الطريق
الأحد 15 يونيو 2025 08:48 صـ 19 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
هيئة الأركان الإيرانية: إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء التلفزيون الإيراني: هجمات إيرانية جديدة عنيفة ومدمرة على إسرائيل خلال ساعات مراسل القاهرة الإخبارية: الضربات الإيرانية أصابت أهدافا عسكرية ومنشآت أخرى داخل إسرائيل فيديو| وزير التموين: 300 سوق يوم واحد بجميع المحافظات لدعم صغار المزارعين وخفض الأسعار إعلام إسرائيلي: قتيلة و3 مصابين إثر سقوط صاروخ إيراني شمال إسرائيل إعلام إيراني: تفعيل الدفاعات الجوية في مدينة بندر عباس للتصدي لهجمات إسرائيلية الحرس الثوري الإيراني: القوات الجوفضائية أطلقت موجة جديدة من عملية الوعد الصادق 3 باتجاه إسرائيل شاهد| وزير التموين: توسعنا في استيراد القمح من 3 إلى 22 دولة لدعم الأمن الغذائي وزير الأوقاف يفتتح المقر الجديد لنقابة القراء بحلمية الزيتون اليوم الأحد.. انعقاد المجلس السابع والخمسين لقراءة “صحيح البخاري” من مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه إدارة الإطفاء الإسرائيلية: مبان عدة تضررت في حيفا نتيجة صواريخ إيرانية ︎وزير الشباب والرياضة يجتمع مع قيادات جامعة الإسكندرية والمؤسسة العلمية للقلب والشرايين لبحث التعاون في التوعية بالموت القلبي المفاجئ في القطاع الرياضي

محمد دياب يكتب: أين المسئولون من جحيم الناموس في الخطاره؟

محمد دياب
محمد دياب


أن تعود إلى قريتك بعد غياب، حاملاً الحنين والشوق، ثم تُفاجأ بأن الراحة مستحيلة، وأن النوم حلم بعيد، فهذا أمر يفوق الاحتمال هذا ما شعرت به فور وصولي إلى قريتي الخطارة الصغرى لقضاء إجازة قصيرة، حيث وجدت أن الناموس صار سيد المكان، يهاجم الجميع بلا هوادة، يحول الليالي إلى جحيم، ويترك أجساد الأطفال والكبار مثخنة بلدغاته المؤلمة إن كنت أنا لم أستطع تحمل الأمر لأيام معدودة، فكيف بمن يعيشون هنا طوال العام؟ كيف يقضي الأهالي لياليهم وسط هذا العذاب المتكرر؟

الأمر لم يعد مجرد إزعاجٍ عابرٍ أو شكوى موسمية، بل أصبح كابوساً يومياً يحاصر الجميع، يُفسد لحظات السكون، ويسرق راحة الليل، ويترك أثره على الأجساد المنهكة من العمل والحياة. من المؤسف أن تتحول البيوت إلى سجون مغلقة، والنوافذ إلى دروع واقية، فيما تظل المعركة مستمرة بين الإنسان وهذه الحشرات التي فرضت سيطرتها بلا مقاومة

الناموس لم يعد مجرد إزعاج، بل تحول إلى أزمة صحية تهدد الصغار قبل الكبار، تُضعف الأجساد، تنقل الأمراض، وتزرع السهر في عيون الجميع لم ينجُ منه بيت، لم يسلم منه طفل، لم يرتح منه شيخ ولا امرأة أين الحل؟ لماذا هذا الصمت المطبق أمام معاناة الناس؟ هل يُعقل أن تترك قرية بأكملها تعيش وسط هذه الكارثة وكأن الأمر لا يعني أحداً؟

السيد المهندس محمد الاباصيري رئيس مجلس مدينة فاقوس نناشدكم بصوتٍ يعلوه الألم والتحذير هذا الوضع لم يعد يُحتمل الحلول ليست مستحيلة ولا معقدة لكنها تحتاج إلى إرادة وإلى تحرك سريع نطالب بتطهير البرك والمستنقعات التي تحولت إلى مصانع لإنتاج هذه الحشرات نطالب بحملات رش دورية داخل القرية ومحيطها باستخدام المبيدات الآمنة نطالب بتوعية السكان بطرق الوقاية والمكافحة

أما آن الأوان لإنهاء هذا المشهد العبثي؟ إلى متى يظل المواطنون أسرى لسعات الحشرات بينما المسؤولون في مكاتبهم المكيفة لا يشعرون بمعاناتهم؟ إن هذه المشكلة ليست رفاهية أو مطلباً ثانوياً، بل هي ضرورة حتمية لحماية صحة الناس وكرامتهم

أنا ما زلت في إجازتي هنا وأتمنى أن أرى تحركاً سريعاً لحل هذه الأزمة قبل أن تنتهي إجازتي حتى أعود إلى عملي وأنا مطمئن أن أهلي وأحبتي لن يظلوا أسرى لهذا العذاب اليومي فهل نرى استجابة حقيقية أم سيبقى الوضع على ما هو عليه؟


أنقذوا الخطارة الصغرى… قبل أن يُلدغ آخر أمل فيها!
فالعذاب لم يعد يُحتمل، والصمت لم يعد مقبولاً، والتهاون في هذا الملف صار جريمة مكتملة الأركان.
هل ننتظر انتشار مرض؟ وفاة طفل؟ كارثة بيئية؟ حتى تتحرك الجهات المعنية؟!
يا سادة… نحن لا نطلب معجزة، بل حياة، ولا نطالب بترف، بل أبسط حقوق الإنسان.

فإما أن يتحرك الضمير الآن… وإما أن يسجل التاريخ أنكم تركتم قرية بأكملها تنهشها الحشرات، وتئن تحت وطأة الإهمال!