الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 02:50 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

نبيل فاروق لـ«الطريق»: أحمد خالد توفيق لم يكن إخوانيا.. وهذه تفاصيل آخر مكالمة بيننا

اراحل أحمد خالد توفيق مع الدكتور نبيل فاروق
اراحل أحمد خالد توفيق مع الدكتور نبيل فاروق

تحل اليوم ذكرى وفاة الدكتور أحمد خالد توفيق الثانية، الأديب الطبيب دمث الخلق، وأشهر كتاب الرعب في الوطن العربي.

ولأنهما من أشهر كتاب أدب الشباب، حيث كانا من نجوم المؤسسة العربية الحديثة بروايات "ملف المستقبل"، و"رجل المستحيل" و"ما وراء الطبيعة" و"روايات عالمية للجيب"، وغيرها من الإبداعات الرائعة، لم نجد أفضل من الدكتور نبيل فاروق، ليحدثنا عن العراب في ذكرى وفاته.

• في البداية وضح لنا علاقتك بالراحل أحمد خالد توفيق؟

علاقتي به متعددة التسميات، فقد كان أقرب الأصدقاء لقلبي، وابني الذي يوجد بيني وبينه عدة سنوات ليست بالقليلة، وكاتبي المفضل صاحب الكتابات المختلفة والمهمة، ومن أشهر الكتاب في المؤسسة العربية الحديثة، والتي كنت أحد المسؤولين فيها.

• اسرد لنا بعض المواقف من صندوق ذكرياتك مع الراحل؟

تجمعني بالراحل مواقف عديدة، نظرا لأننا كنا نتحدث كثيرا على الهاتف، فكان يعيش هو في طنطا، وأنا أعيش في القاهرة، ولا نتقابل إلا كل مدة كبيرة، لذا كنا نتحدث بالساعات على الهاتف، كما أننا كنا دائمي الخلاف بسبب الآراء السياسية، لذا قررنا أن لا نتجادل في ذلك الشأن، وأن نبعده عن حوارتنا.

ورغم اختلافتنا السياسية، إلا إننا متشابهان بشكل كبير، من حيث الاهتمامات، والآراء والتوجهات الأدبية، فقد كنا نفهم بعضنا جيدا، ونكتشف مدى تشابهنا كل يوم أكثر.

اقرأ أيضا: في ذكرى وفاته.. هل نجح أحمد خالد توفيق في مهنة الطب؟

• كيف تعرفت على أحمد خالد توفيق؟

كنت أعمل بالمؤسسة العربية الحديثة، وعرض الراحل رواية له لنشرها، لكنها قوبلت بالرفض، وكنت وقتها في رحلة للخارج، وعند عودتي وعلمي بالأمر، وبسبب الرفض، الذي رأيت وقتها أنه غير منطقي، وهو أن عدد صفحات العمل قليلة، قرأت الصفحات التي كتبها وأعجبتني بشدة، ووجدت أن ما بين يدي مادة لا يكتبها إلا مفكر وفيلسوف، فصممت على طباعتها ونشرها، إيمانا مني بأنه على المؤسسة أن تضمه لصفوفها، وإلا سيكون أكبر منافس لها بالخارج.

• كيف ترى ما يقال حول كونك من اكتشف موهبة أحمد خالد توفيق؟

أرى أن اكتشافي للراحل كان بمحض الصدفة، وقد كنت مجرد سببا ليكون متواجدا في المؤسسة، وموهبته الكتابية هي ما أهلته لذلك، فليس من المنطقي أن يقاس العمل بعدد صفحاته، نظرا لأن أحمد خالد توفيق كان مؤمنا بمبدأ "خير الكلام ما قل ودل".

حتى أن الناشر قال لي بعدما كتب عدة روايات ومقالات إنه سينافسني، لكني ضحكت وأخبرته بأن لكل منا مجال، فأنا متخصص في قصص الخيال العلمي، وهو خبير في قصص الرعب.

• صف لنا شعورك عندما تلقيت خبر وفاته؟

أحسست أنني فقدت نصفي الآخر، كنت مذهولا، غير مصدق، فكيف أفقد ابني الذي يصغرني بعدة سنوات؟ كيف توفى ونحن كنا نتحاور على الهاتف قبل يومين فقط؟ كيف استطاع أن يترك كل ذلك الفراغ في حياتي؟

لم أكن وقتها أحاول تعزية أهله، لأني أنا من انتظرت أن يعزيني الناس في ابني الذي فقدته بشكل مأساوي.

• ما هي تفاصيل المكالمة الأخيرة مع العراب؟

اتصل بي ليخبرني أن هناك شخص من جامعة فيرجينا يود مقابلتي، ويريد أن يحادثني، وكان يطلب موافقتي لإعطائه الرقم، فوافقت على الفور، وتحدثنا في أشياء عديدة كعادتنا، لكنه أخبرني بصورة مفاجئة أنه يشعر بقرب النهاية، وأن الموت أصبح وشيكا، فطلبت منه عدم توقع السوء.

• صف لنا شعورك عندما يهاجمه أحد؟

أتعجب من هجوم الناس عليه، ونقدهم له بصورة لاذعة، رغم أنه كان شخصية رقيقة جدا، وللناس فيما يعشقون مذاهب، فمن لا يحب ذلك النوع من الأدب عليه أن يعلم أن هناك من يحبه.

وأريد أن أؤكد على أنه أحمد لم يكن إخوانيا، وأن الإخوان اطلقوا عليه شائعتين، الأولى أنه ملحد، والثانية أنه إخواني، والحقيقة أن الراحل كان عالما مترفعا عن كل ذلك.

اقرأ أيضا: صباحك روقان.. اضحك مع دكتور أحمد خالد توفيق و"الطريف في طب الريف"

• ما هي الرسالة التي تريد أن توجهها له في ذكرى وفاته؟

وحشتني جدا، وبعد رحيلك أشعرك بأني فقدت نصفي الآخر، تركت فراغا كبير في حياتي يا بني.

• ماذا تقول لكل من يحب أحمد خالد توفيق؟

أحمد رحمة الله عليه يستحق الحب من كل الناس، ولو كانوا تعاملوا معه بشكل مباشر أو اختلطوا به لأحبوه أكثر.

موضوعات متعلقة