الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 12:00 صـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«معالم رمضانية 18».. السيدة نفيس أم العواجز

مسجد السيدة نفيسة
مسجد السيدة نفيسة

تربى على أرض مصر معظم الأنبياء، وعاشوا مع ذويهم، فاشتهرت مصر بإقامة الأضرحة والمقامات لأولياء الله الصالحين، وقيل عن أهل مصر أنهم أهل كرم ومحبة، فقالت عنهم السيدة زينب: "أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا".

ونستعرض معكم اليوم ضمن سلسلة معالم رمضانية، محطات من حياة أحد أولياء الله الصالحين، وهي السيدة نفيسة أم العواجز.

شخصية اليوم السيدة نفيسة "أم العواجز"

السيدة نفيسة ولدت بمكة عام 145 هجريا، هي ابنة الإمام الحسن الأنور بن زيد الأبلج ابن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، نشأت وترعرعت في المدينة المنورة، فدرست الفقه والحديث من أهل العلم بالمسجد النبوي، ولقبت بـ"نفيسة العلم".

حجت بيت الله حوالي 30 حجة، كانت تؤديها سائرة على الأقدام، وتتعلق بأستار الكعبة وتتضرع إلى الله قائلة: "إلهي وسيدي ومولاي متعني وفرحني برضاك عني، ولا تسبب لي سببًا يحجبك عني".

وقد سردت زينب ابنة أخيها يحيى المتوج، أنها خدمت السيدة نفيسة عمتها حوالي 40 عاما، فلم تراها نامت الليل ولا أفطرت بنهار إلا في الأعياد، فقالت لها أما ترفقين بنفسك؟، فردت عليها كيف أرفق بنفسي وأمامي عقبات لا يقطعها إلا الفائزون.

وأضافت "زينب" أن السيدة نفيسة كانت تأكل أكلة واحدة كل ثلاثة أيام، وكانت السيدة نفيسة أم لولدان هما "القاسم وأم كلثوم" من زوجها "إسحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب".

جاءت مصر مع زوجها وأبيها وأولادها عام 193 هجريا، وكان عمرها يناهز 48 عاما، لتزور آل البيت في مصر، بعد أن زارت بيت المقدس وقبر الخليل، وقد خرج أهل مصر لاستقبالها بمدينة العريش، عندما علموا بوصولها مصر، ثم صحبوها إلى القاهرة، لقبها الناس بأم العواجز لأن الله أجرى على يدها شفاء المرضى والعجزة، وأحبها أهل مصر وأقبلوا عليها لتدعو لهم وتلمسوا منها العلم، لكن إقبال الناس عليها شغلها عن العبادات، ففكر زوجها أن يرحلوا إلى الحجاز، لكنها رفضت بسبب رؤيتها لرسول الله في المنام، يقول لها لا ترحلي عن مصر فإن الله تبارك وتعالى متوفيك بها.

يذكر أن كبار العلماء وأئمة الفقه كانوا يزورونها، ويطلبوا منها الدعاء لهم، فزارها الإمام الشافعي، بصحبة والي مصر، وقال لها من وراء حجاب: ادعي لي، فدعت له، وأوصى أن تصلي عليه، وبالفعل عندما توفى الشافعي، صلت عليه في دارها وقالت: رحم الله الشافعي فقد كان يحسن الوضوء.

اقرأ أيضا: الفرقة القومية للفنون و«أبناء الحفني» يحييان «هل هلالك»

موضوعات متعلقة