الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:34 مـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حنان مطاوع وشركائها.. بالبنط العريض

طارق سعد
طارق سعد

تتعدد الأعمال الدرامية وتكتظ بها الشاشة الصغيرة، ورغم التنوع، إلا أن هناك أعمال تستفزك، تلهث وراء أحداثها وتتفاعل معها وتلمس شخصياتها، فتسحبك وتصبح فرداً منها ثم تجد نفسك متابعاً لها أكثر من مرة بين ساعات قليلة، وهذه النوعية من الأعمال أصبحت عزيزة بين مجموعات عديدة أغرقت سوق الدراما دون تأثير ببصمة أو علامة.

فكرة وجود عمل يحقق "لمة" الجمهور حول الشاشة وحول أحداثه أصبحت شغلاً شاغلاً لصناع الدراما، ولكن قليلون من ينجحون في تحقيق هذا الهدف بشكل احترافي، حتى ولو بإمكانيات معقولة ومناسبة، وهو ما نجحت في تحقيقه حلقات "أمل حياتي".

سباعية درامية ضمن مسلسل يحمل اسم "إلا أنا" بموضوعات مختلفة، تحاول الاختلاف في الفكر والعرض وتبحث عن مساحة جديدة تجذب الجمهور بشكل متجدد، ولكن هذه الحكاية بالتحديد تحتاج ما يناسبها من رؤية مختلفة لعمل لا ينافس إلا نفسه.. ليس بفكرة أو موضوع أو معالجة، ولكن بتفاصيل تحتاج تسليط الضوء عليها بشدة لتكتشف الأسباب الحقيقية للنجاح.

أولا فكرة الحلقات ليست ابتكاراً ولا اختراعاً، ولكنها موضوع بسيط تواجد في أعمال كثيرة، حتى المعالجة الدرامية في الإطار العادي، ولكن المكونات كانت عاملاً رئيسياً في مذاق جديد ومختلف.

البداية عند "حنان مطاوع" التى بدأت منذ عدة أعمال سابقة وتأكيدا بحكاية "أمل حياتي" أن تضعنا في مأزق فلم يعد ينفعها أن يقال اسمها مجرد عادي، أصبح لزاماً أن تسبقه بـ "القديرة "، لأنها فجأة دون مقدمات تفجرت خبرات السنين مع جينات المواهب وتعملقت وأصبحت مركز ثقل لكل عمل تشارك فيه.

نتذكر "هذا المساء .. نصيبي وقسمتك .. طاقة نور" فتكتشف دورة تحور كائن الـ "حنان مطاوع" وتحوله إلى كائن تمثيلي عملاق مرعب، تحول الاسم لدافع قوي لانتظار العمل بكل ثقة أنك ستشاهد "حالة" وليس مجرد أداء تمثيليا، ستشبع رغبتك في تفاصيل أصبحت تجيدها تماما بمنتهى الدقة.

التمثيل الصامت بالتعبير فقط هو أصعب الأنواع، ولا يجيد توصيل الرسالة بهذا الأداء إلا القمم وهذا ليس من فراغ، مع خبرات السنين يجب الانتباه إلى أن كائن الـ "حنان مطاوع" هو نتيجة صفوة تزاوج كائن الـ "سهير المرشدي" مع كائن الـ "كرم مطاوع" ، فتتعملق الجينات الفنية الإبداعية بشكل يفوق الطبيعة بكل ما تحمله ملامحه وتكوينه من رقة وبراءة للقديرة "حنان مطاوع".

بالمناسبة.. أمل - حكاية "أمل حياتي" هي نفسها "عدولة - أرابيسك" مع فارق التوقيت.

"بيومي فؤاد".. غول تمثيل مظلوم في حصر كوميدي، أداء "بيومي" السهل الممتنع أثبت عدم وجود عيون ثاقبة تفرز الفنانين، ولكن استسهال التسكين في الأدوار جعل "بيومي" أسيراً في أدوار خفيفة، وحرم جمهوره و"بيومي" نفسه من الاستمتاع بقدرات وأدوات ممثل من العيار الثقيل، يقف ثابتاً بجانب كبار "الشغلانة"، لتتأكد أن كل ما يقدمه "بيومي" طوال مشواره ما هو إلا مجرد "برومو" فقط يخبئ إمكانيات هذا الرجل الذى يحتاج بشدة للانطلاق والتحرر.

"سلوى عثمان".. وقع لها مسلسل "البرنس" قراراً بتمكينها من شغل دور الأم الذى أصبح خالياً بعد رحيل أشهر أم "كريمة مختار"، ليتم تنصيب "سلوى عثمان" أماً قادرة على تعويض هذه المساحة، بأداء يخرج من قلب البيت المصري بكل تفاصيله، وهو ما نجحت فيه بقوة بتجسيد "قدرية" رغم صغر مساحة دور الأم حتى وفاتها، إلا أن "سلوى عثمان" استطاعت إضافة خلطتها التى أثبتت وجودها في هذه المساحة بشكل يدفعها للسيطرة.

صف نجوم العمل كشف عن وجوه واعدة في طريقها كدعائم قوية للدراما في الأعمال القادمة بشكل سيمنحهم تواجداً قوياً بشرط اقتناصهم هذه الفرصة وتطوير الأداء باستمرار.

"أحمد كشك".. نجم أدواره لما يتمتع به من ملامح خاصة وأسلوب إلقاء وهو ما أهداه الانطلاقة الحقيقية فى مسلسل "أيوب" بشخصية ضابط الشرطة مع "مصطفى شعبان" ليدفعك تبحث عن اسمه وتنتظر منه الكثير عند ظهوره في أي عمل خاصة أنه يتمتع بمقومات المدرسة القديمة في التمثيل التي ينتمي إليها الكبار بكل ثقلها وقوتها.

"رامي الطمباري".. ينتمي لنفس مدرسة التمثيل والأداء وهو ما منحة قوة كبيرة في الأدوار التي قدمها مؤخراً خاصة مع الزعيم "عادل إمام" في "فالانتينو" بأداء سلس بسيط واجهة لوحش تمثيل كاسر ينتظر فرصة كبيرة سيمسك بها لينقض ولن يتنازل عنها .. والحقيقة "رامي" من أهم مكاسب الدراما فى السنوات الأخيرة.

"نور محمود".. الزميل الثالث فى نفس المدرسة بأداء ثابت ومتماسك رغم صغر مساحة الدور استطاع أن يضع بصمة قوية وكأنه موجود "م الجلدة للجلدة" وهو ليس غريب على "نور" صاحب القبول الكبير فبمشاهد صغيرة وسط ضيوف مسلسل "الاختيار" لمع بشدة في هذا الزخم وبمتابعة كل الأعمال الذي يشارك فيها تتأكد أنك أمام فنان حقيقي يملك أدواته بنفس القوة التي يملك بها توظيفها بمنتهى المهارة وهو ما يطمئنك على المستقبل.

"شاهيستا سعد".. أحد أهم مكاسب هذا العمل للدراما بلا منافس فظهورها الأول كان فى الحكاية الأولى مع "وفاء عامر وصبري فواز" لتعود مع "حنان مطاوع" بشكل مختلف تماماً.. "شاهيستا" تملك كل مقومات النجومية شكلاً وموضوعاً كاريزما وأداء.. مع كل ظهور لها ترفض أن تلتفت بعيداً عن الشاشة وهو أهم عناصر قوتها.. أيضاً قدرتها على التعبير تمنحها جواز مرور لمسافات بعيدة بشكل سريع بجانب الأداء الواثق والثابت دون انفعال أو "أفورة" أو محاولة إثبات وجود فتضيء مع كل ظهور وتبحث عن مشاهدها.. "شاهيستا" نجمة قادمة بقوة مع خبرات أكبر وفرص تواجد بشكل يناسب موهبتها ومقوماتها ستصبح خطراً حقيقياً على أنصاف المواهب ممن أخذن فرصاً ومكانة ليست من حقهن فبوجود "شاهيستا" فى أعمال مهمة قادمة ستصعد للصفوف الأولى بشكل سريع دون عناء.

"نانسي صلاح".. لون ومذاق مختلف خاصة عندما تمردت على شكلها المعتاد والمكرر فى كل مشاركاتها الفنية كـ "كراكتر".. "نانسي" بالوصف الدارج "مجرمة تمثيل" فهي تملك طاقات كبيرة لم يتم استغلالها حتى الآن ولكنها أعلنت عنها فى شخصية "شيماء" لتبقى مهمة صناع الدراما القادمة الاستفادة منها بشكل محترف وهو ما سيفتح لها الطريق للتواجد بشكل قوي ومؤثر.

"رضوى الشريف".. وجه آخر لمشروع مبشر.. إتقان "رضوى" لحجم الغل الممزوج بالشر في مساحة تمثيلية ليست كبيرة يؤكد أنك أمام موهبة ناضجة قد تبدع فى مساحات الشر التي يندر وجود ممثلات بها خاصة أنها تمتلك مقومات تؤهلها لأداء هذه الأدوار بشكل كبير مع الخبرة والاجتهاد قد تستطيع ضرب "كرسي في الكلوب".

"ياسمين سمير".. بمشهد واحد ظهرت فيه بقوة أصبح عريضة اتهام للقائمين على الأعمال الدرامية لعدم وجودها بالشكل الذي يناسب قوة أداءها وطلتها.. "ياسمين" والتى أصبحت نجمة مسرح مؤخراً في العروض الجديدة للنجم "أشرف عبد الباقي" هي قنبلة مواهب موقوتة تنتظر خبير ليفجرها بما تستحقه.

هناك أيضا "هالة مرزوق".. "محمود حمدان".. "سمر علام".. "تامر مجدي".. "عبدالله أشرف".. مع الكبار "حنان سليمان" و"صبري عبد المنعم"، ليجتمع الجميع شركاء للقديرة "حنان مطاوع" مع "أمين جمال وشريف يسري" كاتبان نجحا في صياغة حلقات بشكل محاكي يلامس ما قدمه العظماء "أسامة أنور عكاشة ومحمد جلال عبد القوي" في دراما من قلب الشارع المصري، والحقيقة أن "أمين جمال" خاصة أصبح مصدر ثقة كبيرة لأي عمل يضع اسمه عليه ليقود كل هذا الفريق مخرج واع "أحمد حسن" بعين مختلفة ظهرت بصمتها فى صورة المسلسل وتفاصيلها وأداء نجومه فيقدم كل هؤلاء فى "بوكيه شيك بلفة هدايا".

حكاية "أمل حياتي" ليست مجرد عمل درامي ولكنها "برواز" فاخر للوحة شرف كبيرة تضم أسماء "حنان مطاوع" وشركائها.. بالبنط العريض.