الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 07:59 صـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

موهبة جديدة.. مايا وائل أصغر أديبة ”بين يد الشيطان”

موهبة جديدة تتفجر إبداعا، لتدل على أن ربيع الأدب لن يغادر أرض مصر، مهما بدا الخريف باهتا وقاسيا، هكذا كانت مايا وائل، أصغر المبدعات الروائيات في مجال الفن القصصي، والتي تنتظر صدور روايتها الأولى "صغيرة بين يد الشيطان" في الدورة المقبلة من معرض القاهرة الدولي للكتاب.

 

"أنا أكتب لكي أعيش، الكتابة بالنسبة لي هي ترياق الحياة"، تؤكد الفتاة التي لم تتجاوز الـ12 عاما، والتي حكت لـ"الطريق" تجربتها الإبداعية في كتابة الرواية من خلال تجسيدها لمعاناة فتاة مراهقة، تدرس في المرحلة الثانوية، تشاء الأقدار أن يتجاذبها صراع نفسي عميق، بين قلبها الذي ينضح بحب صادق وعاطفة طفولية لم يلوث برائتها تلك المسوخ البشرية التي تتوارى خلف قناع الكذب وحجاب الخداع، وبين الشعور ببغض مقيت لا يتحمله قلبها الصغير وعاطفتها الرقيقة.

 

 والذي تولَّد من رحم الحقيقة العارية التي أسفرت عنها شخصية "الشيطان"، رجل الأعمال، أحد حيتان السوق، الرجل القوي ذو النفوذ والسطوة البالغتين، والذي يحاول أن يستغل حبها الصادق ويستثمر شعورها الساذج، كما يستثمر أمواله في أي مشروع تجاري، ليس له غرض سوى الربح وتراكم الأرصدة.

الصراع الذي خاضته "تالا"، تلك الفتاة الحالمة بالحب والدفئ، كان قاسيا وغير محتمل، فهناك قلب يجذبه حبل العشق والإعجاب بهذا الرجل، وعقل ينفر من كل هذه الممارسات العدوانية التي يمارسها "الشيطان" ليدمر منافسيه في عالم التجارة، هذا العالم الذي لا يعرف قلبا مثل قلب "تالا" المراهقة، ولا يعترف بعاطفة اسمها الحب.

 

خيال الكاتبة الخصب نجح في رسم أبعاد الشخصيات الروائية بمهارة وصنعة احترافية تليق بكاتبة متمرسة، واستطاعت "مايا" أن تسير بالخط الدرامي للأحداث في تكنيك سردي متلاحق ذي إيقاع سريع، بحيث إن القارئ يقطع أشواطا من الصفحات دون أن يتسرب إليه الشعور بالملل.

 

بالإضافة إلى قدرتها على الوصول إلى ذروة الأحداث من خلال حبكة أعدتها دون افتعال أو قفز سردي، ثم السير إلى حل هذه العقدة التي بدت في أول الرواية وكأن لا حل لها، إلى أن يتم الكشف عن شخصية الشيطان الحقيقة في نهاية القصة، وهي الشخصية التي ستصيب القارئ بالدهشة وتقوده إلى التعاطف مع "الشيطان" وتلقي بظلالها الدلالية على حقيقة إنسانية كثيرا ما غابت عنَّا، تؤكد على أن الإنسان، أي إنسان، له ألف قناع وقناع يظهر بهم، وأن ما نراه على السطح لا يقتضي بالضرورة ما يسكن في أعماق النفس البشرية.

 

الأديبة "الصغيرة" قالت إنها استوحت وقائع الرواية من خلال مشاهدتها اليومية للأخبار ومتابعتها الأحداث، حتى أيقنت بأن داخلها شيء يريد أن ينكتب، تقول" شعرت بأني لو لم أكتب سينفجر شيء بداخلي، الكتابة تعطيني إحساسا بالسلام والتصالح مع نفسي".

اقرأ أيضا: فتحي عبد الوهاب يتحدى سوسن بدر بإطلالة فرعونية ويوجه لها رسالة (صورة)

 

"صغيرة بين يد الشيطان" تقع في نحو 360 صفحة من القطع المتوسط، وينتظر صدورها خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته المقبلة، وهي باكورة أعمال "مايا" التي يصح أن نصفها بأصغر روائية محترفة مصر.