الطريق
الإثنين 7 يوليو 2025 05:00 صـ 12 محرّم 1447 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
في أول تدريب له.. فيريرا المدير الفنى لنادى الزمالك يركز على الجوانب البدنية مع اللاعبين ‏رانيا يحيى تكرم الفنانة سلوى محمد علي بالأكاديمية المصرية بروما مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يشارك في أسبوع ”الحزام والطريق” بشنغهاي للعام السابع على التوالي حفل أم كلثوم يتسبب في زحام مرورى على المسرح الوطنى الجزائرى مبادرة التحالف الوطني بمحافظة القليوبية ”طمني” تواصل دعم طلاب الثانوية العامة. قيادات الأزهر الشريف تلتقي مصابي غزة في مستشفى أسيوط وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يتفقد هيئة المواد النووية ويستعرض مشروعات العمل الحالية رئيس الوزراء يُلقي كلمة مصر في الجلسة الافتتاحية لقمة مجموعة ”بريكس” التي تستضيفها ”ريو دي جانيرو” شاهد| سوريا تواجه أسوأ حرائق غابات في تاريخها.. وأكثر من 10 آلاف هكتار تلتهمها النيران ما أوراق الضغط التي يستخدمها ترامب ضد نتنياهو لوقف حرب غزة؟ تونس تفوز على الأردن وتلاقي مصر في نهائي البطولة العربية لسيدات السلة تقدمه مها الصغير.. موعد عرض برنامج ”كلام كبير” على قناة ON

”العاطفة تهزم العقل”.. أم ترفض ترك صغيرها وحيدا في مستشفى العزل

ام في العزل
ام في العزل

وسط هلع الناس، ومشاهدتهم بقلوب حزينة، ووجوه أغرقتها الدموع، وعيون استحال لونها للأحمر، خرجت سيدة في أواخر العقد الرابع من العمر، تسابق الزمن بجلباب منزلي بسيط، وتضع على رأسها غطاء يظهر أكثر مما يخفي بسبب هرولتها، ملامحها يبدو عليها الخوف، لا ترتدي أي شئ في قدمها، تجري بسرعة غير مناسبة لعمرها أو لحالة جسدها، محاولة إبقاء "حجابها" على رأسها.

على الرغم من خوف الواقفين من صوت "سرينة" سيارة الإسعاف، وابتعادهم حت لا تنال منهم عدوى فيروس كورونا المستجد، متراصين على اليمين وعلى اليسار، لا حول لهم ولا قوة، إلا الدعاء لتلك السيدة ومحاولات باءت جميعها بالفشل لاقناعها بعدم الاقتراب أكثر من المرضى.

لتصرخ بكل ما أوتيت من قوة طالبة من رجال الإسعاف وضعها داخل سيارة الإسعاف مع صغيرها وزوجها، اللذان أصيبا بفيروس كورونا المستجد، غير آبهة بما قد تناوله من جزاء جراء إصابتها بالفيروس الفتاك، يسيطر عليها عاطفة الأم، تخاف أن تترك صغيرها وحده، فلم يعتد على البقاء بدونها، ما سيثير الخوف بداخله.

قبل ذلك المشهد بثوانٍ معدودة خرج رجال الاسعاف مرتدين الكمامات، القفازات، والبدل الواقية صفراء اللون من منزل، حاملين طفل صغير على مقعد لذوي الاحتياجات الخاصة، وورائه والده وهو في أواخر العقد الرابع من عمره، يعمل مهندس، يعيشون بقويسنا، وأصيب بسبب اختلاطه مع حالة مصابة في العمل، ليعود لمنزله ناقلا العدوى لصغيره.

ظهرت أعراض المرض جلية عليه، وذهب لإجراء مسحة ثنائية، وثبتت إيجابيتها، وأنه حامل للفيروس اللعين، ما زاد خوفه على ابنه وزوجته، خاصة بسبب الحالة الصحية التي يعاني منها صغيره، وبعدما أجرى لهما التحليل ثبتت سلبية الأم، وإصابة الطفل بالفيروس، لتأتي الإسعاف بسيارة تعقيم ذاتي لنقلهما للمستشفى.

لم تستطيع الأم وتدعى "أسماء" أن تظل في المنزل فهرولت احاة الإسعاف، وظلت تبكي بحرقة مقبلة أيادي الواقفين من الأطباء والممرضين لركب سيارة التعقيم الذاتي مع صغيرها، لأنه لا يستطيع البقاء وحجه، ولن يستطيع أحد فهمه، وتلبية احتياجاته، على الرغم من المحاولات المستميتة لرجال الإسعاف لإقناعها بعدم المجيء، لكنها لم تكن تسمع إلا نبضات قلب صغيرها الذي يرتجف خوفا.

اقرأ أيضا: قبل الصيام.. طريقة عمل الفول المدمس في المنزل

"ابني مش هسيبه وهروح معاه العزل" جملة يتذكرها الجيران لها، ظلت ترددها وهي تمسك في السيارة رافضة الابتعاد، وتواصل رجال الإسعاف مع وكيل الصحة بالمنوفية، والذي تواصل بدوره مع مسؤولين الوزارة بالقاهرة، ووافقوا على بقائها مع ابنها، وكانت تؤكد لهم أنها سترتدي كل ما يرتديه الأطباء في العزل.