سمير غانم.. «المبهج» صانع الضحك والفن
صانع الضحك وأستاذ الارتجال، يمتلك خفة ظل عالية وسرعة بديهة لا تعرف حدود، ملك الأداء السهل الممتنع، لديه كوميديا من نوع خاص لا تعرف غاية أو سبيل لا يعنيه سوى الضحك وبهجة تتناثر أينما وجد، هو صاحب "حكايات ميزو" الشاب المستهتر، و"سمير" العاطل الذي يتزوج بنت "الأسيوطي" في "يارب ولد" و"فطوطة" بنبرة صوته التي عشقها الجميع هو "سمورة" الفنان الكبير سمير غانم.
النشأة
ولد سمير غانم في 15 يناير 1937 بعرب الأطاولة في أسيوط، كانت عائلته تتمنى أن يصبح ضابطا والتحق بكلية الشرطة وهجرها بعد رسوبه ليجد نفسه في كلية الزراعة جامعة الإسكندرية، كان الفن يجري في عروقه ووجد قدماه تقوده نحو مسرح الجامعة وهناك أيقن أنه فنان بالفطرة، دخل ضمن فرقة كونها المخرج نور الدين الدمرداش بمسرح الجامعة كانت تنافس الجامعات الأخرى وتشارك في المسابقات، تقابل مع عادل نصيب طالب الطب ووحيد سيف طالب الآداب وكونا فرقة "إخوان غانم" على غرار "إخوان ماركس" ومع هجرة "نصيف" ومشقة وحيد سيف التي يعانيها في التنقل بين الإسكندرية والقاهرة تفرق شمل الفرقة حتى تقابل جورج سيدهم والضيف أحمد، وكونا فرقة "ثلاثي أضواء المسرح".
البدايات
كانت بداية الفرقة قوية تبشر بنجاح ساحق في أولى مسرحياتها "طبيخ الملائكة" 1964 للمخرج حسن عبد السلام، وتوالت المسرحيات "زيارة غرامية، الرجل اللي جوز مراته" فضلا عن عدد كبير من الاسكتشات أشهرها "كوتوموتو" ليعلن "سمير" عن نفسه وأنه الضلع الثالث والأهم في فرقة الثلاثي.
أعماله الفنية
دخل الثلاثي السينما وقدما عدة أفلام أبرزها "30 يوم في السجن، شاطئ المرح، الزواج على الطريقة الحديثة" وظلت تتألق حتى توفي الضلع الأول والأهم و"دينمو" فرقة الثلاثي الضيف أحمد وشكلت وفاته صدمة عنيفة هزت "سمير وجورج" لسنوات حتى تقابلا في "المتزوجون" 1978، وبعدها في "أهلاً يا دكتور"1981، وينطلق سمير غانم يغرد بمفرده في السينما ويقدم عدد ليس بالقليل من الأفلام أبرزها "المجانين الثلاثة، فرقة الفرح، واحد في المليون، الصديقان، لسنا ملائكة".
أفلام ومسرحيات سمير غانم
مرحلة الثمانينات مهمة في مشوار "غانم" الذي قدم عدة أفلام أبرزها منها "محطة الأنس، حسن بيه الغلبان، الرجل الذي عطس، إلي من يهمه الأمر، يارب ولد" وبات يطارده النجاح واتجه ناحية التليفزيون ودخل قلوب جمهور الشاشة الصغيرة بـ"الكابتن جودة، حكايات ميزو" وكان النجاح الأكبر من نصيب "فطوطة وسمورة" الفوازير التي تعلق بها الجميع وصنع منها ضحك لا ينتهي، ولم ينسى المسرح عشقه الأول وقدم مسرحية "فارس وبني خيبان".
أفلام تعد على أصابع اليد كانت حصيلته في التسعينات أبرزها"الهاربان، الرجالة في خطر، الراقصة والحانوتي" وضخ كل إمكاناته التمثيلية في المسرح في تلك الفترة وقدم عدة مسرحيات منها "بهلول في استنبول، أخويا هايص وأنا لايص، المستخبي، صفقة بمليون دولار، أنا ومراتي ومونيكا" وفي الألفية "ترا لم لم، دو ري مي فاصوليا، مراتي زعيمة عصابة".
جذبه الحنين للسينما ولكنه ظهر ضيف شرف في فيلمي"على جنب يا أسطى" و"تتح" مع محمد سعد وكان مشهده الوحيد هو الأبرز في الفيلم، ومن السينما للدراما وشارك في عدة مسلسلات أبرزها"شربات لوز، دلع بنات، بدل الحدوتة تلاتة، عزمي وأشجان"، وتقابل مع عادل إمام بمشهد في "عوالم خفية" وما بين السينما والمسرح والتليفزيون تجاوز رصيده الـ300 عملا.
سمير غانم ودلال عبد العزيز
قصة حب أفلاطونية جمعته بالفنانة دلال عبد العزيز كانت هي الأشهر في الوسط الفني بدأت من مسرح "الهوسابير" حينما شاركت معه في مسرحية "أهلا يا دكتور" وبعد 4 سنوات تزوجا في 1984، وتخطت قصة الحب الـ 36 عاما وانجبا "دنيا وإيمي".
تكريم سمير غانم
سنوات والتكريم تأخر حتى جاء من مهرجان القاهرة السينمائي في دورته 39 واستلم جائزة فاتن حمامة التقديرية، وهو بين ابنتيه "إيمي ودنيا" بينما دلال عبد العزيز تقاوم دموعها وهي تشاهد التكريم الأول لشريك رحلة الفن والعمر.
النهاية
"سمير ودلال" سنوات لا يفترقان لا على الشاشة أو في البرامج الحوارية وكانت الفرقة على يد المرض الذي عرف طريق "الجميلة والمبهج" ودخل المستشفى حتى رحل "سمير" في 20 مايو 2021 عن عمر ناهز 84 عاما، بينما "دلال" بعد 79 يومًا من وفاته، ورغم الرحيل يبقى "سمير" ضحكة مصر التي لا تغيب.
اقرأ أيضًا:في دار الأوبرا.. ختام مهرجان جمعية الفيلم السنوي للسينما المصرية اليوم
