الطريق
الخميس 28 مارس 2024 07:32 مـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«حبك برص وسبعة خرس».. من أين جاء هذا المثل؟

برص- تعبيرية
برص- تعبيرية

"حبك برص وسبعة خرس"، مثل شعبي لطالما تردد كثيرًا في البيوت المصرية، ويكثر استخدامه من الأمهات في مثل هذه الأيام التي تصادف عيد الحب أو ما يعرف عالميًا باسم "الفالنتاين" الّذي يحل في 14 فبراير من كل عام، لاسيما عندما يخبر أحد الشباب والدته بأنه عازمًا على شراء هدية لحبيبته، فترد عليه بتلك الجملة التي اكتسبت دلالات ساخرة في الآونة الأخيرة.

ورغم المعني الساخر الذي يعكسه هذا المثل الشعبي، فإن ورائه قصة مختلفة تمامًا، جرى توثيقها في كتب الأمثال الشعبية، التي تناولت تاريخ استعانة الشعب المصري بالمثل في التعبير عن أمور الحياة اليومية.

أصل الحكاية

وبحسب "كتاب موسوعة الأمثال الشعبية" للكاتب صالح زيادنة، فإن أصل مثل "حبك برص وسبعة خرس"، يرجع إلى مئات السنين، وجرى تداوله بشكل واسع في الشارع المصري حتى أصبح مجازًا للتعبير عن السخرية من الحب، أو مزاح الأم مع أبنائها.

وأوضح الكتاب، أنّ المثل الشهير كان ورائه قصة مثيرة حدثت بين سيدة وابنتها في أحد أحياء القاهرة الفاطمية، عندما تقدم شاب من أهل الحي لخطبة فتاة، بينما كانت والدتها ترفض طلبه بدعوى أنه يفتقد القدرة على تحمل مسؤولية قراراته فضلًا عن عدم امتلاكه وظيفة لائقة تضمن عيشًا رغدًا لابنتها.

عملية اغتيال البرص

ورغم تمسك الفتاة بهذا الشاب ومحاولتها إقناع أمها به أكثر من مرة فإنّ الأم أصرت على رفضه، وذات يوم كانت الأم في أعلى المنزل حيث شاهدت "برصًا" وركدت نحوه مسرعة في محاولة للقضاء عليه قبل أن يتسبب في إفساد الطعام المكشوف هناك دون غطاء.

وخلال عملية المطاردة التي استمرت قرابة الساعة، شعرت الفتاة بالخوف، وبعد أن هدأت فتحت الموضوع مرة أخرى مع والدتها فغضبت الأم قائلة: "حبك برص وسبعة خرس" وبدا الحزن واضحَا على وجه الفتاة مستغربة من كلمات أمها.

دعوة سيئة

ويشير الكتاب إلى أنّ قول الأم حينها "حبك برص" كان تعبيرًا عن الامتعاض والغضب وبمثابة دعوة بأن تصاب الفتاة بمرض الأبرص وهو مرض جلدي، أمّا " سبعة خرس" فهم أشخاص يجلسون ويتحدثون معها بالإشارات وهي تشعر بالضياع والشتات، وذلك أفضل عند الأم من أن تقبل الفتاة على الزواج من هذا الشاب.

اقرأ أيضا: «عايز شاي».. أمنية أحد الناجين من الزلزال المدمر في تركيا