الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 07:49 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

آهات النازحين ”الموجعة” يدفعون حياتهم ثمنًا للحرب الإسرائيلية الشرسة

النازحون- قطاع غزة
النازحون- قطاع غزة

بات الأمر مفزعًا بالنسبة للأوضاع التي وصل لها قطاع غزة، ولكن الأزمة الأكبر في مخطط التهجير، والنازحين الذين هربوا من نيران الاحتلال الإسرائيلي و"الموت"، إلى مناطق يعتقدون أنها آمنه، ومن ثم يعاني النازحون من أوضاع إنسانية مأساوية للغاية، والذي طال مراكز الإيواء والخيام والتجمعات السكنية في مختلف مناطق قطاع غزة من رفح جنوبًا، حتى بيت حانون شمالا.

رحلة النزوح من الموت

في غضون ذلك، قامت مراسلي وكالة "وفا" الفلسطينية، بالحديث مع عددًا من النازحين لمعرف ما مرو به من مأساة في طريقهم إلى الجنوب، في هذا الصدد، تناول المواطن "وهبة أبو محمد" (44 عامًا) من مدينة غزة ونازح في منطقة المواصي غرب مدينة رفح جنوب القطاع، الحديث، ويقول: "العائلة نزحت منذ نحو مائة يوم من حي الزيتون إلى الجنوب، فجئنا أولاً إلى خان يونس، ثم انتقلنا إلى رفح وسط البلد، والآن نزحنا إلى المواصي غربا".

وأوضح: "12 فردًا من عائلتي نسكن في الخيمة غالبيتهم أطفال، وضعنا صعب، كل شيء مميت عندنا، وحولنا، والقصف يطال الخيام والبيوت، بعد ما كان يدعي الاحتلال إنها آمنة، كلمة أماكن آمنة كذبة كبيرة، نحن ندفع حياتنا ثمنا للحرب علينا".

وناشد "وهبة" في ظل الأوضاع المزرية، قائلاً: "نحن بحاجة إلى وقوف العالم والدول العربية والإسلامية معنا، لوقف نزيف الدماء، التي يروح ضحيته في الاغلب الأطفال، والنساء، وكبار السن، كفى.. كفى.. كفى..".

هذا، وأكد أن لسان حال كل النازحين يقول أوجدوا لنا حلولاً لعودتنا إلى بيوتنا، حتى لو في خيم، محذرًا: "الأمراض منتشرة في صفوف الأطفال، من انفلونزا، وإسهال، وسخونة، ووباء كبدي، وصعوبة في التنفس، ونقص في السوائل".

اقرأ أيضًا: مرادفات لقاء وزيرة الهجرة ومدير المسئولية المجتمعية ببنك التعمير والإسكان

الخيام لا تقينا برد الشتاء

أما زوجته "هناء" فتقول: "الخيام لا تقينا برد الشتاء كلنا مرضى، لا دواء، ولا ملابس، ولا تدفئة للأطفال، حتى الأكل غير متوفر، وبصعوبة نحصل عليه، ولا يوجد نقود معنا".

أضافت "ماذا يريد الاحتلال غير القتل والانتقام والتخريب من المنازل والبنايات السكنية والبنية التحتية والمواطنين؟ وهذا كله على مرأى ومسمع العالم الصامت".

تابعت: "نناشد بتوفير مقومات الحياة لنا، وملابس شتوية، وأدوية لأطفالنا، ضد السعال والاسهال والانفلونزا، ووقف الحرب، والعمل على عودتنا لمنازلنا في مدينة غزة، والشمال".

نحن لا ذنب لنا

بدوره، يتحدث النازح أبو كامل الحمامي (39عاماً) من مدينة غزة إلى رفح عن معاناة عائلته في ظل أجواء البرد القارس، قائلا: "الوضع عندنا صعب، وطالت المدة، نحن لا ذنب لنا في كل ما يحصل، لماذا العالم غائب عما يحصل بحقنا من تشريد ونزوح قسري، وقتل في أولادنا وعائلاتنا، وهدم بيوتنا، نتمنى وقف حرب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال بحقنا".

تابع: "نزحت أنا وكل أسرتي من أول نوفمبر2023، وحالنا مزرٍ، ومبكٍ، أولادنا خسوا النصف، وضعفوا بشكل ملحوظ، ومرضوا من قلة الطعام، والمياه غير صالحة، والمجاري في الشوارع، وتختلط مع مياه الأمطار، وتدخل للبيوت، والخيام، والمدارس، التي فيها آلاف الناس كلهم من غزة وشمال غزة". يشير الحمامي.

كتب علينا حياة الهجرة

أما المواطنة مهدية الجاروشة (63 عاما) فتقول:" كتب علينا حياة الهجرة، والنزوح، ونكبة جديدة نعيشها، كما عاشها آباؤنا، وأجدادنا على يد المحتل المجرم، شردنا في الـ48 والـ67، واليوم في 2023 و2024، ولا زلنا مشردين".

أضافت: "لا نعرف طعما للنوم، ينتابنا قلق، واضطراب، وخوف، ورعب، نخاف من حلول الليل، فلا يسلم بيت ولا خيمة من قصف الاحتلال الوحشي، أطفالنا يخشون النوم بسبب أصوات القصف المخيفة".

هذا، وأكدت، أن الحياة داخل مراكز الإيواء لا تليق بالبشر، كل 40 نفرًا بخيمة، وهي بالأساس لا تتسع لخمسة أنفار، هذا كله وسط انعدام البيئة الصحية، ووجود أمراض بين الناس الكبار والصغار كل مريض، والسبب الاحتلال.

حياة النازحون في القطاع

النازحون في القطاع يدفعون حياتهم ثمناً للحرب الإسرائيلية الشرسة التي طالت كل شيء، من قتل، وتدمير، ونفي، واعتقال، وتخريب، وانتشار الأمراض، سيما المعدية.

وتواصل آلة الحرب الإسرائيلية عدوانها لليوم العاشر بعد المئة على قطاع غزة، مخلفةً عشرات آلاف الشهداء والجرحى، ودمار في المنازل، والبنايات، والأبراج السكنية، والمؤسسات العامة، والخاصة، والأهلية، والبنية التحتية.

وكانت الأمم المتحدة، قد أعلنت يوم أمس، نزوح نحو 1.7 مليون شخص في قطاع غزة، بينهم مليون في مراكز الايواء التابعة "للأونروا"، أو حولها مسجلين لديها.

تحذير الأونروا

وحذرت "الأونروا" من تدهور الأوضاع الصحية والبيئية، وانتشار الأمراض الجلدية، والتهاب السحايا، والكبد الوبائي، خاصة في فصل الشتاء، مشيرة إلى أن مراكز الايواء تعرضت للقصف الإسرائيلي، خاصة في خان يونس، حيث استشهد وأصيب العديد من النازحين بداخلها، وهناك نزوح كبير للمواطنين خلال الساعات الماضية من خان يونس إلى رفح جنوب القطاع.

ويتواصل العدوان الإسرائيلي لليوم 110 على التوالي، مخلفاً أكثر من 25500 شهيد، وأكثر من 63400 جريح، وارتكاب مئات المجازر بحق العائلات، التي محي معظم أفراد أسرها من السجل المدني.