الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 05:42 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

صديق الأمة.. أبي بكر الصديق (1)

أبو بكر الصديق
أبو بكر الصديق

اتسم قلبه بالرحمة الفطرية، كما تجلت رقة قلبه على حياته الخاصة وأيضًا على علاقاته مع الناس، هو أول من أسلم من الرجال، وصدق بما جاء به الرسول، وأحب الصحابة لقلب الرسول. كما حمل أمانة الأمة الإسلامية بعد الرسول وخليفته على الصلاة، وأحد المبشرين بجنة الرحمن، إنه أبي بكر الصديق.

إذ لابد من أن نذكر حياة الصحابي الجليل أبي بكر الصديق، لكي ننتفع بها ونقتبس من حكمته، لندرك حقيقة أنه جُبِل على الرحمة والرقة والهدوء نشير إلى أفعاله؛ لنفهم الكثير عنه.

ولادته وأسرته

ولد أبو بكر الصديق بمكة بعد ميلاد الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعامين، واسمه عبد الله بن عامر بن عثمان. فكُنيته بـ "أبو بكر"، له من الأولاد ستة: ثلاثة ذكور؛ هم: عبد الرحمن، وعبد الله، ومحمد. وثلاثة من البنات؛ هن السيدات: أسماء، وعائشة، وأم كلثوم.

حب أبي بكر الصديق لرسول

حب الرسول تعمق قلبه ودفاعه عنه بنفسه منذ اليوم الأول لبدء الدعوة الإسلامية، كما كان مقدام في مساعدة الرسول وحمايته هو وأهل بيته، وفي إحدى المرات اجتمع عدد من كفار قريش -منهم عتبة بن ربيعة- حول الرسول يريدون إيذاءه؛ فقام لهم أبو بكر الصديق، وقام عتبة يضربه في وجهه حتى ما يعرف وجهه من أنفه، وذلك من شدة تورم وجهه.

وجاء بنو تيم قوم أبي بكر وأبعدوا عنه المشركين، وحملوه في ثوب حتى أدخلوه منزله ولا يشكّون في موته، ثم رجعت بنو تيم إلى المسجد، وقالوا: والله، لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة. ثم رجعوا إلى أبي بكر، فجعلوا يكلمون أبا بكر، وهو في إغماءة طويلة، حتى أفاق آخر النهار، فرد عليهم، فقال لهم ؟ قال: ما فعل الرسول ؟ فلم يهتم بما حدث له ولا بما يعاني به، بل فكر عن حال الرسول.

تابع أبي بكر وصايا حبيبه محمد، فحفظها وعقلها وعاشها؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "لا تَحَاسَدُوا، وَلا تَنَاجَشُوا، وَلا تَبَاغَضُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَلا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يَخْذُلُهُ وَلا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا -وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ- بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ".

مواقف الصديق في الإسلام

حقق أبي بكر الصديق العديد من البطولات، وإن دل هذا على شيء يدل على حبه لله ورسوله، حيث أن هذا الحب تجلى بمواقفه اتجاه نبي الله والإسلام. فكان دائما يعمل لصالح الإسلام، حيث صحب الصديق الرسولَ -صلى الله عليه وسلم- في الهجرة، وسجّل القرآنُ الكريم ذلك في قوله تعالى: ﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا﴾ (التوبة: 40).

قدمه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في العديد من المهام. ففي سنة تسع من الهجرة قدمه الرسول ليكون إمامًا لبعثة الحج الأولى في الإسلام. كما قدمه الرسول في مرضه بأن يستخلفه في إمامة الصلاة. كما قام بأمر الخلافة وبأمر الدين من بعد الرسول خير قيام.

أما بالنسبة لقرارته السياسية الصائبة، حيث استطاع بكل حسم أن يتعامل مع القبائل التي تراجعت عن الإسلام والطاعة للشريعة بعد وفاة الرسول، وبذلك خمدت الفتنة ونجح في أن يحافظ على قيام دولة المسلمين، واستحالة عودة القبائل في شبه الجزيرة العربية للتفرق بين بعض البعض وجمعهم.

يتبع: صفات الصديق وانسانيته (2)

اقرا ايضا : الإفتاء: طاعة المرأة لزوجها في حالة رفضه صومها