الطريق
الخميس 9 مايو 2024 10:54 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

صرخات أحلام تزلزل الأردن| قتلها أبوها وشرب الشاي فوق جثتها.. والقانون يحميه من العقاب

صرخات أحلام
صرخات أحلام

طارد ابنته صاحبة الـ30 ربيعًا في الشارع، لحق بها وانهال عليها ضربًا ولم يبالِ بصرخاتها التي شقت عنان السماء وأيقظت النيام، حتى هشم رأسها وفارقت الحياة، ثم جلس فوق جثتها يحتسي كوبًا من الشاي وكأنه يلتقط أنفاسه بعد عملٍ منزلي أداه بنجاح.

جريمة وقعت يوم السبت الماضي، أمام السكان بمنطقة صافوط بمحافظة البلقاء غرب العاصمة عمان، هزت الأردن وزلزلتها، حيث تحولت "صرخات أحلام" تلك الفتاة التي راحت ضحيةً لأسرتها، إلى قضية رأي عام في الساعات الماضية.

القصة يرويها الشهود على الواقعة أن الفتاة أحلام راحت تجري في الشارع والدماء تسيل من عنقها، بينما يطاردها والدها حاملًا حجرًا في يده، حتى لحقها وحطم به رأسها إلى أن سقطت على الأرض جثة هامدة فجلس بجوارها يشرب الشاي.

أشقاء أحلام منعوا المارة من إنقاذها من بين يدي والدها

صرخات الفتاة المتتالية لم تجبر قلب أبيها كي يلين، ولم تحرك ساكنًا لأشقائها الذين منعوا أي أحد من الاقتراب منها وإنقاذها من والدها، كما انتشر مقطع فيديو التقطه أحد الجيران يظهر ما حدث للفتاة، ويوثق الجريمة التي شاهدها الجميع في الساعات الأولي من الصباح.

ردود الفعل على الجريمة الشنعاء بدأت من مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدر هاشتاج "صرخات أحلام" موقع التغريدات القصيرة "تويتر" في الأردن، والذي طالب المشاركون فيه بإعدام الأب والقصاص للفتاة وسن قوانين تحمي المرأة من العنف الأسري.

السلطات الأردنية تحركت وقبضت على الأب، لتكشف التحقيقات مفاجأة صادمة، حيث تبين أن الفتاة الضحية قدمت شكاوى سابقة بتعرضها لعنف أسري، إلا أن السلطات كانت تتجاهلها وتكتفي بتوقيع العائلة لتعهدات فقط، إلا أن المتحدث باسم مديرية الأمن العام الأردني أكد أن كل ما نشر حول تلك القضية غير صحيح، وأن أحلام لم يسبق أن راجعت أو تقدمت بأي شكوى بخصوص تعرضها لأي تعنيف أسري.

السلطات تجاهلت شكاوى الفتاة السابقة.. وأهلها لم يستلموا جثتها

المركز الوطني للطب الشرعي كشف مفاجأة أخرى، حيث لم يأت أحد من الأسرة لاستلام جثة الفتاة، والتي ظلت عدة أيام في المشرحة، في مشهد آخر يعكس تعامل الأسرة مع الفتاة قبل وبعد مماتها، كما كشف الأمن أن أحلام كانت محتجزة في قضية أخرى لا علاقة لها بالعنف الاسري وما زالت أمام القضاء.

المطالبات بالقصاص للفتاة أحلام اصطدمت بعقبة كبيرة وضعها القانون الأردني، حيث جاءت المادة 98 من قانون العقوبات الأردني على عكس ما يرغب فيه الكثيرون، والتي تتيح لقاتل المرأة أن يستفيد من "العذر المخفف"، الذي يندرج تحت ما يسمى "ثورة غضب شديد ناتج عن عمل غير محق وعلى جانب من الخطورة أتاه المجني عليه"، كما أن المادة 99 من القانون ذاته تمنح الفاعل أحكاماً مخففة في حال تم إسقاط الحق الشخصي.

القانون الأردني يتيح لقاتل المرأة عقوبة مخففة ومطالبات بتغييره

الأردنيون لم يستسلموا للقانون حيث نظمت نساء أردنيات بالتعاون مع منظمات الدفاع عن النساء وحقوق الإنسان وقفة احتجاجية أمام مجلس النواب الأردني في العاصمة عمّان، للمطالبة بإعادة النظر في المادة 98 من قانون العقوبات.

اقرأ أيضًا: على نفقة الدولة.. مصر تعيد جثمان مغترب توفى في الأردن

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "صرخات أحلام" و"الدم ما بصير شاي" و"لا شرف في جرائم الشرف"، كما طالب معهد "تضامن" بالتصدي الرسمي لجرائم قتل النساء والفتيات، وضمان عدم إفلات مرتكبيها من العقاب، وذلك من خلال إنشاء مرصد وطني لحالات قتل النساء والفتيات، مع ضرورة عدم قبول التعهد من الأسرة في حال وجود خطورة ولو متدنية على حياة المعنفات للخروج من دور الإيواء.