالبين بتفعيل الدور الرقابي على المطاعم وضبط الأسعار بشكل يضمن إتاحتها للمواطنين دون مغالاة.

الكبدة أضحت من الرفاهيات

أمّا ساندوتش الكبدة فأضحى من الرفاهيات، بعد ارتفاع أسعاره إلى الضعف، واحتوائه في أغلب الأحيان على نسبة قليلة من الحشو، مع زيادة كمية الفلفل، بطريقة أثرت على المذاق الذي اعتاد عليه المواطنين منذ زمن.
ووصل سعر ساندوتش الكبدة في المناطق الشعبية إلى 15 جنيها بينما يصل إلى 30 جنيها في الأماكن الراقية، وكذلك البرجر والسجق والأنواع الأخرى من مشتقات اللحوم التي تباع على عربات الكبدة.

وتعليقا على ذلك قال، حلمي صاحب عربة كبدة، إنّ أسعار الكبدة المستوردة المجمدة وصلت إلى 70 جنيها للكيلو، بعدما كانت تباع بـ 55 جنيها، قبل أسابيع، وهو ما يجعل من عمله أمرا مستحيلا دون رفع سعر الساندوتش.

وأضاف أن ساندوتش الكبدة يكلّف 13 جنيها في مرحلة الإعداد، غير إيجار المكان وأجرة الصنايعية، وغيرها من المتطلبات على مدار اليوم، مشيرا إلى أن المواطن لم يعد مقبلا على الشراء كما كان في السابق.

واختتم بالإشارة إلى أن العديد من زملائه أصحاب عربات الكبدة تركوا عملهم وبحثوا عن عمل آخر نتيجة للخسائر المتتالية وركود حركة البيع، مؤكدا أن الكبدة باتت من الرفاهيات لدى المواطنين.

اقرأ أيضا: أول تعليق من نقيب الأطباء بعد تخدير فتاة داخل عيادة والاعتداء عليها: «دكتور مريض»