الطريق
الخميس 9 مايو 2024 12:31 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أمينة رزق.. مشوار من مسرح يوسف وهبي إلى «راهبة الفن»

أمينة رزق
أمينة رزق

واحدة من أبرز الفنانات في تاريخ المسرح والسينما، وصاحبة المسيرة الفنية الأطول في تاريخ السينما المصرية، برعت في أداء أدوار الأم وصنعت لنفسها منطقة لا يتجازوها غيرها، هي الأم المطحونة في" بداية ونهاية" التي حاول أن تنتشل أيائها من الفقر، والام الحنونة في "فيلم التلميذة" التي تعمل خادمة لتتمكن من تربية ابنتها، وهي "خديجة" التي تبحث عن أطفالها في "بائعة الخبز"، هي "راهبة الفن" الفنانة أمينة رزق.

ولدت أمينة محمد رزق في 15 أبريل 1915 في طنطا، توفي والدها وهي في الثامنة من عمرها وذهبت برفقة والدتها للإقامة في بيت جدتها ومع خالتها أمينة محمد التي تكبرها بعامين، التحقت بمدرسة "المدير" بطنطا، سافرت برفقة والدتها وخالتها إلي القاهرة واستقرا في روض الفرج، أحبت المسرح وتعلق قلبها بالفن عندما كانت تصطحبها خالتها أمينة محمد إلي المسارح، التحقت بمدرسة "ضياء الشرق" في روض الفرج.

بدأت مشوارها في 1923 ووقفت لأول مرة على مسرح علي الكسار ضمن الفرقة، وقف الحظ بجانيها عندما ذهبت برفقة خالتها إلي مسرح رمسيس وتقابلا مع الفنان يوسف وهبي ومنحهما دور كومبارس في رواية "الذهب" ولعد أن أيقن من موهبة أمينة رزق أسند لها دور في مسرحية "راسبوتين" وكانت تؤدي دور "ولد أعرج"، وباتت تعمل في فرقة رمسيس ممثلة في الدرجة التاسعة حتى استدعاها يوسف وهبي ذات يوم وأعطاها "نوتة" صغيرة وطلب منها أن تحفظ الدور المكتوب، وبعد يومين حفظت الدور واشتركت في مسرحية "الولدان الشريدان" وكان دورها نقطة تحول في حياتها الفنية.

تنقلت بين فرقة رمسيس والمسرح القومي وكانت بدايتها بدايتها في السينما من"أولاد الذوات" أول فيلم مصري ناطق، وتوالت أفلامها من بداية فترة الأربعينيات أبرزها "من الجاني، برلنتي" ومع فترة الخمنسينيات برعت في تجسيد دور الأم في العديد من الأفلام أبرزها "بانعة الخبز، دعاء الكروان"، ومن شدة إتقانها لدور الأم باتت لا غنى عنها في تلك الدور وقدمت أدوار الام المطحونة والفقيرة والحنونة والطيبة التي تضحى دائما من أجل أبنائها.

قدمت فترة الستينيات العديد من الأفلام المهمة أبرزها "أعز الحبايب، قنديل أم هاشم" وفي السبعينيات قدمت دور مهم في "السقا مات" ومن كثرة قيامها بدور الأم لعدد كبير من الفنانين لقبت بـ"ماما أمينة" أو "أم الفنانين"، كانت موهبة أمينة رزق لا تعرف حدود حتى وإن ضاقت مساحة الدور ففي فيلم "أريد حلاً" لم يتجاوز دورها الـ5 دقائق ولكنها حظيت بإشادات نقدية.

فترة الثمانينيات شاركت في عدة أفلام قليلة ولكن مهمة أبرزها "العار، أمهات في المنفى، الطوفان" وخطفت الأنظار نحوها بشدة في فيلم "التوت والنبوت" في دور "حليمة البركة" كواحد من أفضل أدوارها، وتاقت في دور والدة "بركات" في "المولد" مع عادل أمام، وفي التسعينيات شاركت في عدد قليل من الأفلام أهمها دور والدة "الشيخ حسني" في "الكيت كات".

دخلت التليفزيون بمسلسل "الأفعي" وتوالت أعمالها " أحلام الفتي الطائر، وقال البحر، ليلة القبض علي فاطمة، عصفور النار، السيرة الهلالية" ودخلت قلوب جمهور الشاشة الصغيرة من دور "بهية" والدة "أبو المعاطي" في مسلسل "البشاير" مع محمود عبد العزيز، وكان أخر أعمالها "أدهم وزينات و3 بنات".

كان المسرح هو بيتها الأول ولم يغيب عن ذاكرتها وقدمت العديد من المسرحيات أبرزها "بنات الريف، بيومي أفندي" وأشهرها "إنها حقا عائلة محترمة" مع فؤاد المهندس، وما بين المسرح والسينما والتليفزيون تخطى رصيدها الـ300 عملا.

حصلت على العديد من الأوسمة من دول عربية ولكن أبرزها وسام الإستحقاق من الدرجة الأولي من الرئيس جمال عبد الناصر، والعديد من الجوائز الأولي لأحسن ممثلة عن عدد من أعمالها السينمائية، وعُينت في مجلس الشوري أوائل التسعينيات.

رفضت أمينة رزق الزواج ومنحت كل حياتها للفن ولقبت بـ "راهبة الفن"، وفي أيامها الأخيرة عانت من المرض وتوفيت في 24 أغسطس 2003 عن عمر ناهز 93 عامًا، رحلت أمينة رزق بعد رحلة كفاح ومشوار طويل قضته في رحاب الفن وتركت خلفها أعمالا تشهد على إخرصها وحبها للفن من بدايتها حتى النفس الأخير.

اقرأ أيضاً.. شاهد الحلقة الأولى من مسلسل «سفاح الحيزة»