الطريق
الإثنين 20 مايو 2024 11:24 مـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

اشتاقت له الجنة.. تعرف على قصة سلمان الفارسي صاحب فكرة الخندق

سلمان الفارسي
سلمان الفارسي

صحابي عرف بالحيل والدهاء العسكري، ولعل قصته الشهيرة مع الرسول الكريم في حفر الخندق، والتي أهلته ليكون أحد أبرز الصحابة في الكثير من مشاهد الإسلام التاريخيه، وكانت المسيحية سبب في دخوله الإسلام.

إنه الصحابي الجليل سلمان الفارسي، من أوائل الفرس الذين أعلنوا إسلامهم، كما أنه أحد الرواة للأحاديث النبوية، ترك قبيلته وأهله سعياً لمعرفة الدين الحقيقي، فتنقل بين البلدان، كما صحب رجال الدين القساوسة الصالحين، إلى أن دله أحدهم على ظهور رسول في بلاد العرب، وعندما اتفق مع بني كلب على أخذه لهناك غدروا به وباعوه كأحد العبيد، واشتراه يهودي من يثرب ورحل به إلى بلاده.

نشأ سلمان الفارسي وولد في بلدة أصبهان الموجودة في بلاد الفرس، وكان يسمى في بلاد الفرس" مابه بن يوذخشان بن مورشلا"؛ وتغير اسمه لسلمان الفارسي، أو سليمان المحمدي بعد إسلامه.

اعتنق "سلمان" الفارسي المسيحية بعد أن طلب منه والده في أحد الأيام أن يذهب لتفقد أملاكه الشخصية ويهتم بها، وعندما مشى في الطريق وجد كنيسة وداخلها أفراد يصلون، فدخل إليها وتعجب منهم، وقارن العبادة التي يعبدها مع هذه العبادة قائلاً في ذاته بأن هذه العبادة أفضل من الدين الذي يعبده، فخرج من الكنيسة وتوجه إلى أبيه ووصف له ما شاهده في الكنيسة، ولكن والده اعترض على ما قاله، فأمر بحبسه في المنزل، ولكنه لم يستجب له فهرب إلى بلاد الشام.

رحلة سلمان الفارسي إلى الشام ومكة

سكن سلمان الفارسي مع القساوسة في الشام، وفي أحد الأيام سمع من راهب متدين بأنه سيأتي نبي إلى بلاد العرب، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ووصفه بأنه يوجد على كتفه خاتم للنبوة، فذهب إليه مع التجار إلى بلاد العرب، وطلب رؤية الرسول عليه الصلاة والسلام، لكنه لم يستطع، فبقي في مكة بعد غدر التجار له، وبقي يعمل لدى أحد الأشخاص.

إسلام سلمان الفارسي

 وبعد ذلك اشتراه قريب هذا الشخص وأتى به إلى المدينة المنورة وبقي فيها، وعندما سمع بأن النبي محمد عليه الصلاة والسلام أتى إلى المدينة المنورة ذهب إليه فورا وأعلن إسلامه.

وظل بعدها سلمان الفارسي بجوار الرسول طوال الوقت، فقد شهد معه المشاهد كلها، فكان سلمان مع النبي محمد في غزوة الخندق، وهو صاحب فكرة حفر الخندق لحماية المدينة من قريش وجيشها.

نجحت خطته نجاحا باهر، ما تسبب في شهرته بسبب أفكاره الحربية المختلفة، فلم يكن سلمان رجلا عاديًا؛ إذ كان يتمتع بعقل وحكمة ومكر ودهاء شديد؛ فبعد أن شارك سلمان في اللغزوات المختلفة وأهمها غزوة الخندق، حيث جاءت جيوش من قريش إلى المدينة المنورة تحت إشراف أبي سفيان، فألقى سلمان الفارسي نظرة على المدينة المنورة من فوق هضبة مرتفعة.

وجد سلمان الفارسي أنها محصنة بالجبال والصخور، لكنه وجد أنه توجد فجوة كبيرة يستطيع الأعداء الدخول إليها بسهولة، لذلك أخبر المسلمين بضرورة حفر الخندق حتى يغطي جميع المدينة، وبالفعل استجاب المسلمين لطلبه وحفروا الفندق، وبالتالي لم تستطع جيوش قريش الدخول إلى المدينة.

وقال عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن سلمان الفارسي: "الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وسلمان"، وقال عنه أيضا: "أنا سابق ولد آدم، وسلمان سابق الفُرس".

وقال عنه المهاجرون "منا سلمان"، فقال النبي: "سلمان منا أهل البيت".

اقرأ أيضا: كاتب الرسول وأشهر حفظة القرآن.. تعرف على قصة الصحابي زيد بن ثابت

ونزلت فيه أية إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ"، وذلك عندما تحدث مع الرسول عن القساوسة الذين كان معهم.

شارك سلمان الفارسي في فتح العراق، ليتولى سلمان حكم المدائن وكان يعمل بيده، وما يتحصل عليه من مال اشترى به طعامًا، ودعا الفقراءل يأكلون معه.

وعلى الرغم من أن راتبه كان كبير، إلا أنه أنفقه على الفقراء، حتى قيل عنه "كان عطاء سلمان خمسة آلاف، وكان على ثلاثين ألفًا من الناس، يخطب في عباءة يفرش نصفها، ويلبس نصفها، وكان إذا خرج عطاؤه أمضاه، ويأكل من سفيف يده".



وفاة سلمان الفارسي

توفى الصحابي الجليل سلمان الفارسي؛ قبل وفاة عثمان بن عفان في خلافته، وكانت وفاته عام 36هـ، وقيل: بل في سنة 37هـ؛ حيث توفّي في المدائن، وقيل: توفّي سنة 33هجرية.