مديحة كامل.. أميرة السينما خرجت من «بوابة إبليس» واعتزلت الفن وماتت صائمة

تمتلك ملامح هادئة أحبتها كاميرا السينما، وقدرات تمثيلية ربما تفوق بحر الإسكندرية التي جاءت منها تسعى نجحو النجومية، هي واحدة من أجمل نجمات السينما ونافست الكبار على شباك التذاكر، هي أميرة السينما الفنانة مديحة كامل.

نشأة وميلاد مديحة كامل

ولدت مديحة كامل في 3 أغسطس 1946 بالأسكندرية، أيقنت أنها موهوبة عندما شاركت وهي طفلة في مسرحية "رابعة العدوية" وحصلت على كأس المدارس، بعد حصولها على الثانوية انتقلت إلي القاهرة والتحقت بكلية الآداب جامعة عين شمس في 1965، عملت عارضة أزياء ولكن الفن يجري في عروقها وسط معارضة أسرتها.

البدايات عند مديحة كامل

كان السبيل الوحيد في عملها بالفن أن تتزوج من رجل يوافق على عملها في السينما وهو ما وجدته عن زوجها الأول رجل الأعمال "محمود الريس" صديق والدها بينما هي في عمر الـ17 عاما، ولكن ما إن حصلت على بطولة فيلم "30 يوم في السجن" أمام فريد شوقي حتى تنصل زوجها من وعوده وطلب منها الإعتزال ورفضت وانفصلت عنه وكانت قد أنجبت ابنتها الوحيدة "مريهان" وظلت نحو عامين مختفية عن الأضواء وعندما عادت شاركت في أدوار مساعدة في عدة أفلام.

أفلام مديحة كامل

كانت مديحة تصطحب معها "مريهان" في مواقع التصوير وهي تعمل في أدوار بسيطة لإستعادة النجومية التي فقدتها والتي جاءت من فيلم "الصعود إلى الهاوية" وتأكدت النجومية عندما شاركت في فيلم "أذكياء لكن أغبياء" مع عادل إمام وسمير غانم، عندما ثبتت أقدامها بحثت عن التنوع حتى تهرب من فخ المخرجين في حصرها بأدوار الإغراء وقدمت للسينما العديد من الأفلام المهمة أبرزها "ملف في الآداب، العيب، شوادر، إنحراف، بنات إبليس، شوارع من نار، أغنية علي الممر، العفاريت، أشياء ضد القانون" صنعت نجومية تستحقها وباتت النجمة التي تستحوذ على قلب جمهورها وإيرادات شباك التذاكر.

مسرحيات ومسلسلات مديحة كامل

لم يغيب المسرح عن ذاكرة مدية كامل وكان له الفضل في شهرتها عندما قدمت "هالو شلبي" وتألقت في عدة مسرحيات أبرزها "يوم عاصف جدا، الجيل الضائع" وفي التليفزيون قدمت له عدة مسلسلات أبرزها "الأفعى، والعنكبوت"، ودخلت قلوب جمهور الشاشة الصغيرة في مسلسل "البشاير" مع محمود عبد العزيز.

زيجات في حياة مديحة كامل

كانت مديحة كامل سعيدة الحظ في السينما وتهافت على حبها دنجوانات الشاشة وتعيسة الحظ في زيجاتها فبعد طلاقها من زوجها الأول تزوجت للمرة الثانية من مساعد الإخراج شريف حمودة وانفصلت عنه بعد 3 شهور، والثالثة من المحامي جلال الديب الذي ربطته علاقة طيبة بابنتها وكانت بالنسبة له ابنته ولكن الزواج انتهى بالإنفصال.

سنوات المرض في حياة مديحة كامل

قلب مديحة الطيب لم يسلم من المرض الذي لازمها طوال حياتها، وباتت الأزمات تلاحقها أشدها كانت وفاة شقيقها الأصغر "مصطفى" بعد إصابته بسرطان الدم، وبعده داهم المرض والدتها التي كانت تتمتع بجمال كبير وغير من ملامحها في أيام قليلة خاصة بعد وفاة نجلها وهو ما جعل "مديحة" تؤمن أن الجمال زائل وتأثرت بما حدث لوالدتها وفي 1957 أصيبت بجلطة أثناء تصويرها مسلسل "الأفعى"، وفي 1986 أصيبت مديحة بالروماتويد وبعدها للمرة الثانية بجلطة في الأوردة العميقة للساق اليسرى وهي تجري بروفات إحدى المسرحيات لصالح التليفزيون.

أخر أفلام مديحة كامل

كان عام 1993 فارقا في سنوات عمرها عندما قررت الإعتزال في 1993 ورفضت استكمال باقي مشاهدها في فيلم "بوابة إبليس" واستعان المخرج عادل الأعصر بـ "دوبليرة" لتكمل باقي المشاهد والتي كانت تظهرها عن مسافات بعيدة وعند عرض الفيلم حقق نجاح كبير.

إعتزال مديحة كامل

اختلفت الأقاويل حول قرار إعتزالها منها أنها كانت تشعر بالحرج من ابنتها التي كانت ترتدي الحجاب ولكن في النهاية اعتزلت وارتدت الحجاب وكانت تربطتها علاقة طيبة بالشيخ الشعراوي من قبل الإعتزال وتستشيره في الأمور التي تخص الدين وكانت قبل قرارها تواظب على أداء الصلاة وأدت العمرة مرتين وفريضة الحج بعد إعتزالها.

وفاة مديحة كامل

جاءت لحظة النهاية في 13 يناير1997 وكان يوافقه الرابع من شهر رمضان، وبعد سهرة مع ابنتها وزوجها وتناولهما وجبة السحور دخلت غرفتها وأدت صلاة الفجر وكان معها كتيب صغير تحفظ منه سورة البقرة، وفي ظهر نفس اليوم دخلت ابتها لتوقظها فوجدتها قد توفيت، رحلت مديحة كامل وتركت رصيد من الحب في قلب جمهورها يفوق رهيدها الفني.

اقرأ أيضاً.. تراجع إيرادات «مستر إكس» في السينمات