أسطورة نبيل فاروق لا تموت.. صدقة جارية من تلاميذ الأستاذ لروحه عرفانا بالجميل

الأساطير لا تموت أبدا، والعظماء قد يرحلون عن الدنيا بأجسادهم، لكن أثرهم الطيب يبقى ويستمر، كانت تلك بعض الأفكار التي زرعها الدكتور نبيل فاروق في عقول وقلوب محبيه، وظل يرويها طيلة 35 عاما بكل ود وحب وإخلاص، وهو ما أنبت ثمارا طيبة زكية تكمل رسالته بعد رحيله.

فبعد انتشار نبأ وفاة أشهر كتاب أدب الشباب والجاسوسية والخيال العلمي في مصر والوطن العربي، يوم الأربعاء الماضي، لم يستغرق الأمر أقل من يوم واحد، لتتجاوز مجموعة من محبيه الصدمة التي أدمت قلوبهم، وتبدأ بالتفكير الإيجابي في كيفية التعبير عن حبهم الشديد له.

عشاق نبيل فاروق ورد الجميل للأستاذ

خمسة فتيات تربين على كتابات الدكتور نبيل فاروق منذ الصغر، وقررن رد الجميل بشكل مختلف، حيث اجتمعن بعد وفاته بوقت قليل وبدأن في التحضير لصدقة جارية يذهب ثوابها لروحه.

"إلى من جعلنا نعشق القراءة.. وعلمنا كيف يبدع القلم.. إلى من ترك لنا إرثا من القيم والأخلاق.. وتربت على حروفه الأجيال.. أصِبنا بكتاباتك ككل الأشياء التي تصيب روحنا على حين غفلة.. ومضينا عمرا بأكمله لا نرغب سوى في المكوث أسرى لتلك الإصابة ... ورغم كل الانكسارات التي أصابتنا دفعة واحدة مع رحيلك، إلا إننا هنا اليوم لنرد شيئا من الجميل الذي نحمله على رؤوسنا وسنظل نحمله ما حينا".

اقرأ أيضا: رحيل أسطورة روايات الجيب.. ننشر آخر تصريحات نبيل فاروق لـ”الطريق”

كانت تلك كلمات الفتيات الخمس على جروب "عشاق رجل المستحيل"، والتي بدأن بها الإعلان عن حملتهن الخيرية، بعمل صدقة جارية على روح الدكتور نبيل فاروق، وذلك من خلال شراء جهاز سونار وتقديمه باسمه لمستشفى 25 يناير الخيري، علما بأن ثمن جهاز السونار 66700 جنيه، ولإتاحة الفرصة لأكبر عدد من محبي الدكتور نبيل في المشاركة، قررن أن تصبح قمية السهم الواحد 50 جنيها.

وعن سبب اختيار تلك المستشفى قالت الفتيات لـ"الطريق" إن اختيارهن لها جاء بسبب خدمتها للقرى البعيدة عن القاهرة والإسكندرية، وتقديم العلاج المجاني للمرضى غير، وأيضا لكون الدكتور محمد فتحي أحد تلاميذ دكتور نبيل من أوائل الداعمين لتلك المستشفى.

أما عن كيفية التبرع للحملة والمشاركة في الصدقة الجارية لروح الدكتور نبيل فاروق، فأوضح منشور الجروب أنه يكون من خلال فيزا أو ماستر كارد، أما من ليست لديه تلك الكروت فيمكنه إصدار كارت الشراء أونلاين الفوري المتاح للاستخدام مرة واحدة بقيمة المبلغ المطلوب، والمتاح على جميع تطبيقات المحافظ البنكية الموجودة على الموبايل، بما فيها المحافظ الخاصة بـ"فودافون واتصالات و أورانج كاش".

ويمكن لمن يريد التبرع للحملة الدخول على الرابط التالي:

https://25hospital.org/campaigns/sdk-jary-aal-roh-aldktor-nbyl-farok

نبيل فاروق.. أستاذ الجيل

وعن أثر دكتور نبيل في جيل كامل من القراء، قالت الفتيات الخمس: "كان له الفضل الأول في تشكيل ثقافتنا وشخصيتنا واختياراتنا المستقبلية بشكل عام، فهو يعتبر بمثابة الأب الروحي لجيل كامل، بل وجزء لا يتجزأ من ذكريات وكيان هذا الجيل، وصاحب الفضل في توسيع أفق الشباب وإمدادهم بمعلومات تفوق أعمارهم بسلاسة مدهشة".

اقرأ أيضا: نبيل فاروق لـ”الطريق”: حمدي مصطفى كان موهوبا في اكتشاف المواهب

وأضفن: "مئات اختاروا الانضمام لكلية الشرطة أو الجيش حتى يصبحوا ضباطا أوفياء في خدمة وطنهم بسببه، ومنه تعلمنا الثقافة والرقي وأخلاق الفرسان والتضحية في سبيل الوطن ومن نحب، فمن منا ينسى تلك الكلمات التي تربينا عليها (كل شيء يهون من أجل مصر، وما دام الموت آت لا ريب فلأمت في سبيل من أحب)، بهذه الكلمات الرقيقة التي اخترقت قلوبنا وأنارت عقولنا ومازلنا نرددها حتى الآن.. سيبقى دكتور نبيل في قلوبنا ما حيينا".

ضربة الوادع القاصمة

ضربة قاصمة تلقاها كل عشان نبيل فاروق بنبأ وفاته المؤلم، وبالطبع لم تكن الفتيات الخمس بمعزل عن الألم والحزن، وعن تلك اللحظة قالت الفتيات "خبر وفاة دكتور نبيل رحمه الله كان صادما لنا بشكل أكبر مما تخيلناه نحن بالفعل، فقد عشقناه لسنوات طوال، بل وتربينا على كلماته وعلى تلك الأخلاق والمبادئ التي زرعها فينا من خلال كتاباته، فأصبح بمثابة أب روحي لكل منا، كنا كالمجانين حين تلقينا الخبر، نبشنا جميع المواقع الإخبارية لنتأكد أنها ليست إشاعة سخيفة ستمر كما مر العديد من قبلها، وحين تأكدنا أنها ليست مجرد إشاعة كان وقع ذلك علينا عنيفا، انهيار وبكاء وصمت قاتل من هول الصدمة لبعضنا".

وأضفن: "عندما وجدنا أن كل ما نفعله لن يفيد بشيء فقررنا أن نكون إيجابيين أكثر، وأنه آن الأوان لنرد شيئا من الجميل لذلك الرائع الذي لم يبخل علينا يوما بكل ما لديه من علم وأدب، ومن هنا كانت فكرة الصدقة الجارية التي أسرعنا في عملها متمنين من الله أن يجعلها في ميزان حسنات عزيزنا الغالي دكتور نبيل فاروق".

بداية جروب عشاق رجل المستحيل

وعن فكرة جروب "عشاق رجل المستحيل"، والذي حمل اسم أشهر ما كتب نبيل فاروق، قالت الفتيات: "الجروب بدأ كفكرة لجمع عشاق السلسلة وتكريم لدكتور نبيل، وفوجئنا بعد إنشاء الجروب بأن هناك العديد من محبي السلسلة والدكتور أصبحوا من الأعضاء "وكأنهم ما صدقوا لقوا بعض"، وكانت الفكرة كمان قائمة على كتابة كواليس للأحداث الرئيسية كخط رومانسي واجتماعي مواز، وتكملة السلسلة باجتهاد شخصي بعد إعلان الدكتور توقف كتابتها، كمحاولة لاستمرارها، والشعور بأن الأبطال ما زالوا معنا، مع مراعاة أن يكون النشر إلكترونيا وفى إطار الجروب فقط وليس ورقيا، وذلك مراعاة لحقوق الملكية الفكرية لدكتور نبيل وحده".

أستاذنا العزيز.. شكرا

رغم أن الفتيات الخمس كن يتحدثن بصيغة الجمع طيلة حوراهم مع "الطريق"، إلا أنهن طلبن توجيه رسائل رثاء منفردة بأسمائهن للدكتور نبيل فاروق، عرفانا منهن بجميله وحبا له.

فقالت إنجي أشرف: "إلى الأب الروحي الذي نقشت كتاباته في وجدان وكيان الشباب منذ نعومة أظفارهم، إلى من له الفضل في تعليم أجيال متتالية حب القراءة وعشق الوطن والمعنى الحقيقي لكلمة وفاء وإخلاص وانتماء، إلى روح أسطورة الأدب التي ستظل حية قائمة بيننا أبد الدهر و مهما غاب عنا بجسده، إلى رفيق الدرب الدكتور نبيل فاروق".

اقرأ أيضا: نبيل فاروق يعلق على ”ما وراء الطبيعة” ويعلن مفاجأة للجمهور (فيديو)

وقالت سها سمير: "هو من على يديه أدمنت القراءة ونشأت على قيم ومبادئ وأخلاق أحيا بها حتى الآن، بل وأعلمها لأبنائي، لذا خبر وفاته كان صادما، وذلك لأن الدكتور لم يكن قط كاتبا فذا، بل هو جزء كبير من الذكريات التي أحملها، وبرحيله رحلت معه ولم يبق سوى أثره الطيب".

أما منى صبري، فقد اختارت ذلك الاسم غير الحقيقي حبا في أبطال سلسلة رجل المستحيل، فـ"منى" هي زميلة رجل المستحيل وحبيبته، و"صبري" هو اسم والد بطل السلسلة الشهيرة "أدهم"، وقالت في رثاء نبيل فاروق: "لو أن البكاء يعيدك إلينا لبكيتك عمرا، لكن عزائي الوحيد أن كل من عرفك عن حق يدعو لك مع كل خفقة قلب، على قدر المصاب الأليم، على قدر السعادة التي أثلجت صدري مع ذلك الكم الهائل من مشاعر الحب والاحترام والتقدير التي عطرت جميع وسائل التواصل الاجتماعي بعد رحيلك، أيها الرجل المستحيل.. سلاما على روحك النقية".

بينما قالت نيرمين جميل: "الدكتور نبيل فاروق لم يكن مجرد روائي، ولم تكن مجرد قصص، لم يكن كاتبا فقط، ولم تكن فقط كلمات، كان معلما ومرشدا ومربيا يزرع بكلماته المبادئ والقيم والأخلاق، وكانت كتاباته مصباحا يضيء لنا الطريق، كان نعمة منَّ الله علينا بها وافتقدها شباب هذا الجيل".

وقالت شيري: "إلى أستاذي الفاضل، من تعلمت معه القراءة ومتعتها، ومن جعلني أرتقي بفكري وخيالي، أشكرك على كل جميل زرعته بداخلنا من حب الوطن والوفاء والإخلاص والأمانة والتضحية، وأشكرك على تعليمنا المبادئ والقيم التي أصبحت نادرة في هذا الزمن، رحلت ولكنك ستظل أبد الدهر حيا بنفوسنا".

وأخيرا قالت نورهان معتز: "إلى من علمني معنى الانتماء وحب الوطن والإخلاص والوفاء، إلى من رحل عنا بجسده وبقيت معنا ذكراه الطيبة، نسأل الله أن يتقبل منا ومنك ويجزيك خيرا على ما علمته لنا".