لماذا يرفض الناس احتمالية إصابتهم بكورونا أثناء إقامة الشعائر الدينية؟

تتعالى صرخات الاحتجاج في المجتمعات على قرارات إغلاق دور العبادة منعا لانتشار فيروس كورونا المستجد، خاصة في بعض الطقوس التي تتسبب في نقله مثل السجود على نفس سجاجيد الصلاة في الإسلام أو بسبب الأعداد الكبيرة والاختلاط، والتناول بملعقة واحدة في المسيحية، وذلك منذ أن تغول الفيروس وأصبح من الصعب السيطرة على انتقاله، وخلف ورائه ملايين من المصابين وآلاف الموتى.
رفض البعض فكرة قرارات تعليق الشعائر الدينية لأجل غير مسمى، حتى ينتهي العالم من أزمة فيروس كورونا المستجد، معللين ذلك بتمسكهم بإيمانهم، ومفاخرتهم بالعبادة الجماعية، على الرغم من أن أغلبهم لا يؤديها في الأساس.
الصلوات الجماعية على الأسطح في الإسلام
تتسارع ألسنة المسلمين كلهب النيران للعودة للصلاة في المساجد، خاصة بالتزامن مع حضور شهر رمضان الكريم، لما يمثله من روحانيات بين المؤمنين والموحدين لخالقهم، وهزت صورا للمساجد فارغم من المصلين في الشهر الكريم قلوب رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور لجماعات من الناس يؤدون الفروض على أسطح المنازل، متحدين قرارات رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، ووزير الأوقاف بمنع التجمعات، ما تسبب في حالة من الجدل، ومطالبات برجوع الصلاة، وفتح دور العبادة.
ملعقة التناول في المسيحية
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لكنيسة في لبنان، يصرخ فيه المصلين، بعد إصرار الكاهن على عدم أداء طقس مناولة القربان كما اعتادوا بملعقة واحدة، منعا لانتشار فيروس كورونا المستجد، على الرغم من ذلك رفض الكاهن وضع قطع القربان في الفم، تنفيذاً لقرار السلطة الكنسيّة العليا.
لماذا يرفض المؤمنين فكرة إصابتهم بكورونا؟
قال الدكتور فتحي الشرقاوي، أستاذ علم النفس في جامعة عين شمس، إن الخوف وسواس، يلاحق الإنسان طوال حياته، ولأننا في مجتمعات بسيطة، يتحصن الناس بايمانهم ضد الأمراض، مهملين كل الإجراءات الوقائية، على الرغم من أن الأديان تحذر من الإهمال وتحرص على النظافة الشخصية، فلا يأخذوا من الدين إلا ما يناسب وجهة نظرهم التي يريدون إثباتها.
وأضاف أستاذ علم النفس في تصريحات خاصة ل"الطريق" أن مخالفتهم للقرارت لا علاقة له بالمعتقدات، بل تحركهم العواطف الدينية دون إعمال للعقل، كما أن طبعهم في التجمعات الدينية يغلب التطبع أي ما هو جديد عليهم من قرارت.
اقرأ أيضا: كيف أدى السديسي وعشرات المصلين العشاء والتراويح في الحرم المكي؟
الإيمان أقوى من الخوف
وكشف " الشرقاوي" أن الخوف بالفعل وسواس داخل الانسان، لكن الإيمان والعقيدة لهما سيطرة أكبر خاصة في الشعوب النامية، لأنهم يبحثون عن تهدئة خوفهم عن طريق صوت الإيمان، مثل الحياة والموت، وما سيراه الناس بعد الموت، يجعلهم متقبلين الفكرة، فكل منا يواجه مخاوفه بما يملك، المؤمن بالصلاة والطقوس الدينية، والملحد بالأعشاب والطب البديل.