الطريق
الخميس 9 مايو 2024 02:43 صـ 29 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«جندي مصري فك شفرة سرية بالعبرية».. أسرار تكشف لأول مرة عن حرب أكتوبر

نصر حرب أكتوبر
نصر حرب أكتوبر

أيام قليلة تفصلنا على الاحتفال بذكرى أعظم انتصار مصري في تاريخنا، والذي حظى على اهتمام كبير من العالم العربي، انتصار السادس من أكتوبر 1973، الذكرى الأعظم فى تاريخ الأمة المصرية والعربية ، يوم سطّر فيه جنود القوات المسلحة البواسل ملحمة صمود وتحدٍ وإصرار على العبور، وأوقعوا أشد هزيمة بالعدو الإسرائيلي، قدموا فيها المصريون ملحمة بطولة يتحاكى بها الجميع.

مهام المقاتل المصري سعد زغلول

تعددت المهام التي استطاع القيام بها سعد أحمد زغلول، الجندي المصري، ابن قرية محسن التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، الذي جُنَّد في العام 1970 بسلاح الاستطلاع، بعد إتقانه اللغة العبرية محادثةً واستماعاً، عمل بها مترجماً للقوات المصرية في أرض سيناء.

السر في اللغة العبرية

سرد المقاتل سعد وغلول، خلال حديثه لصحفية "اندبندنت عربية"، أنه التقط المحادثات المدنية بين الضباط والجنود الإسرائيليين في خط بارليف وبين ذويهم في إسرائيل، وتفريغها لمعرفة الحالة المعنوية لهم، مشيرا إلى أنه تمكن من معرفه حياتهما الخاصة عند حدثهم عن معايشتهم اليومية وصولاً إلى العديد من المهام الأخرى.

الحرب خدعة

وأكد "زغلول"، أن العدو لم يتفاجأ بالحرب بل كانت خدعة، متابعا أن اختيار يوم 6 أكتوبر وهو يوم الغفران في إسرائيل، وكان من أبرز خطه الخداع خصوصاً أن الجيش الإسرائيلي احتياطي، والشعب بالكامل في الجيش، وبمجرد سماع إشارة في الراديو، يذهب كل فرد إلى كتيبته فوراً، وفي ذلك اليوم أغلق المواطنون الراديو لغفران الذنوب.

وأضاف" زغلول"، أن خطة العبور المصرية تتفوق على خطة الدفاع الإسرائيلية، برج الحمام، التي تقضي بالدفاع عن خط بارليف على ثلاثة أنساق دفاعية بالدبابات بمسافات معينة بواسطة قوات خاصة وأبطال المشاه من حملة صاروخ الفهد مولوتكا

سلاح الاستطلاع الإلكتروني للمرة الأولى

وكشف" زغلول"، عن استخدام سلاح الاستطلاع الإلكتروني في حرب أكتوبر 1973، إذ استطاع الجيش المصري تحديد إحداثيات خطة تمركز القوات الإسرائيلية أثناء الثغرة بإشارة عبر الكود الأسود من 3 صفحات، بالفعل أُبلغنا القيادة العامة بالقوات المسلحة، ومن ثمّ قصف المنطقة بكل أنواع الأسلحة حتى بدت كالجحيم.

وأوضح"زغلول"، أن في ذلك الوقت تعالت الصراخات من قبل القوات الإسرئيلية، و بات القائد الإسرائيلي يستغيث، قائلا:" اننا نعاني قصفاً مدفعياً لا يتوقف، جهنم فتحت أبوابها علينا، عندي نحو 300 قتيل وجريح، أرسلوا إلينا طائرات هليكوبتر لنقل الجرحى" ".

مبادرة "روجرز"

وإشاد"زغلول"، بالانتصار حرب أكتوبر المجيدة، مضيفا أنها يستحق الإشادة والفخر، خصوصاً بعد مبادرة "روجرز"، وهي مبادرة قدّمتها الولايات المتحدة الأميركية في 5 يونيو 1970 عن طريق وزير خارجيتها "وليام روجرز" لإيقاف النيران لمدة 90 يوماً بين مصر وإسرائيل.

واستكمل"زغلول"، أن بعد مبادرة "روجرز"، وقف "موشي ديان" وزير الدفاع الإسرائيلي في مؤتمر صحافي، متحدثا بكل غرور، " إن الحرب المقبلة مع العرب ستكون حرباً إلكترونية لا قِبل للعرب بها، وقد قامت إسرائيل ببناء أكبر مركز تجسس واستطلاع إلكتروني في وسط سيناء، وكان مركزا ذا أهمية قصوى في عمليات التشويش والتنصت وسمته"كوتر مرجليت" أو جوهرة التاج، وهاجمته قواتنا الجوية، وشل الهجوم حركة الإسرائيليين وعطل راداراتهم وأبطل تأثيره على قواتنا".

تدمير خطة الإسرائيليين

وأشار"زغلول"، إلى أن يوم 6 أكتوبر اعقنا الاتصالات اللاسلكية للعدو تماما، وهو ما أفقدهم السيطرة على الأمور بعد تعثر تلقي التعليمات، وتم تدمير مراكز الاتصال ومواقع الرادار في سيناء، كما استطاعت القوات المسلحة التنصت الإلكتروني بواسطة رجال الاستطلاع الذين يجيدون اللغة العبرية، وتحديد الاتجاه وتعيين المكان، حيث تم رصد تحركات العدو، ووجهت له نيران مباشرة أدت إلى خسائر فادحة في الأفراد والمعدات

واستطرد"زغلول"، أنه كان يسمع استغاثات القوات الإسرائيلية في لهفة، وطلب النجدة من سلاح الجو الإسرائيلي، متذكرا أن "بيني بيلد" قائد سلاح الجو الإسرائيلي، يرد على استغاثة الجنود الإسرائيليين بقوله، بإنه لن يتمكن من خروج سلاح الجو إلى هذا الحد، حيث كانت تمركزاتهم في الدشم المواجهة للقناة، وأخبرهم بأنه"ممنوع الاقتراب من قناة السويس لمسافة 15 كيلومتراً"

فكّ طلاسم سلاح الاستطلاع الإلكتروني

وتمكن البطل المصري من فكّ طلاسم سلاح الاستطلاع الإلكتروني عبر الكود الأسود، كما تمكن من كشف خطة تمركز القوات الإسرائيلية أثناء الثغرة عندما سمع أحد قادة إسرائيل يبلغ قيادته، في مساء 15 أكتوبر، بسرعة التحرك على محور لقيقان، وبعدما التقطت القاتل المصري هذا المعلومات الخطيرة التي تفيد بخطة تمركز القوات الإسرائيلية المتسللة إلى الغرب تم إبلاغ القيادة العامة بالقاهرة، ووجهت إليهم ضربات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة، مما جعل القائد الإسرائيلي يصرخ لأرسل طائرات الإخلاء، وأنه لدي مئات من القتلى والجرحى.

سر خريطة سيريوس

من المهام التي نال منها"زغلول" ترقية استثنائية، كان ترجمته خريطة "سيريوس"، التي وصفت بـ"الخطيرة"، قال عنها المقاتل المصري، "خريطة سيريوس التي وقعت في أيدينا كانت بالغة الأهمية، فمن خلالها استطعنا فك شفرة كل المواقع الإسرائيلية ومراكز قيادتها، إضافة إلى كشف تحركات القوات وتحديدها بأجهزة خاصة، مثل اكتشاف الهجوم المضاد نحو (الفردان)، الذي فشل وأسر بسببه العقيد عساف ياجوري، أشهر أسير إسرائيلي في الحرب باعتباره أرفع رتبة عسكرية"

استسلام الإسرائيلية أمام الوكالات العالمية

واستكمل"زغلول"، أن الهجوم المصري لم يكن أمام "عساف ياجوري" إلا القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للاختفاء في إحدى الحفر لعدة دقائق، وبعدها وقعوا في الأسر، وقد كتب ياجوري قصة أسْره كاملة في صحيفة"معاريف" الإسرائيلية، كما اعترف بتفاصيل هذه الخريطة كتاب المحدال أو التقصير".

واختتم البطل المصري حديثه، بأنه التقط بمحادثة أخيرة، دارت بين الضابط الإسرائيلي شلومو أدنيست، قائد نقطة لسان بورتوفيق الحصينة، وبين قيادته يطلب منهم الإذن بالاستسلام أمام وكالات الأنباء العالمية.

اقرأ أيضا: رسخها السادات واستكملها السيسي.. كيف احتفل رؤوساء مصر بذكرى حرب أكتوبر المجيد ؟