الطريق
السبت 18 مايو 2024 05:55 مـ 10 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

شاب يحقق حلمه ويصبح مهندس برمجة في لحظة والسبب خناقة

الشاب محمد عادل
الشاب محمد عادل

سرد رجل قصته مع شاب يعمل في مجال التوصيل تابع لإحدى الشركات الشهيرة، التي تقوم بتوصيل الطلبات للعملاء وقضاء احتياجاتهم، تتضمن هذه القصة العديد من العبر والمواعظ في التعامل مع الآخرين وجبر الله للخواطر، وبركة يوم وقفة عرفات في تغيير أقدار البشر للأفضل.

بداية القصة

كانت البداية عندما طلب الرجل الذي يدعى عماد الشريف من منطقة المعادي، أحد موظفي شركة توصيل الطلبات المدعو محمد عادل لقضاء أمر ماء خاص بأحد ابنائه وكان قد كلف زوجته باستقباله ومحاسبته على الطلب، وعندما جاء المندوب حدث خلاف بينه وبين الزوجة، وعليه قررت الزوجة إلغاء الطلب، فلم يترك المندوب هذا الأمر وظل يطرق الباب بقوة حتى شعرت الزوجة بالخوف، فقامت بالاتصال بزوجها عماد الشريف حتى تبلغه بما حدث.

سمع الشريف صوت ابنائه وهم يبكون خوفا من طرق المندوب على الباب، فخرج من عمله مسرعا إلى المنزل، وعندنا وصل وجد المندوب أمام بوابة المنزل الرئيسية فقام بضربه، التف حوله الجيران لإنقاذ المندوب من بين يديه، فلم يستطيع أحد ذلك، وعندما انتهى الرجل من ضرب المندوب فوجيء بعدد كبير من الناس حوله ينبهونه بخطورة ما يفعل.

يقول عماد الشريف عبر حسابه بتطبيق فيسبوك خلال سرد قصته مع شاب التوصيل محمد عادل، إنه كان يواجه عدة مشاكل في العمل وهو ما جعله يخرج عن طباعه الهادئة التي يشهد بها جميع جيرانه ويقوم بضرب الشاب، فلم يشعر بما فعله إلا بعد أن أبرح الشاب محمد عادل ضربا، وقته جلس في سيارة صديقه وظل يبكي ندما على ما قام به.

ذهب عماد الشريف إلى عمله مرة أخرى وفوجئ باتصال هاتفي من حارس العقار يبلغه بمجيء مندوب التوصيل بصحبة والده إلى المنزل مرة أخرى لتحرير محضر ضده بالواقعة، فقام الشريف على الفور بالاتصال بصديقه ويعمل ضابط وسرد له القصة، ثم ذهبا معا إلى القسم.

وبعد دقائق خرج الضابط ومع الشاب محمد عادل ووالده واصطحب معهما عماد الشريف إلى مكان هاديء للتحدث في الأمر والوصول إلى حل يرضي كافة الأطراف، وبالفعل استطاع عماد الشريف أن يحقق رضا الشاب محمد عادل، ويوضح له خطورة ما فعله مع زوجته وأبنائه وأنه تسبب لهم في ذعر شديد.

وفي أثناء الحديث قال والد محمد عادل أن ابنه كان يعاني مشكلة في إحدى عينية منذ أن كان عمره عام واحد فقط، وقتها شعر عماد الشريف أنه قد ارتكب خطأ كبير في حق محمد عادل وقد أضر بعينه عندما لكمه على وجهه، فشعر أنه من الضروري التكفير عن هذا الأمر بأخذه إلى طبيب بغرض الكشف عن سلامة عينه، وخلال ذلك اكتشف الشريف أن عادل يرى يعين صناعية، شعر بالذنب وظل يبكي على ما فعله بحق هذا الشاب، ولكن كان قد طمأنه الطبيب بأن العين لم تصاب بأذى.

تحدث عماد الشريف مرة أخرى مع الشاب محمد عادل وعرف خلال ذلك أنه يرغب في العمل بمجال البرمجة وأنه حلم حياته، على الفور قام الشريف بالتواصل مع شقيقه الذي يقوم بتدريب الشباب في هذا المجال وطلب منه أن يسمح للشاب بالمشاركة في تلقي الكورس القادم، وبالفعل تواصلا الاثنين مع بعضهما واتفقا على ذلك.

قال الشاب محمد عادل إنه يسكن في منطقة الوايلي وعمله في شركة التوصيل تتيح له العمل فقط في محيط منطقته، ولم يتصور يوما أنه يأتي إلى منطقة المعادي، ولكن لأن صاحبه الذي كان من المفترض أن يأتي ويلبي طلب زوجة عماد الشريف قد شعر بتعب واعتذر عن العمل، فاضطر محمد عادل القيام بعمله بدلا منه، مضيفاً أن هذه إرادة من الله أن يحدث كل هذا للحصول على فرصة عمره.

قام محمد عادل ببيع ماكينة التوصيل الخاصة به "الموتوسيكل" ثم قام باستئجار مكان صغير ووضع فيه أجهزة "بلاي استيشن"، وبدأ في مراجعة دروسه وكل ما يتعلق بكورس البرمجة الذي حصل عليه.

بعد الانتهاء من كورس الكمبيوتر طلب منه عماد الشريف بعدما تأكد من قدرته على ذلك، العمل معه وضمن فريقه في الشركة التي يعمل بها، شعر محمد عادل بالفرح الشديد إذ أصبح يعمل في مجال كان يحلم بالدخول فيه.

اقرأ أيضاً: رسومات فرعونية.. شاب يعيد تصميم الأحذية بتقنية الذكاء الاصطناعي