أثرية أم تراثية.. القصة الكاملة لجدل هدم مقابر المماليك (فيديو وصور)

غضب شديد شهدته منابر مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، بعد انتشار العديد من الصور لمقابر قديمة تزيلها مجموعة من اللوادر وأدوات الهدم والإزالة، والتي زعم ناشروها أنها من هدم مقابر المماليك التاريخية والأثرية، من أجل إنشاء محور الفردوس.
الصور انتشرت كالنار في الهشيم، وسط مطالبات كثيرة بإيقاف هدم المقابر التاريخية والأثرية، ومطالبات أخرى بتطويرها وتحويلها إلى مزارات سياحية بدلًا من هدمها وإزالتها بشكل نهائي.
غضب بسبب هدم المقابر.. والآثار ترد: ليست مسجلة
وزارة الآثار خرجت عن صمتها بعد انتشار الأمر بشكل كبير وتزايد الاعتراضات على هدم المنطقة، حيث أصدرت بيانًا أكدت فيه عدم صحة تلك الأنباء، وأن المقابر التي يتم هدمها ليست مسجلة على لائحة وزارة الآثار.
وأكد الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، أن محور الفردوس بعيد تمامًا عن الآثار الإسلامية المسجلة بقرافة المماليك، كما أنه لم يتم هدم أي أثر وأن المقابر الموجودة بالصور المنشورة هي مبانٍ غير مسجلة في عداد الآثار الإسلامية والقبطية وأنها مقابر حديثة خاصة بأفراد.
اقرأ أيضًا: رسميا| الآثار تحسم الجدل حول إزالة مقابر المماليك: ليست مسجلة
وأشار إلى أنه على الرغم من أن هذه المقابر غير مسجلة كآثار، فإن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وجه بتشكيل لجنة علمية فنية لمعاينة الشواهد والأحجار التي تشتمل على نقوش زخرفية أو كتابية ليتم دراستها وبحث إمكانية عرض جزء منها ببعض المتاحف كجزء من تراث مصر المتميز.
وثائق تؤكد تسجيلها في اليونيسكو.. الآثار ترد مجددا: تبدو كأنها قديمة
المعترضون على القرار لم يستسلموا لنفي الوزارة وبيانها الرسمي، حيث نشر بعض المهتمين بالمنطقة وثائق تدل على تسجيلها بالكامل في كمنطقة حضارية أثرية في اليونسكو، ضمن مشروع القاهرة الإسلامية الذي بدأ عام 1979.
الآثار عادت من جديد لتنفي انتماء المنطقة للمناطق الأثرية، حيث قال الدكتور مصطفى الوزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن البعض تداول بعض الصور لهدم جبانة على أنها أثرية ولا يجوز ذلك، موضحاً أن الجبانة ملكية خاصة وليست مسجلة، وتبعد مسافة كبيرة عن القاهرة القديمة، والمقابر التى ظهرت في الصور تبدو للمشاهد كأنها أثرية، موضحًا أن تسجيل أى أثر له قواعد، منها أن يكون ذا طراز ويكون مر عليها أكثر من مائة عام.
ومقابر المماليك كانت المنطقة الممتدة من قلعة الجبل إلى العباسية حتى أوائل القرن الثامن الهجرى وكانت عبارة عن ميدان فسيح أعد للعب الكرة وعرف بميدان القبق وميدان العيد.
وفى النصف الأول من القرن الثامن الهجرى بدأ ملوك مصر فى إنشاء المساجد بها وألحقوا بها مدافن لهم، وتقع في شرق القاهرة، تحت سفح جبل المقطم، واختارها المماليك الجراكسة لتكون منطقة لآثارهم ومساجدهم، وذلك بعد التضخم السكانى للقاهرة القديمة خلال العصور التى سبقتهم، ويتراوح عمرها بين 600 و700 عامًا، وتحتوي على أكثر من 30 مسجدا تاريخيا.
فيما دار نقاش حاد على الهواء مباشرة بين كل من الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، الدكتور حسام الدين إسماعيل أستاذ الآثار الاسلامية بجامعة عين شمس، الذي أكد في برنامج رأي عام المذاع على قناة تن، أن جميع هذه المقابر في منطقة تراث عالمي وهذه المقابر في منطقة تاريخية، ورد عليه طلعت أنها منطقة تراثية وليست أثرية بناء علي قانون 117 لسنة 83 وهو قانون حماية الآثار.