الطريق
الأحد 22 يونيو 2025 03:55 صـ 26 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
أمريكا تشارك في الحرب.. ترامب: موقع فوردو انتهى ترامب: نفذنا 3 هجمات ناجحة على منشآت فورو ونطنز وأصفهان الوكالة الدولية للطاقة الذرية: استهداف مجمع نووي في أصفهان للمرة الثانية منذ بدء هجمات إسرائيل على إيران الرئيس السيسى يؤكد على الأهمية التي توليها مصر لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بشكل فوري الرئيس السيسى يعرب خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني رفض مصر الكامل للتصعيد الإسرائيلي الجاري ضد إيران جيش الاحتلال يعلن استهداف مستودعات للطائرات المسيرة ومستودع أسلحة في منطقة بندر عباس جنوب غرب إيران صعود فريق نقابة البترول لكرة القدم للرواد ”٤٥ سنه” لبطولة الجمهورية للشركات إعلام أمريكي عن المتحدث باسم جيش الاحتلال: هدفنا ضمان أن تكون إيران في حالة فوضى وزير الخارجية والهجرة يلتقي بوزير خارجية إيران في اسطنبول قافلة دعوية موحدة إلى شمال سيناء بالتعاون بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية محافظ الجيزة: غدًا افتتاح معرض الحرف التراثية والمنتجات اليدوية بمشاركة مجموعة من السفارات والمحافظات وزير قطاع الأعمال العام يجتمع برؤساء الشركات القابضة لمتابعة مشروعات التطوير والشراكة والاستثمار

أتوبيس معرض الكتاب.. شعاع مضيء في مسيرة الثقافة المصرية

«الفكر لا يُقدَّر بثمن.. معرض الكتاب يلا معرض الكتاب» هذه كانت أول عبارة أسمعها من سائق الحافلة التي أستقلها من ميدان عبد المنعم رياض وأنا ذاهبة إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب، دعاية جديدة ومختلفة وغير متوقعة بالمرة من السائق الذي كلفته هيئة الطرق بنقل القراء إلى أرض المعارض بالتجمع الخامس. ربما كان عليه أن يشجع زملاءه من السائقين، لأنه لقي تشجيعًا بدوره من الذين يفضلون ركوب «الميكروباص» نظرًا لسرعته عن الأتوبيس.

في انتظار معرض القاهرة الدولي للكتاب كل عام مشقة كبيرة يداريها البعض في نفوسهم، المعرض الذي يمثل لهم حياة مختلفة داخل حياتهم، ويأوى اضطرابات أفكارهم فتنسج لهم أفكارًا جديدة منقحة بفعل الكتب والقراءة، وربما أفكارًا لم تكن موجودة من قبل، وأصدقاءً ليس من شيمتهم الخذلان ولا الترك والمضي بعيدًا.

صباحٌ جديد ومختلف، ذاك الذي أستقل فيه «أتوبيس النقل العام» الذي توفره هيئة معرض القاهرة الدولي للكتاب كل عام، ونتوجه سويًا -أنا والقراء- نحو أرض المعارض بالتجمع الخامس، صباحٌ يصحبنا فيه النشاط والفرحة، نحنُ على مشارف دورة جديدة من المعرض، فيها الكثير من الندوات الثقافية التي تثري معلوماتنا، والعديد أيضًا من الكُتب التي أطلقها كُتَّابنا المفضلين.

في أتوبيس النقل العام تجد الكثير من الأشياء التي تجعلك توقن أنه لا زال هناك من يهتم بالفكر في مصر، تخيل أن تجد أكثر من 30 قارئًا، كل قارئ منهم يحمل في جعبته الكثير من الحكايات والمواقف والأفكار التي اكتسبها من الكتب، ولم يكتفٍ بذلك: بل هو الآن يشاركها مع أصدقائه الذين تعرف عليهم في الحال، فنشأت بينهم صداقة حميمية تغلفها حب الكتب، وهم ذاهبون جميعًا لاستقاء أفكار جديدة حتى لو شحّ بأيديهم المال.

لم يكن غريبًا عليَّ أن يتناقش السائق معنا عن رحلة المعرض المنتظرة، ما الذي قررنا أن نشتريه وهل هذه أول مرة نقرأ للكاتب، ظننته للتو يجري حوارًا صحفيًا مع كل راكب أثناء «لم الأجرة» قبل الانطلاق، ولكنه شاركنا أيضًا الكتب الذي قرر شرائها، وهذا ما تعجب منه البعض دوني، وظللت أردد في نفسي «الفكر ليس محتكرًا.. المعرض لكل الناس».

هذه المجتمعات الصغيرة التي تتشكل فيها أفكارنا هي أهم ما نملك، هي النواة التي نحب فيها أنفسنا أكثر حين نتشارك خبرتنا مع غيرنا، أتوبيس معرض الكتاب مختلف جدًا عن أي أتوبيس في العاصمة، هو فكرة مختلفة وغير تقليدية وشعاع أمل للمستقبل الذي نجحد أفضليته عن حاضرنا كل يوم، هو الكتاب الذي لم يقرأ بعد ولكنه طاقة نفثها اليأس في وجه الجهل والظلام.