الطريق
الأربعاء 24 أبريل 2024 02:36 صـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
الطريق تنشر في عددها الجديد: جهود الحكومة لرفع الصادرات إلى 145 مليار دولار على خطى لازمة أحمد العوضي ”أحلي ع الأحلي” لـ محسن الشامى يقترب من 100000 مشاهدة أطفال دراما رمضان للمرة الأولى في ضيافة ”الستات مايعرفوش يكدبوا” فاطمة محمد علي وبناتها بحلقة غنائية في ”معكم منى الشاذلي ” الخميس الحكومة تخصص 179 مليار جنيه استثمارات لقطاع الزراعة بموازنة العام المقبل معيط: تخصيص 134.2 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة العام المالي المالية: تخصيص 154.5 مليار جنيه لدعم المواد البترولية العام المالي المقبل «المركزي»: ارتفاع الدين الخارجي إلى 168 مليار دولار بنهاية ديسمبر مصر تنفي تماما تداول أي حديث مع إسرائيل حول اجتياح رفح «سمير»: حريصون على تقديم كافة الدعم لتعزيز نفاذ الصادرات المصرية للأسواق الخارجية ”الزعيم الصغنن”.. محمد إمام يحتفل بمولوده الجديد الرقابة تسمح بالتعامل على أسهم الخزينة من خلال سوق الصفقات الخاصة والسوق المفتوح

اللي ورا عبد الغفور البرعي

طارق سعد
طارق سعد

عندما قدم العبقري الراحل "نور الشريف" مسلسل "لن أعيش فى جلباب أبي"، لم يخطط إلا للتركيز فى عمله والتدقيق فى تفاصيله كعادته، لاهتمامه دائماً بالخروج فى أفضل صورة وتحقيق النجاح الذى لا يقبل عنه بديلاً دائماً.

لم يخطط "نور الشريف" لأبعد من ذلك ولم يرى له أبعد من ذلك، فقط فكرة النجاح بكل التفاصيل هي شغله الشاغل باستمرار وهي أيضاً شفرة الاستمرار.

"عبد الغفور البرعي" الذى أصبح أيقونة وتمكن من قلوب المشاهدين على مر 22 عاما منذ إنتاجه وعرضه الأول، أصبح أيضاً هو الاسم الحركي للمسلسل فـ "لن أعيش فى جلباب أبي" عنواناً لمسلسل عند الجمهور اسمه "عبد الغفور البرعي"، هكذا يلهثون ورائه ويبحثون عنه كما يعرفونه.

النجاح لعمل متقن أمر طبيعي واستمراريته أيضاً من نفس الطبيعية، ولكن أن يحتفي به الجمهور فى كل عرض مُعاد على مر هذه السنوات الطويلة، حتى يصل الأمر أن يلتف الجمهور حول الشاشة وكأنه العرض الأول، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي للترويج عن حلقاته.

حتى تصل الذروة لأن يجتمع جموع المشاهدين للإعلان عن موعد فرح "سنية بنت عبد الغفور"، ليلة عرض الحلقة التى تتضمنه أحداثها، وهو ما دفع الصفحة الرسمية للقناة صاحبة العرض أن تروج للفرح وتدعو الناس بـ "عزومة على الفرح"، فى ضجة كبيرة لم تحدث من قبل، والتى اكتملت بنميمة ما بعد الأفراح، بنشر صور من مواقف أحداث الفرح مع تعليقات خاصة لكل منها، ليتحول فرح "سنية" لحدث عام يشغل الملايين، فى سابقة نادرة الحدوث إن لم تكن هى الأولى من نوعها، وهو ما يجعلك على قدر الدهشة والانبهار تتوقف قليلاً للبحث عن "اللي ورا عبد الغفور البرعي".

"عبد الغفور" بعين إنتاجية محدود جداً ويلامس خط الفقر، خاصة عندما تقارنه بما تراه الآن من بذخ إنتاجي لأعمال فارهة فلا مجال للمقارنة، الصورة هناك أغنى بكثير ولكن "عبد الغفور" أثبت أن الغنى هو غنى النفس، بعدما استطاع أن يقف بمفرده منافساً شرساً لكل هذه الأعمال، مشاركاً بقوة فى نسب المشاهدة، وأحياناً متفوقا، ففتح المزاد وربحه كالعادة، محافظاً على اسم "عبد الغفور البرعي" فى سوق الدراما.

ما وصل إليه "عبد الغفور البرعي" ليس مصادفة، ولا به أسرار، ولكنه الطبيعي والمنطقي، فالمسلسل ارتبط بحياة معظم المشاهدين، سواء العملية أو الأسرية، فرحلة صعود "عبد الغفور" تتشابه فى ملامحها مع رحلات صعود معظم من صعدوا، مع اختلاف بعض المكونات البسيطة، إلا أنها فى النهاية تربطها خيوط واحدة، وهو ما جعل كل من يشاهده يجد جزء منه فى "عبد الغفور"، أيضاً الخط الدرامي الأسري فى المسلسل يلامس معظم البيوت المصرية بكل تفاصيلها خاصة بالأداء العبقري التاريخي الذى قدمته "عبلة كامل" أو "فاطمة كشري" الذى قدمت فيه كل تفاصيل الأم المصرية من كل اتجاه فمستحيل لا تجد أي جملة أو تعبير منها فى أي منزل مصري مهما كانت طبقته وكأنها أكلت وشربت فى كل البيوت وتشبعت بها.

فكرة أن يجد معظم من يشاهد العمل نفسه فيه مثيرة للشغف بعكس ما يراه الآن من أعمال لا تشبهه لطبقات لا تشبهه ولا يراها إلا من خلال الشاشة التى أصبحت حاجزاً بينها وبين المشاهد لتجعله زائراً للعمل رغم الثراء الفاحش للصورة ولا يرتبط به .. أما حالة الشغف التى صنعها "عبد الغفور" فتزيد من خيوط الارتباط وتجعله متواجد بشكل طازج "فريش" دائماً حتى ولو تخطى الـ 22 عاما.. حتى ولو كان من إنتاج المرحوم "قطاع الإنتاج".

"عبد الغفور البرعي"....

"إنت استثنائي .. مش زي الباقي" ودرس مهم قاسٍ ثقيل وكبير لنجوم جيلنا فى كيفية صناعة عمل يعيش ويستمر لأجيال متعاقبة يحتفظ بحرارته ويخلد اسم أبطاله ومكانتهم.....

درس يكشف عن "اللي ورا عبد الغفور البرعي".