الطريق
الخميس 9 مايو 2024 10:19 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

عاجل| مجلس الوزراء يصدر كتابا عن تداعيات فيروس كورونا

مجلس الوزراء
مجلس الوزراء

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، فى إطار تكليفات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، كتابًا حول التداعيات العالمية لفيروس الكورونا المستجد (كوفيد ـ 19).

وتضمن الكتاب، موضوعات تتعلق بتداعيات الفيروس على كل من الحُكومات والأعمال، والاقتصاد الكُلي، والقطاعات الاقتصادية والتكنولوجيا، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على تجارب عدد من البُلدان فى مواجهة الفيروس، واستعراض عدد من الكتب الأخرى ذات الصلة.

تحليلات المؤسسات الدولية

وأوضح أسامة الجوهرى مُساعد رئيس الوزراء القائم بأعمال رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، أن الكتاب استند على تقارير وتحليلات صادرة عن مُؤسسات دولية معتمدة، منها: مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، ووحدة أبحاث الإيكونوميست، وبلومبرج، وشركة برايس ووتر هاوس كوبرز (PWC)، وشركة "ماكينزي"، ومنظمة الأنكتاد، ومنظمة الصحة العالمية، والبنك الدولي، ومؤسسة "جى بى مورجان"، ووكالة الطاقة العالمية، والمنتدى الاقتصادى العالمي.

وأشار الجوهرى إلى أن رئيس مجلس الوزراء وجه بتوزيع هذا الكتاب على الوزارات والمحافظات، فى إطار الجهود التوعوية التى تقوم بها الحكومة بآثار فيروس الكورونا، وسبل الوقاية منه والحد من انتشاره، وأفضل السياسات المُتبعة حول العالم فى التعامل مع الوباء.

وأشار الكتاب إلى التوصيات التى نشرتها مجلة الإيكونوميست مؤخرًا لاتباعها من جانب الحكومات فى سبيل تعزيز جاهزيتها لمواجهة فيروس الكورونا، والتى تضمنت التحلى بالشفافية فى الإعلان عن الحالات المُصابة، والاستعداد من جانب الحكومات على المستويين المؤسسى والشعبى لمواجهة هذا الخطر الوشيك.

اقرأ أيضاً ...تعرف على قرارات مجلس الوزراء اليوم لمواجهة كورونا

فضلًا عن قيام الحكومات بإعداد خطط للتحرك والمواجهة من خلال تقليل وقت ومعدل الإصابة، للحد من الانتشار، ونشر الوعى المجتمعى الصحى وتغيير السلوك بما يلعب دورًا محوريًا فى تقليص عدد الحالات المُصابة.

وأضاف الكتاب أن منظمة الصحة العالمية أعلنت عن تفشى فيروس كورونا المستجد فى كثير من بلدان العالم، بل واعتبرتها جائحة، لكونها حالة طارئة للصحة العامة تحظى باهتمام دولي، الأمر الذى يستدعى التعامل مع الموقف بمنطق إدارة الأزمة.

وتمت الإشارة إلى أن العالم يتبنى جهودًا حثيثة لاحتواء "كوفيد ـ 19"، الأمر الذى قد يتحقق بنجاح فى فترة زمنية قصيرة نسبيًا، ولكن وحتى يتحقق سينتج عنه سلسلة طويلة من التأثيرات على الشركات والأعمال، بما يفرض تأثيرات اقتصادية لفيروس كورونا على مستوى العالم، خاصة مع تقييد حركة انتقال البضائع وتعليقها، وتعطل سلاسل التوريد، واحتمالية تأثر الموظفين وبيئات العمل، كما تشير التوقعات إلى انخفاض مُعدلات النمو الاقتصادى على مُستوى العالم بنقطتين على مدار هذا العام، وبالتالى انكماش الاقتصاد العالمي.

وطرح الكتاب إجراء الحد من التجمعات كخطوة مهمة وفاعلة للحد من انتشار وتفشى "كوفيد ـ 19" باعتبار حدوثها يزيد فرص انتقال العدوى، كما ناقش الكتاب تأثير فيروس كورونا على مستقبل التعاون الدولي.

لافتًا إلى أن هذه الأزمة من المرجح أن تؤدى إلى الحد من الترابط بين دول العالم، فى ظل توقف السفر والتجارة والتدفقات المالية والرقمية والبيانات، أو أن تؤدى الأزمة إلى زيادة التعاون الدولي، بالنظر لكون احتواء هذه الأزمة يحقق منفعة عامة عالمية، ويتطلب نجاح ذلك زيادة التنسيق العالمي، ناهيك عن تكاتف المجتمع الدولى لمواجهة التغير المناخى الذى قد يُعد محددًا لانتشار الفيروسات والأمراض.

اقرأ أيضاَ: عاجل| فيديو.. أول شخص في العالم يتلقى اللقاح التجريبي لفيروس كورونا

وتطرق الكتاب إلى التأثيرات الاقتصادية المتوقعة جراء فيروس كورونا المستجد، والسيناريوهات المحتملة للنمو الاقتصادى العالمي، حيث توقعت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية انخفاض نمو الناتج المحلى الإجمالى العالمى بنسبة 0.5% لعام 2020، لاسيما فى البُلدان المُرتبطة تجاريًا واقتصاديًا مع الصين، كما من المُتوقع أن تُعانى الاقتصادات الأوروبية الكبرى من اضطرابات حيث تتوقع الأمم المتحدة أن تنخفض تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر إلى ما بين 5 ـ 15% لتصل لأدنى مستوياتها منذ الأزمة المالية العالمية عامى 2008 ـ 2009، كما سيؤدى التباطؤ الاقتصادى إلى انخفاض الطلب على الطاقة.

وأوضح الكتاب أن السياحة والصناعات المرتبطة بالسفر هى الأشد تضررًا حيث تحذر الرابطة الدولية للنقل الجوى من أن فيروس كورونا المستجد قد يكلف شركات النقل الجوى العالمية ما بين 63 و 113 مليار دولار أمريكى انخفاضًا فى الإيرادات خلال العام الجارى 2020، فضلًا عن تراجع أسهم الشركات الفندقية الكبرى.

وقدرت منظمة السياحة العالمية انخفاض عدد السياح الدوليين بنسبة تتراوح بين 1 ـ 3% خلال العام الحالى 2020 على مستوى العالم، وهذا الانخفاض يؤدى إلى خسائر تقدر بما يتراوح بين 30 ـ 50 مليار دولار أمريكى فى إنفاق الزوار الدوليين فى الوجهات السياحية، وسيكون التأثير الأكبر على الشركات الصغيرة والمتوسطة، الأمر الذى يستدعى اتخاذ تدابير الدعم والانتعاش للسياحة فى أكثر البلدان تضررًا.

تأثير كورونا على التجارة العالمية

وتناول الكتاب تأثير فيروس كورونا المستجد على حركة التجارة العالمية، ووضع قطاع التصنيع، حيث أصدرت شعبة التجارة الدولية والسلع الأساسية (الاونوكتاد) تقريرًا أوضح أن الوضع سيكون له تأثيرات كبيرة على انخفاض الإنتاج فى قطاع الصناعة وبالتالى فى حجم الطلبيات الجديدة.

نظرًا لأهمية الصين المتزايدة فى الاقتصاد العالمى كدولة مُصنعة ومصدرة للمنتجات، ومورد رئيسى للمدخلات الوسيطة لشركات التصنيع فى الخارج، وبالتالى فإنه من المتوقع أن تواجه بعض الشركات نقصًا فى المكونات الأساسية لصناعتها، والصعوبة فى الحصول على قطع الغيار اللازمة، بما يؤثر على القُدرات الإنتاجية، والصادرات الإجمالية للعديد من الشركات.

وأكد الكتاب أن انتشار فيروس كورونا أدى بالفعل إلى تعطيل عمليات التصنيع فى جميع أنحاء العالم، حيث قامت الصين بإغلاق مصانعها، ما أثر بالسلب على سلاسل الإمداد العالمية، الأمر الذى قد يدفع شركات عالمية بحلول منتصف مارس إلى إغلاق منشآت التصنيع، وقد تمت الإشارة إلى أن فيروس كورونا قد انتشر فى أكثر من 100 دولة حتى الآن، مما يجعل التأثير على سلاسل الإمداد غير واضح المعالم حتى الآن، ويجعل التخطيط للحلول أكثر صعوبة.

وأشار الكتاب إلى تطلع الكثيرين إلى دور الذكاء الاصطناعى فى تخفيف حدة أزمة انتشار فيروس كورونا، وإيجاد حل يتناسب مع القرن الحادى والعشرين فى ظل ترابط العالم على المستويين المادى والرقمي.

 حيث تم التأكيد على ضرورة تغيير السياسات التى تتبناها الدول لتواكب حركة المواطنين المتزايدة مع كامل التأهب لمواجهة الأوبئة وأخطارها، فالعاملون فى مجال الصحة العامة، وإن كانوا يُمثلون العامل الرئيس لمعالجة أزمة الفيروس، إلا انهم لن يتمكنوا من فعل ذلك بمفردهم، حيث يتعين على المجتمع بأكمله مساعدة جهود الحكومات والشركات ومنظمة الصحة العالمية فى الحد من تفشى الوباء.

وتمت الإشارة إلى أن الذكاء الاصطناعى يمكن الاستفادة من أدواته فى مسح المواطنين بسرعة للكشف عن أعراض الفيروس، وكذا استخدامها فى كل خطوة من خطوات تطوير اللقاحات وتصنيعها وتسويقها، بالإضافة إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعى فى التحليل والكشف عن الإشارات المبكرة للأعراض التى قد تشير إلى وباء جديد مُحتمل.

وأكد الكتاب أهمية تكاتف الجميع وإعلاء الجانب الوطنى فى سبيل مجابهة فيروس كورونا المستجد الذى يواجه العالم، حيث استعرض مقالًا تحليليًا صادرًا عن مؤسسة (Business Insider) والذى أشار إلى أنه من الضرورة أن يدرك كل مواطن أننا نواجه محنة عالمية يكتنفها الغموض، وأفضل استجابة لذلك أن يقوم كل منا بواجبه الوطني، بما يعود عليه وعلى المُجتمع بالخير.

حيث يقع على عاتق كل شخص يعيش على سطح هذا الكوكب واجبٌ مدني، يتمثلُ فى التفكير فى سلامته وسلامة الآخرين، حتى نشعر باليقين بأنا نؤدى كل ما فى وسعنا للقضاء على هذه المحنة العالمية والحد من تبعاتها، فالسلوكيات التى يتم الترويج لها مثل غسل اليدين باستمرار وعدم الاقتراب من الآخرين لمسافة متر على الأقل نقوم بها لصالح أنفسنا، وسوف تنعكس بالإيجاب على الآخرين أيضًا. ‎