”الحزن والغضب”.. متلازمة ”القلب المكسور” قد تؤدي إلى الوفاة

توصلت نتائج دراسة جديدة إلى أن النشاط المتزايد فى الدماغ، الناجم عن الأحداث المجهدة، يرتبط بخطر الإصابة بحالة قلبية نادرة ومميتة فى بعض الأحيان تسمى متلازمة تاكوتسوبو "TTS" باليابانية، والمعروفة أيضًا باسم متلازمة "القلب المكسور".
وبحسب تقرير لشبكة "تايمز ناو نيوز"، نُشر البحث الذي أجرته الجمعية الأوروبية لأمراض القلب فى مجلة القلب الأوروبية.
ووجدت الدراسة أنه كلما زاد النشاط فى الخلايا العصبية فى منطقة اللوزة فى الدماغ، كلما أسرع تطور الحالة المعروفة باسم متلازمة تاكوتسوبو "TTS".
ويقترح الباحثون أن العلاجات لتقليل نشاط الدماغ المرتبط بالتوتر يمكن أن تساعد فى تقليل مخاطر الإصابة بـ TTS، ويمكن أن تشمل هذه علاجات الدوائية أو تقنيات لتقليل التوتر.
ويمكن ملاحظة متلازمة TTS، المعروفة أيضًا باسم متلازمة "القلب المكسور"، بضعف مفاجئ مؤقت لعضلات القلب مما يؤدي إلى انتفاخ البطين الأيسر للقلب من أسفل بينما تظل الرقبة ضيقة، مما يؤدي إلى تكوين شكل يشبه مصيدة الأخطبوط اليابانية، ومنها حصلت على الاسم.
ومنذ أن تم توصيف هذه الحالة النادرة نسبيًا لأول مرة فى عام 1990، أشارت الأدلة إلى أنها تنجم عادةً عن نوبات من الضيق العاطفي الشديد، مثل الحزن أو الغضب أو الخوف أو ردود الفعل على الأحداث السعيدة أو المبهجة.
أعراض متلازمة القلب المكسور
ويصاب المرضى بآلام فى الصدر وضيق فى التنفس، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى نوبات قلبية وموت، ويعتبر TTS أكثر شيوعًا عند النساء حيث تحدث 10 ٪ فقط من الحالات عند الرجال.
واللوزة هي جزء من الدماغ يتحكم فى العواطف والتحفيز والتعلم والذاكرة، كما أنها تشارك فى التحكم في الجهاز العصبي اللاإرادي وتنظيم وظائف القلب.
اقرأ أيضًا: ”حالة نادرة”.. امرأة تقضي 22 ساعة يوميًا فى السرير والحركة الخاطئة قد تقتلها (صور)
وتشير الدراسة إلى أن النشاط العصبي البيولوجي المتزايد المرتبط بالإجهاد فى اللوزة، والذي يوجد قبل سنوات من حدوث TTS، قد يلعب دورًا مهمًا فى تطوره وقد يتنبأ بتوقيت المتلازمة.
وقال الدكتور أحمد توكل، المدير المشارك لمركز أبحاث تصوير القلب والأوعية الدموية فى مستشفى ماساتشوستس العام وكلية الطب بجامعة هارفارد "بوسطن" فى الولايات المتحدة الأمريكية، الذي قاد الدراسة، إن هذا قد يهيئ الفرد لاستجابة ضغوط حادة متصاعدة تصل إلى ذروتها فى TTS.
وأضاف: "لقد حددنا أيضًا علاقة مهمة بين نشاط الدماغ المرتبط بالتوتر ونشاط نخاع العظام لدى هؤلاء الأفراد، وتقدم النتائج معًا نظرة ثاقبة حول آلية محتملة قد تساهم فى "اتصال القلب بالدماغ".
وفى الدراسة الأولى التي نظرت فى فحوصات الدماغ باستخدام التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني / التصوير المقطعي المحوسب "PET-CT" لتقييم نشاط الدماغ قبل تطور متلازمة TTS، حلل الدكتور توكل وزملاؤه بيانات 104 شخصًا بمتوسط عمر 68 عامًا، كان 72 ٪ منهم من النساء.
وخضع المرضى للفحص فى مستشفى ماساتشوستس العام بين عامي 2005 و 2019، لمعرفة ما إذا كانوا مصابين بالسرطان وقيمت عمليات المسح أيضًا نشاط خلايا الدم فى نخاع العظام.
وقارن الباحثون 41 شخصًا استمروا فى تطوير متلازمة TTS بين ستة أشهر وخمس سنوات بعد الفحص مع 63 شخصًا لم يفعلوا ذلك، وكانت الفترة الفاصلة بين الفحص، وظهور أعراض متلازمة TTS، والمتابعة الأخيرة أو الوفاة بمتوسط 2.5 سنة لـ 104 مريضا.
وأوضح الدكتور توكل: "تميل مناطق الدماغ ذات النشاط الأيضي العالي إلى أن تكون أكثر استخدامًا، وبالتالي، يشير النشاط العالي فى أنسجة الدماغ المرتبطة بالتوتر إلى أن الفرد لديه استجابة أكثر نشاطًا للإجهاد.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين استمروا فى تطوير TTS لديهم نشاط اللوزة الدماغية المرتبط بالإجهاد أعلى في المسح الأولي، مقارنة بالأفراد الذين لم يطوروا لاحقًا TTS.