الطريق
الإثنين 6 مايو 2024 07:46 صـ 27 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

”عدوك ابن كارك”.. خلافات في حياة عبد الحليم حافظ

عبد الحليم حافظ
عبد الحليم حافظ

على الرغم من كونه كان محبوب الملايين من جموع عشاق الموسيقى والطرب، وأن عددا من متسمعيه انتحروا عقب وفاته، إلا أن العندليب الأسمر دائمًا ما كان يدخل في خلافات عنيفه مع من حوله، تارة بسبب مواقفه معاهم وتارة لسعيه لاحتكار نجاحهم.

خلافات في حياة عبد الحليم حافظ

تزامنًا مع ذكرى رحيل عبد الحليم حافظ الـ43 ، الطريق يرصد أبرز الخلافات التي كان طرفها "حليم".

قرفت من الوسط الفني

عام 1973 وفي حواره مع الإذاعي وجدي الحكيم كشف "حليم" عن سر خلافه الشهير مع أحد أهم أصدقاءه كمال الطويل، قائلًا في أحد الجلسات قال "الطويل" الذي أعتبره إنسان مثالي "أنه زهق وقرف من الوسط الفني" وهذه العبارة يصعب أن تصدر منه، لأن هذا الوسط هو جزء منه مع المطربين والملحنين والشعراء الآخرين، وبما أنه يتعاون مع هؤلاء فهو مجبر على العمل مع الوسط الذي قال عنه "إنه قرفان منه".

 

أنا أو بليغ

في حفل شم النسيم كان يقدم عبد الحليم حفله الموسيقى بأسعار رمزية وأغان جديد لم تقدم مسبقًا، وفي إحدى الحفلات كان من المفترض أن يقدم أغنتين جديديتن هما، فاتت جنبنا التي لحنها محمد عبد الوهاب، و "هو اللي اختار" لبليغ حمدي.

وفي إحدى البروفات حضر "عبد الوهاب" ووجد أن أغنية "بليغ" ستكون أفضل وأقوى، فقال لعبد الحليم، بعدما غادر البروفة سريعًا، لا يمكن أن يجتمع لحنه ولحن بليغ في حفل واحد، وعلى "حليم" أن يختار أحدهمها، وهنا احتار المطرب الشهير، وقرار الاتصال بصديقه بليغ ليخبره بأنه لا يمكنه إغضاب موسيقار الأجيال، وأنه سيؤجل أغنية بليغ لحفل آخر، وهنا ثار الملحن الذي أضاع من عمره عامًا كاملًا حتى تكون أغنية حليم مميزة، وهو ما أحدث القطيعة الكبرى وقال بليغ حينها "ده أنا شغال على اللحن علشانك بقالي سنة، فعشان ما تزعلش عبد الوهاب تزعلني أنا"، وتسبب هذا الموقف في قطع العلاقة "بين حليم وبليغ" حتى وفاة الأول عام 1977.

صلح المغرب

أحد أبرز خلافات حليم كانت مع محمد الموجي، بعدما أجل الأول عدة أغان لحنها الثاني في حفل أضواء المدينة، بسبب تعاونه من ملحنين آخرين، فغضب الموجي ودخل في قطيعة مع عبد الحليم 5 سنوات.

وخلال الاحتفال بالعيد القومي للمغرب، التقى "حليم والموجي" في الحفل، وعازف الكمان الأول أحمد الحفناوى والفرقة الماسية وأعضاؤها، وطلب "الحفناوي" من "حليم" غناء "رسالة من تحت الماء" التى لحنها الموجى وألفها نزار قباني، فرحب الحاضرون وهو ما جرى بالفعل، وعلى طاولة العشاء قرأ الثلاثي الفاتحة لينتهى الخلاف بجلسة صلح في المغرب.

 

مقلب أم شرف


عام 1964 وخلال الاحتفال بعيد الثورة، أقيمت حفله بنادي الضباط في الزمالك، أحياها عبد الحليم حافظ وأم كلثوم، البداية كانت مع كوكب الشرق التي غنت أغنتين كاملتين، وهو ما جعل عبد الحليم يشعر أن الجمهور لن يتمكن من الاستماع له بعد تلك الفترة الطويلة، فذهب إلي الست يطلب منها أن يغني بين الوصلتين لكنها رفضت بداعي عدم قدرتها على السهر.

وعقب انتهاء أم كلثوم ومغادرتها المسرح، قال عبد الحليم أمام عدسات التلفزيون وميكروفونات الإذاعة "لقد شرفتني السيدة أم كلثوم بأن اختتم حفلا غنت فيه، وفي الحقيقة أنا مش عارف إن كان شرف ولا مقلب"، وهنا جن جنون أم كلثوم وأعضاء مجلس قيادة الثورة الذين كادوا يقضوا على مسيرة "حليم" لولا تدخل الرئيس جمال عبد الناصر.

وذهب "حليم" إلى فيلا أم كلثوم معتذرًا قائلأ "أنا آسف أرجو ألا يكون تصرفي بالكلمة التي قلتها بحسن نية قد أغضبك"، فردت كوكب الشرق"أنا غاضبة فعلا، لم يكن من اللائق أن تقول مثل هذه الكلمة أمام ميكرفونات الإذاعة وكاميرات التلفزيون"، فرد قائلًا "عدت أعتذر لست الكل، قائلا: أنا لم أخطئ، بل بالعكس كنت أمجدك وفي النهاية أنا مثل شقيقك الصغير"، وهنا قاطعته: "إخرس أنت فاكر نفسك صغير، إنت عجوز"، ثم ابتسمت.

إلا أن مجلة الشباب العريقة أدعت أن هذا الخلاف استمر 5 اعوام كاملة شابتها القطيعة الكلية حتى حفل خطبة ابنة الرئيس أنور السادات، الذي أقيم عام 1970، وفيه لم يتردد عبد الحليم حافظ أمام الحشود المتواجدة على تقبيل "الست" لترد أم كلثوم "أنت عقلت ولا لسه؟!"، وينتهي الخلاف.

اقرأ أيضا: الليلة.. مزيكا تحتفل بذكرى وفاة العندليب الأسمر خلال حفل ”لايف”

الأستاذ فريد

ظل فريد الأطرش محتكرًا لحفلات شم النسيم لمدة 25 عامًا قبل أن يقرر العودة للبنان، وهنا كانت الفرصة سانحة لعبد الحليم ليتفرد بالغناء في تلك الحفلات، حتى عام 1970 عندما قرر "الأطرش" العودة للقاهرة والغناء في حفل شم النسيم.

رأى "حليم" أنه ذو الحق المكتسب في إحياء الحفل، ورأى "الأطرش" أنه صاحب الحق الأصيل، وبدأ الصراع.

أختار عبد الحليم سينما ريفولي لإقامة حفله، بينما اختار فريد قصرالنيل، الفرقة الماسية انضمت لحليم، والذهبية لفريد، ولكن ماذا عن النقل التلفزيوني؟

في حفل زفاف ابنة عضو مجلس قيادة الثورة عبداللطيف البغدادي، طلب الرئيس جمال عبد الناصر "حليم" فظن العندليب أن هذا النداء للمباركة والدعم، إلا أنه فؤجئ بحديث "ناصر" الذي قال بنبره حادة "مزعل فريد ليه يا عبد الحليم؟".

فحاول متسجمعًا قوته الرد قائلًا: "يا رئيس.. فريد" فقاطعه الرئيس قائلًا "الأستاذ فريد"، وتابع"التلفزيون والبرنامج العام سيذيع حفل الأطرش، وسيسجل التلفزيون حفلك ويذاع ثاني أيام شم النسيم على أن ينقل حفلك على الهواء على صوت العرب".

وبالفعل جرى ما قاله الرئيس، وخلال حفل فريد الأطرش قلده الرئيس جمال عبد الناصر بقلادة النيل، ما كانت بداية الصراع بين الثنائي "حليم والأطرش" وامتد الخلاف لسنوات حتى تصالحا على يد الإعلامية الراحلة آمال فريد.