بوتين يهين أردوغان في قمة إدلب.. ”كاثرين الثانية” السبب (صور)

للوهلة الأولى يبدو أن العلاقات الروسية التركية عادت إلى مسارها الصحيح بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، والذي دخل حيز التنفيز أمس، لكن ما لم يلتفت إليه الكثير، أن اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي بنظيره العثماني رجب طيب أردوغان، كان موضع اهتمام الإعلام التركي، لا سيما بعد أن أظهرت صورة عددا من الوزراء الأتراك كانوا ضمن الوفد المرافق لأردوغان في موسكو، وهم يقفون تحت تمثال إمبراطورية روسية قهرت العثمانيين 11 مرة.
الصورة التي وقف أسفلها وزراء أردوغان، لم تكن هي محور الحديث فقط، حيث أظهرت صورة أخرى لمجسم صغير يتوسط بوتين وأردوغان خلال مناقشتهم للأزمة في إدلب وتداعياتها.
تمثال "كاترين الثانية" هو ما ظهر في الصور خلف وزراء أردوغان، ويشير إلى الحرب التي انتصرت فيها الإمبراطورية الروسية على الدولة العثمانية 11 مرة، وانتهت بتوقيع معاهدة "كوتشوك قاينارجه" في بلغاريا.
اللافت في الأمر، أن الخارجية الروسية تعمدت منذ عدة أيام نشر تغريدة ذكرَت فيها تركيا بتلك الهزيمة، في خطوة أثارت حالة من الجدل في الأوساط السياسية التركية، لا سيما أنها تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين الطرفين نوعًا من التوتر.
اقرأ أيضًا: قمة إدلب| روسيا تدين انتهاك الاتفاق وتركيا تنفي
إهانة أردوغان
يمكن القول إن ما أقدم عليه بوتين، هو نوع من الإهانة لنظيره العثماني أردوغان، خاصة أن الأخير لم يحترم بنود اتفاق أستانا أو سوتشي في وقت سابق، وواصل انتهاكاته بذريعة حماية الأمن القومي التركي.
الإهانات المتتالية التي يوجهها الجانب الروسي تجاه تركيا، تأتي في ظل تضارب سياسة رجب طيب أردوغان منذ إسقاطه المقاتلة الروسية سوخوي، أعقبها اغتيال السفير الروسي أندري في إسطنبول.
خنوع وزراء أردوغان
ولم تمر صورة أردوغان و وزرائه مرور الكرام، حيث سخر نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق علي باباجان من طريقة وقوف الوزراء الأتراك المرافقين تحت الصورة، وكذلك طريقة اصطفافهم في وضع من الخنوع، وقت مرور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
بالعودة إلى التمثال الذي توسط قمة بوتين وأردوغان مجددا، نجد أنه يجسد الجنود الروس خلال الحرب التركية الروسية، التي دارت بين عامي (1877-1878)، وانتهت بهزيمة العثمانيين أمام الإمبراطورية الروسية.
اقرأ أيضًا: قمة بوتين وأردوغان حول سوريا| الدب الروسي يصطدم بغطرسة تركيا
نبذة تاريخية عن الحرب
الحرب الروسية التركية، كانت بين الدولة العثمانية والتحالف الأرثوذكسي الشرقي بقيادة الإمبراطورية الروسية والعديد من بلدان البلقان، وبدأت في أبريل 1877 واستمرت حتى 3 مارس 1878.
ونشبت الحرب في البلقان وفي القوقاز، وتمكنت الامبراطورية الروسية حينها من إعادة توطيد نفسها في البحر الأسود، وذلك في أعقاب الحركة السياسية التي كانت تحاول تحرير أمم البلقان من الدولة العثمانية.
ونجحت روسيا في استعادة منطقة بودياك في دلتا الدانوب، وعدة مقاطعات في القوقاز، وإمارات رومانيا وصربيا ومونتنيرو، وإعلان استقلالها عن الدولة العثمانية.