الطريق
الجمعة 29 مارس 2024 08:54 صـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
تحرير سعر الصرف وتأثيره على سوق العقارات.. جمعية رجال الأعمال: تكلفة الوحدات السكنية الجديدة سترتفع مصر والأموال الساخنة.. فرص استثمارية وتحديات اقتصادية في مواجهة الحكومة عضو المجلس القومي للمرأة في حوار لـ«الطريق»: المرأة شهدت العصر الذهبي في عهد الرئيس السيسي مصر أول دولة في العالم تضع استراتيجية... سيدات الأهلي يحققن الثنائية المحلية للموسم الثاني على التوالي ”الحشاشين”.. مسلسل يكشف استخدام الإخوان لمفاهيم السمع والطاعة المطلقة 6 جنيهات.. حملة لتثبيت سعر تعريفة التوك توك داخل سمالوط رئيس الوزراء يؤكد ضرورة وضع أجندة تنفيذية لمخرجات المرحلة الأولى للحوار الوطني رسالة جديدة من نتنياهو لعائلات المحتجزين البترول تسدد 30 مليون دولار جزء من مستحقات شركة كابريكورن إنرجي مصرع شاب على يد آخر في مشاجرة بالمنيا مواد غذائية شائعة يحظر تناولها أثناء تفاقم التهاب المعدة جي بي مورجان يتوقع ارتفاع برميل النفط إلى 100 دولار بسبب روسيا

المعادي وسنينها «2»

سعيد محمود
سعيد محمود

عندما كنت في الصف الثالث الإعدادي، ذهبنا في زيارة مدرسية لمبنى متواضع من دور واحد وحديقة بسيطة، لكنه كان عملاقا فيما قدمه لنا من خدمات، إنها مكتبة الطفل بشارع النصر في المعادي.

من هنا كانت البداية..

هناك.. تفتحت عقولنا وعقدنا صداقات استمرت معنا حتى يومنا هذا.

هناك.. احتوتنا جدرانها وتعلمنا داخلها أساسيات المناظرة والكتابة، وخضنا مسابقات ثقافية عديدة.

هناك.. غنينا مع الأستاذ عبدالقادر رحمه الله العديد من الأغاني الوطنية على أنغام العود.

ما زال صوت الرجل يتردد في ذهني وهو يغني "صوت الجماهير"، و"الجيل الصاعد"، وأيضا أغاني الأطفال، حينما كانت أصابعه تداعب العود منشدا "أبلة هدى.. قالت لي كده.. حاضر حاضر يا أبلة هدى"، و"القطة المشمشية.. حلوة بس شقية"، الأغنية نفسها التي غناها في فيلم صاحب صاحبه لمحمد هنيدي وأشرف عبد الباقي.

هناك.. تعرفت على أعز أصدقائي المخرج الموهوب طارق عبداللطيف، و"آل دعبس" رامي وعمرو وأحمد، والملحن الرائع طيب القلب محمد غريب، وكانت أولى محاولاتنا المسرحية التي استمرت طويلا قبل أن يذهب كل منا في طريق.

كانت تلك المكتبة الصغيرة هي نقطة انطلاقنا جميعا رغم بساطتها، لكنهم قرروا فجأة أن يطوروا المكان فهدموا مقرنا الطفولي الجميل ليبنوا مكانه صرحا ثقافيا لم نستفد نحن البسطاء منه، وأسموه وقتها مكتبة سوزان مبارك، قبل أن تشتعل ثورة 25 يناير ويتغير الاسم لمكتبة المعادي، وبدلا من الاشتراك البسيط الذي لم يكن يتجاوز 5 جنيهات، وصل الاشتراك بعد التجديد لـ50 جنيها، ليشكل عبئا على أغلبنا وقتها، لنفقد المكان الذي كان لنا الملجأ والحصن الثقافي والفني والتربوي.

شكرا لكل من زرع فينا حب الثقافة ورعانا في صغرنا لنصبح ما نحن عليه الآن، وأرجو أن يزداد الاهتمام بالثقافة في بلدنا، وخصوصا بالنسبة للبسطاء من شبابها، حتى لا نندم بعد ذلك عندما يجرفهم تيار العنف والإرهاب.

وللحديث بقية عن "المعادي وسنينها".

اقرأ أيضا:


المعادي وسنينها ”1”