الطريق
الأحد 12 مايو 2024 03:21 صـ 4 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

مع انطلاق العام الدراسي الجديد.. كيف يستعيد المعلم هيبته داخل الفصل؟

هيبة المعلم داخل الفصل
هيبة المعلم داخل الفصل

في ظل التحديات التي تواجه العملية التعليمية في مصر، وبعد تراجع دور المعلم ومكانته بين الطلاب، تجددت المطالب البرلمانية الداعية إلى ضرورة استعادة هيبة المعلم داخل الفصل الدراسي وأمام طلابه، حيث يعتبر المعلم أحد ركائز العملية التعليمية، وتعود هيبته واحترام الطلاب له إلى صالح المنظومة التعليمية بأكملها.

لذلك؛ فإن العمل على استعادة هيبة المعلم يعد تحديًا ملحًا في سياق تزايد حالات السلوكيات المشاغبة من قبل الطلاب المشاغبين داخل الفصول الدراسية، ومن هذا المنطلق، تطرح الدعوات البرلمانية المختلفة عدة مقترحات تهدف إلى توفير أدوات تمكن المعلمين من التعامل مع الطلاب بكل أريحية وفاعلية، وفي نفس الوقت يتم العمل على ترسيخ احترام السلوكيات الجيدة داخل المدارس.

ومن بين هذه المقترحات التي يقدمها البرلمان هي عودة فكرة استخدام العصا والضرب داخل الفصل الدراسي كأحد أدوات التأديب بحق الطالب المشاغب، علما بأن هذا المقترح يثير جدلاً كبيرًا ويطرح تساؤلات حول توجيه العقوبات وحدودها، ومع ذلك، يجب مراعاة أن أي تدابير تأديبية يجب أن تكون دقيقة ومحددة بعناية وتحت إشراف دقيق لضمان عدم إساءة استخدامها وحماية حقوق الطلاب.

وسيظل موضوع استعادة هيبة المعلم وتعزيز دوره في التعليم محل مناقشة واسعة في الأوساط التعليمية والبرلمانية، حيث يسعى الجميع إلى إيجاد الحلول الفعالة لضمان جودة التعليم وانضباط الطلاب في الفصول الدراسية.

من جهتها، ترى الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبيرة التربوية، أننا أمام تحديات كبيرة تواجه المنظومة التعليمية اليوم، موضحة أن أحد أهم هذه التحديات هو تراجع هيبة المعلم داخل الفصل الدراسي وأمام الطلاب، مشيرة إلى وجود أسباب متعددة تقف وراء هذا التراجع.

وتوضح عبد الرؤوف في تصريحات لـ "الطريق" أن أحد أهم أسباب تراجع هيبة المعلم أمام طلابه هو انتشار الدروس الخصوصية، موضحة أن هذا الأمر أدى إلى انخفاض مكانة المعلم في عيون الطلاب، كما ترى أن الكثافة في الفصول الدراسية هي أحد الأمور التي لا يمكن تجاهلها كأحد الأسباب التي نتج عنها تراجع هيبة المدرس.

وقالت الخبيرة التربوية إن الزيادة المستمرة في عدد الطلاب في الفصول تجعل مهمة المعلم مستحيلة التنفيذ، خاصة في المراحل العمرية الأكبر، مؤكدة أن القدرة على السيطرة على عدد كبير من الطلاب وتوجيههم بشكل فعال أصبحت من الأمور الصعبة للغاية في ظل هذه الكثافة المرتفعة داخل الفصول، مما يؤثر سلبا على هيبة المعلم وسلطته داخل الفصل.

وتواصل عبد الرؤوف سردها للأسباب التي أدت إلى تراجع هيبة المعلم، موضحة أن تغير ثقافة المجتمع نفسه هي أحد الأسباب، مشيرة إلى أنه أصبحت هناك مقاومة زائدة من قبل الأهالي ضد فكرة تأديب الطلاب من قبل المعلمين، حيث تكثر الاحتجاجات من قبل أولياء الأمور ضد أي إجراء يتخذه المعلم لتأديب الطلاب، حتى إذا كان ذلك الإجراء ضروريًا للحفاظ على النظام والانضباط داخل الفصل فإن أولياء الأمور أصبحوا لا يقبلون بهذا التأديب.

وعن عودة الضرب داخل المدارس وعودة استخدام العصا مرة أخرى، ترى الخبيرة التربوية أن عودة الضرب ليست حلا لاستعادة هيبة المعلم، موضحة أن الحل الحقيقي يكمن في تنفيذ المناهج التربوية التي تؤمن بأهمية التدرج في التربية والتعليم، مؤكدة أنه يجب أن نأخذ في اعتبارنا احتياجات الطلاب في مراحلهم المختلفة، ونعمل على إيجاد أدوات تربوية تناسب كل مستوى عمري.

كما ترى أنه لحل هذه المشكلة، يجب علينا التركيز على مقاييس التعليم الحديثة ومعالجة الأسباب التي أدت إلى تراجع هيبة المعلم، كما يجب أيضاً معالجة مشكلة الكثافة في الفصول الدراسية وتقديم الدعم اللازم للمعلمين لضمان أداء أمثل في البيئة التعليمية.

من جهة أخرى، يرى الدكتور وائل سمير، الناشط السياسي، أن هيبة المعلم تبدأ أولاً بالاهتمام بالمعلم نفسه، موضحًا أنه يجب أن نتحدث عن إعداد وتأهيل المعلم وكيف يمكن تحسين وضعه، كما يجب توفير الدعم المالي والمادي للمعلم، بحيث يشعر بأنه عامل مهم ومحوري في عملية التعليم، مؤكدا أن المعلم الذي يجد الدعم والتقدير سيكون أكثر قدرة على القيام بمهمته بشكل جيد، ولن يجد نفسه يلجأ إلى طلب المال من الطلاب كما هو الحال مع الدروس الخصوصية.

وفيما يتعلق بتأديب الطلاب، أكد سمير في تصريحات خاصة أنه يجب أن يكون المعلم مثالاً حسنًا ومربيًا للطلاب، منوها إلى أنه عندما يقوم المعلم بدوره بشكل فعال في تعليم وتربية الطلاب، سيكون لديه هيبة طبيعية داخل الفصل. الطلاب سيحترمونه وسيتبعون إرشاداته.

عامل آخر يراه سمير سبيلا لاستعادة هيبة المعلم، حيث يرى أهمية الاهتمام بالمدرسة نفسها لاستعادة هيبة المعلم، إذ يجب أن تكون المدرسة مكانًا مناسبًا للتعلم والانضباط، كما يجب تحفيز الطلاب على الحضور إلى المدرسة بانتظام وعدم الغياب، مؤكدًا أن تغيب الطلاب عن المدرسة يقلل من دور المعلم ويجعل الدروس الخصوصية هي البديل الوحيد، الأمر الذي لا يفيد الطلاب ويقلل من هيبة المعلم.

وشدد سمير على ضرورة أن يتحدث الجميع – على كل المستويات - عن تحسين وضع المعلم وتوفير الدعم له، وأيضًا عن تحسين البيئة التعليمية وضمان انتظام العملية التعليمية لاستعادة هيبة المعلم وتعزيز دوره في التعليم والتربية.

اقرأ أيضا:

خمسون عاما على انتصارات أكتوبر.. و”صبري الجندي”: مرحبا بالمستقبل والأمل في مصر

موضوعات متعلقة