الطريق
الخميس 9 مايو 2024 06:35 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

هددها بالقتل.. سنوات الخصام والصلح بين هدى سلطان ومحمد فوزي

هدى سلطان ومحمد فوزي
هدى سلطان ومحمد فوزي

مشوار طويل ومعاناة قابلت هدى سلطان في حياتها الفنية ولم يكن طريقها مفروشا بالورود، فتحت عينيها لتجد نفسها بين عائلة سلك منها أثنان دروب الفن شقيقتها الطربة هند علام وشقيقها متعدد المواهب محمد فوزي، شعرت بجمال صوتها وهي في الـ14 من عمرها وهي ترتاد الموالد وتردد خلف مداحات مولد السيد البدوي أغاني أم كلثوم التي كانت تربطها علاقة صداقة بوالدها وأحيت أم كلثوم بعض أفراح أشقائها.

كانت هدى بين عائلة يقودها الأب "عبد السلام عبد العال الحو" الفلاح البسيط الذي يعيش في قرية كفر جندي بالغربية، الذي يحرص علي أن يحفظ أبناؤه القرآن في كُتّاب القرية، وبين شقيقها محمد فوزي الذي سبقها في عالم الفن ويخاف عليها من العمل به ويشفق عليها من قسوة المهنة.

وحتى تهرب من تحكم الأسرة التي تمنعها من العمل في الفن وافقت على الزواج من محمد نجيب الزوج الأول في حياتها ولكن خاب ظنها ورفض هو الأخر عملها كمطربة بسبب غيرته الشديدة عليها، وقررت الانفصال بعد أن أنجبت منه ابنتها "نبيلة"، وشدت رحالها للقاهرة لتعيش مع شقيقها محمد فوزي وداخل منزله كانت تشاهد لأول مرة فنانين لا تراهم إلا على شاشة السينما وملحنين بالكاد تسمع عن أسمائهم منهم الملحن أحمد عبد القادر الذي مد لها يده وساعدها في بدايتها.

اقرأ أيضًا: هدى سلطان.. «وتد» الفن ونجمة من «كفر جندي»

سنحت الفرصة لها عندما اجتازت اختبارات لجنة اختيار المطربين في الإذاعة المصرية، لتجد نفسها واحدة من نجمات برنامج "أضواء المدينة" مع الإذاعي جلال معوض، وحينها وافق محمد فوزي على مضض وكان يرى أن يسمع جمهور الإذاعة صوتها أفضل من أن يشاهدها جمهور السينما الأكبر على الشاشة.

الخوف من شقيقها "فوزي" كان يدفعها لعدم الغناء أمامه وقررت احتراف الغناء عندما كانت تجلس بجوار شادية وتردد معها أغاني فيلم "العقل في إجازة" الذي شاركت به مع محمد فوزي وطلبت منها شادية الغناء ولكن أخبرتها هدى برفض شقيقها.

كانت السينما في انتظارها ووقعت مع المنتج جبرائيل نحاس عقد احتكار بـ3 أفلام أولها فيلم "ست الحسن" وعندما عرف محمد فوزي ثار وغصب وهددها بالقتل هي ومن يتعاون معها حسبما روت في حوار صحفي لها.

أصرت هدى سلطان على العمل وخاضت تجربتها التي صاحبتها توتر في العلاقة بينها وبين "فوزي" ظلت لسنوات طويلة كانت قد صنعت خلالها نجوميتها، وعلى الرغم من خلاف "هدى وفوزي" الفني إلا أنهما كان الأقرب لقلوب بعضهما من بين الأخوة الـ16، وفي سنوات محمد فوزي الأخيرة وعندما عانى من المرض طلبت هدى من زوجة شقيقها الفنانة مديحة يسري أن تزوه في منزله وبين أحضان شقيقها ذابت كل الخلافات وبعد شفائه أنتج لها العديد من الأغاني منها "لاموني" وفيلم "فتوات الحسينية".

وعندما داهم المرض "فوزي" في أواخر أيامه كانت بجانبه وسافرت معه للخارج حين كان يتلقى علاجه وعندما توفى في 20 أكتوبر 1966 وقفت في جنازته شاردة حزينة غير مصدقة أنها فقدت الشقيق الأقرب والصديق الذي يشهد بيتهم في "كفر جندي" على حكايات الطفولة والمراهقة.