الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 02:37 مـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

النقشبندي… يكفيه من الابتهال ”مولاي”.. سر قرار السادات بحبسه ولماذا خاف من الغناء

الشيخ سيد محمد النقشبندي
الشيخ سيد محمد النقشبندي

سر قرار السادات بحبسه ولماذا خاف من الغناء

وصية المبتهل وكواليس أزمته مع بليغ حمدي

صوت ملائكي وكأن الله منحه مزمارا من مزامير آل داوود، يأسر قلب كل من يسمعه وتعرفه الآذان تقشعر له الأبدان، ويزين صوته كلمات المديح والذكر، إنه المبتهل الشيخ سيد محمد النقشبندي، الذي رحلت شمسه عن أهل الأرض في الرابع عشر من شهر فبراير عام 1976.

 

ليلة الشهرة

 

في قرية دميرة بمحافظة الدقهلية، عام 1920، ولد النقشبندي، وظل هناك حتى بلغ العاشرة من عمره وبعدها انتقلت أسرته إلى مدينة طهطا فى سوهاج، وحفظ القرآن الكريم، ومن ثم تعلم الإنشاد الديني في مجالس الذكر هناك، وخلال حفل إقيم في قرية كوم بدر، دعي "النقشبندي" لإحياء ليلة هناك، والتي كانت بمثابة ليلة الشهرة ، حيث أبدع بأروع الكلمات حتى أبهر الحضور ، ومن ثم بدأت الدعوات تنهال عليه لإحياء ليال أخرى.

 

و انتقل إلى مدينة طنطا لتكون مركز انطلاق نور "النقشبندي" إلى محافظات مصر ومنها إلى الدول العربية والإسلامية.

مصطلح "النقشبندي" مكون من مقطعين هما "نقش وبندي" ومعناها في اللغة العربية: القلب، أي: نقش حب الله على القلب.

 

السادات يأمر بحبس النقشبندي

 

كشف الإذاعي وجدى الحكيم، عن أغرب واقعة حدثت بين الشيخ سيد النقشبندي والرئيس الراحل محمد أنور السادات.

 

وقال "الحكيم" في إحدى لقاءاته السابقة: "الرئيس السادات قال لبليغ حمدي.. عاوز أسمعك مع النقشبندى"، قائلا: "احبسوا النقشبندى وبليغ مع بعض لحد ما يطلعوا بحاجة"، وكلفني حينها بفتح استوديو الإذاعة لهما، وعندما سمع النقشبندى ذلك وافق محرجا.

 

وأضاف "الحكيم" قائلًا: "بعدما أبلغت النقشبندي بقرار السادات قالي ماينفعش أنشد على ألحان بليغ الراقصة"، حيث كان النقشبندى قد تعود على الابتهال بما يعرفه من المقامات الموسيقية، دون وجود لحن، معتقدا أن اللحن سيفسد حالة الخشوع التى تصاحب الابتهال، ولذلك كان رد الشيخ: "على آخر الزمن يا وجدى "هاغنى"؟ فى إشارة إلى أن الابتهال الملحن يجعل من الأنشودة الدينية أغنية.

 

وبالفعل ذهب الحكيم بصحبة النقشبندى، إلى الاستوديو، واتفقا إذا خلع الأخير عمامته، فهذه إشارة على إعجابه باللحن، وإن وجد الحكيم أن العمامة كما هى، فيعنى أنه لم يعجبه اللحن، على أن يتحجج بعدها وجدى الحكيم بوجود أى أعطال فى الاستوديو لإنهاء اللقاء، لكن وبعد دقائق من دخول الاستوديو فإذا بالنقشبندى يخلع عمامته والجبة والقفطان، قائلا: "ياوجدى بليغ ده جن"، وانتهى اللقاء بتلحين "مولاى انى ببابك"، ومن بعدها توالت أعمال الشيخ التي لازالت خالدة محفورة في أذهان الأجيال.

 

وصية النقشبندي واللحظات الأخيرة

 

خلال لقاء سابق، روى حفيد النقشبندي تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الشيخ، حيث قال: "شعر جدي ببعض التعب والإرهاق رغم أنه لم يكن يعانى من أي مرض، وبعدها ذهب إلى المستشفى على خلفية ألم شديد فى الصدر، حتي فاضت روحه داخل غرفة المستشفى".

 

وترك "النقشبندي"، وصية كتبها بخط يده بأن يدفن مع والدته في مقابر الطريقة الخلوتية بالبساتين، وعدم إقامة مأتم له والاكتفاء بالعزاء والنعي بالجرائد، وأوصى برعاية زوجته وأطفاله.

 

مصطفى محمود: علامة رمضانية

 

قال المفكر الدكتور الراحل مصطفى محمود، «الشيخ سيد النقشبندى حالة فريدة لم يأتِ ولن يأتى مثلها، فصوته مثل النور الكريم الفريد الذى لم يصل إليه أحد، كما كان صوت الشيخ يجعله يعيش فى عُزلة عن الجميع، فهو يمتلك الصوت الذى لم يمتلكه أحد غيره بهذه الطبقة.. فهو يمتلك صوتاً مكوناً من 8 طبقات، وأشبه بصوت نزل من السماء لم يكن له مثيل، جعلته يتحول إلى علامة رمضانية».

 

بليغ حمدي: نموذجا يعيش 100 عاما

 

"خشى أن أحول ابتهالاته إلى غناء".. كلمات قالها الملحن بليغ حمدي، حول كواليس التعاون بينهما، وخاصة بقرار الرئيس السادات.

وقال "حمدي"، كنت أثق أن صوت الشيخ الرائع يمكن أن يرتبط بلحنى ويعيش لسنوات بالأذهان، فصوت الشيخ كان بالفعل يمثل لى نموذجاً فريداً فى الطبقات الصوتية، وبعدما طلب الرئيس السادات ذلك، قلت للنقشبندى: "هعملك لحن يعيش لـ100 عام"