«عايزينها تبقى خضراء».. خطة الرئيس السيسي لإعادة مصر دولة زراعية

«امتلاك القدرة هدف في حد ذاته، وطالما لدينا فرصة لإعادة مصر دولة زراعية من جديد، لماذا لا نحاول؟» بهذا الفكر أولى الرئيس السيسي منذ 2014 اهتماما ملموسا بقطاع الزراعة، الذي يسهم بحوالي 15% من الناتج المحلي الإجمالي، ويستوعب أكثر من 25% من القوى العاملة، ويساهم في تعزيز الاحتياطي النقدي الأجنبي، في حالة زيادة الصادرات الزراعية.

خطة السيسي لإعادة مصر دولة زراعية

مشروع الـ3.5 مليون فدان

وبدأ مشروع المستقبل لتأمين الرقعة الزراعية بإطلاق المشروع القومي لاستصلاح المليون ونصف المليون فدان في 2015. ويشمل 13 منطقة في 8 محافظات بصعيد مصر وسيناء، هي: «قنا، أسوان، المنيا، الوادي الجديد، مطروح، جنوب سيناء، الإسماعيلية، والجيزة»، ثم طورت الدولة المشروع لـ3 ملايين ونصف المليون فدان، بـ«شرق العوينات، وتوشكي، والدلتا الجديدة»، بما يوازي تقريبا ثلث المساحة الكلية المزروعة بمصر. وقال الرئيس السيسي إن مشروعي سيناء والدلتا تستلزم إعادة معالجة مياه الصرف الزراعي بمحطات معالجة ضخمة وصل عددها 30 محطة، وتحتاج مبالغ كبيرة، لكن الدولة لا تمتلك خيارا آخر، وأكد أن مصر تسابق الزمن لدخول المشروعات الخدمة في أسرع وقت ممكن.

وتنفيذا لتوجيهات الرئيس دشنت وزارتا الزراعة والتنمية المحلية «مبادرة القرية المنتجة» في 2017، لتوفير 200 ألف فرصة عمل للشباب والمرأة سنويا، بدعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغيرة للمرأة الريفية، وتحويل القرى من قرى استهلاكية لقرى منتجة، لرفع مستوى معيشة الأسرة، والارتقاء بنوعيه الحياة الريفية، والحد من البطالة، وإزاحة الفقر، ودعم القدرات الانتاجية والاقتصادية من خلال تنوع مجالات الأنشطة الاقتصادية الريفية المولدة للدخل والمتكاملة والمرتبطة بالزراعة.

وشهدت مصر ارتفاعا في حجم الصادرات الزراعية منذ 2014 وحتى 2023، بما يشكل طفرة غير مسبوقة، ونجحت وزارة الزراعة في فتح أسواق جديدة لصادراتها في عدة دول، منها أمريكا اللاتينية، والصين، وكندا، وتايوان، وكينيا، وتنزانيا، وجنوب إفريقيا، وموريشيوس، وبعض دول الاتحاد الأوروبي. ومنذ بداية العام الحالي وحتى إبريل الماضي، صدرت الدولة مليونين و506 آلاف طن من المنتجات، بزيادة قدرها 230 ألف طن، بنسبة زيادة 10% عن الفترة ذاتها من العام الماضي.

الأمن الغذائي أولوية

ولم يغفل الرئيس السيسي أهمية الأمن الغذائي، خصوصا مع التهديدات المناخية التي تؤرق العالم أجمع، وهو ما جنت مصر ثماره على مدار 9 سنوات، وجنبها أيضا تبعات الحرب الروسية الأوكرانية. حيث وجه الرئيس وزارة الزراعة بإطلاق المشروع القومي للغذاء في 2016، لإنشاء 100 ألف صوبة زراعية، لبناء مجتمعات زراعية تنموية متكاملة، وتعظيم الاستفادة من وحدتي الأرض والمياه. ولضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، وحصول الفلاح على مستلزمات إنتاجه دون أي تلاعب وتدقيق الزمام والمساعدة على عدم التعدي على الأراضي الزراعية، نفذت وزارة الزراعة مشروع تسجيل جميع الأراضي وبيانات المزارعين إلكترونيا على كارت ذكي، وتطبيق هذه المنظومة على جميع المحافظات، وبدأت في الإعلان عن أسعار المحاصيل الزراعية قبل زراعتها، إضافة لحصول الفلاح على ثمن المحصول خلال 48 ساعة من التوريد.

وفي العام الماضي وجه الرئيس السيسي بالبدء في تنفيذ مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي، لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مناسبة للمواطنين، وتصدير الفائض تقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويقع المشروع على امتداد طريق محور روض الفرج - الضبعة الجديد، بمساحة مليون وخمسون ألف فدان، من إجمالي 2.2 مليون فدان المساحة الإجمالية للدلتا الجديدة، ويوفر حـوالي 10 آلاف فرص عمـل مباشـرة، وأكثـر مـن 360 ألـف فرصـة عمـل غير مباشرة. وتبلغ تكلفته الإجمالية 8 مليارات جنيه، وتشمل تمهيد الطرق الداخلية بإجمالي طول حوالي 500 كم، وعرض 10 أمتار، وحفر آبار مياه جوفية ومحطتين للكهرباء بقدرة 350 ميجا وات، وشبكة كهرباء داخلية بطول 200 كم للربط بشبكة كهرباء الدلتا الجديدة، ومخازن مستلزمات الإنتاج ومباني إدارية وسكنية .

ولم يكن ملف إنتاج التقاوي ببعيد عن اهتمامات الرئيس السيسي لتحقيق النهضة الزراعية، ووجه بتوفير التقاوي الجيدة قبل موسم الزراعة بوقت كبير وبأسعار أقل، وشدد على ضرورة تحقيقها أعلى إنتاجية، وأن تكون من النوعية التي تتأقلم مع التغيرات المناخية، وكذلك قليلة استخدام المياه. كما توسعت الدولة في استنباط أصناف وهجن من المحاصيل قصيرة العمر عالية الإنتاجية، ومبكرة النضج ومقاومة للإجهادات الحيوية والبيئية والموفرة للمياه للمحاصيل الإستراتيجية وهي: «القمح، الذرة، الأرز، القطن، والفول البلدي»، وزيادة نسبة التغطية من التقاوي للقمح والذرة، وفعلت البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي محاصيل الخضر، باستنباط وتسجيل 26 من الهجن والأصناف الجديدة لمحاصيل «الطماطم، الباذنجان، الفلفل، البسلة، اللوبيا، الفاصوليا، الخيار، والكوسة»، وكذلك الكنتالوب، والبطيخ، لتقليل فاتورة الاستيراد وخفض تكلفة التقاوي. كما زاد إنتاج تقاوي القمح من 39 ألف طن إلى 45 ألف طن، مع توقعات بتجاوز الإنتاج 120 ألف طن الموسم المقبل، وتخفيفا على المزارعين خفضت وزارة الزراعة أسعار بيع التقاوي بنسبة 21% على الأقل.

35 مشروعا إستراتيجيا في 7 سنوات

ودشنت الدولة بقيادة الرئيس السيسي 35 مشروع بقطاع الزراعة منذ 2015 وحتى 2022، منها في 2015، تدشين واستصلاح وزراعة 45 ألف فدان بأساليب الري الحديثة والمتطورة بمناطق مختلفة، ومشروع استصلاح عشرة آلاف فدان بالفرافرة بمحافظة الوادي الجديد. وتدشين المرحلة الأولى من مشروع 1.5 مليون فدان بالفرافرة باستصلاح 10 آلاف فدان بـ«سهل بركة»، وفي 2016 استصلحت الدولة 15 ألف فدان في بئر العبد بشمال سيناء، ررفع كفاءة وإعادة تأهيل 1206 من صهاريج وخزانات المياة بمحافظات المنيا، ومطروح، والفيوم، وتطوير محطات الحجر الزراعي بمحافظات مصر.

وفي 2016 تم استصلاح وزراعة 21 ألف فدان بالفرافرة ضمن مشروع المليون ونصف فدان، وتطوير مصرف غرب جرجا بمحافظة سوهاج، ودعم وتطوير التنمية الريفية بمحافظتي المنيا والفيوم، وتوفير 426 فرصة عمل للشباب، وإقراض 51 ألف مشروع متناهي الصغر بالصعيد، وإنشاء 9 مشروعات مزرع سمكية في شمال سيناء، وبورسعيد، والوادي الجديد، والطور، وشهدت 2017 افتتاح المرحلة الأولى من المشروع القومي للصوب الزراعية بقرية الأمل بالقنطرة شرق في الإسماعيلية، ووضع حجر أساس بمشروع الصوب الزراعية بموقع أبو سلطان بالمحافظة نفسها، وافتتاح المرحلة الأولى من المشروع القومي للصوب الزراعية بقاعدة محمد نجيب بمطروح، وإنشاء شبكة صرف زراعي بالمراشدة الجديدة بمحافظة قنا، وافتتاح هويس قناطر أسيوط، وإنشاء شبكة صرف زراعي بشرق البحيرات بمحافظة الإسماعلية، وافتتاح مشروع الصوب الزراعية بموقع العاشر من رمضان.

وفي 2019 افتُتح مشروع زراعة 1640 فدانا شرق الإسماعيلية، وتدشين مزراع الزراعات المحمية في قريتي الأمل بالقنطرة شرق، وأبو سلطان، والعاشر من رمضان، واللاهون بالفيوم. وتدشين محطة الفرز والتعبئة للمنتجات الزراعية بقطاع قاعدة محمد نجيب، وافتتاح المرحلة الثانية من القطاع للزراعات المحمية، والمزرعة المحمية بالفيوم. وشهد عام 2020 تطوير الأعمال الزراعية وقدرات المزارعين بمحافظات قنا، والأقصر، وبني سويف، والمنيا، وأسيوط، وسوهاج، والقاهرة الكبرى، ودلتا النيل، وتطوير مراكز الخدمات المتكاملة للإنتاج الزراعي بمحافظات الصعيد، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بجميع المحافظات، وتطوير نظم استخدام الميكنة الزراعية بمحافظتي المنيا والفيوم، وإنشاء 13 تجمعا زراعيا وتوفير المياه وتطوير منظومة الزراعة بمحافظتي شمال وجنوب سيناء.

وشهد عام 2021 مشروع الدلتا الجديد، الذي يشمل مشروعي مستقبل مصر، وجنوب محور الضبعة، ومشروع استصلاح وزراعة 485 ألف فدان بتوشكي، وافتتاح المرحلة الأولى من مزعة المنطقة نفسها، وفي 2022، افتتح الرئيس السيسي مشروع مستقبل مصر للزراعة المستدامة.