الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 03:49 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

كل يوم حديث في رمضان.. النبي يأمرنا بصلة الأرحام

صلة الرحم
صلة الرحم

كثيرة هي الآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي تحثنا وتشجعنا على التقرب والتودد من الأهل وصلة الأرحام، وحذرنا الله تعالى من قطع الرحم فقال: "وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ"، ففي ذلك أمر صريح من الله تعالى بضرورة المحافظة على صلة الرحم، كما قال الله تعالى أيضًا: "وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ"، "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ• أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ".

ومن هذا المنطلق تستكمل "الطريق" حلقات الأحاديث النبوية الشريفة، بعنوان "كل يوم حديث"، وموضوعنا اليوم أهمية وفضل صلة الأرحام.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت".

اقرأ أيضًا: حديث كل يوم في رمضان.. لماذا أمرنا النبي بصلاة التهجد؟

الدروس المستفادة من الحديث

هذا يدل على وجوب إكرام الضيف وذلك من جانبين في هذا الحديث .

الأولى: أنه ربطه بهذا الشرط من كان يؤمن بالله واليوم الآخر

الأمر الثاني: أنه جاء بصيغة الأمر صريحة؛ لأن صيغة الأمر "افعل" أكرِمْ ضيفك، أو الفعل المضارع إذا دخلت عليه لام الأمر فليكرم ضيفه، والأصل أن الأمر للوجوب إلا لصارف يصرفه إلى معنى آخر، ولا شك أن إكرام الضيف من الأخلاق الحميدة ومكارمها التي جاءت بها هذه الشريعة.

وصلة الرحم عرفنا أنها تكون بالمساعدة بالمال إن كانوا محتاجين، أو بالزيارة، وقد يكتفى عن ذلك بالتواصل معهم بوسيلة من وسائل الاتصال، كالهاتف ومثل ذلك، فيحصل به المقصود، وعرفنا أن الرحم دوائر، فكلما كانت الدائرة أقرب كلما كان الحق أثبت وأكد.

علمنا من قبل أن الصمت عن الباطل وكف الشر صدقة، والإنسان إذا كان يتكلم ويطلق لسانه في كل شيء فإن هذا اللسان يسترسل في أمور لا يجوز له الاسترسال فيها، ويلقي كلاماً لربما كان الكف عنه هو المتعين، الذي يتكلم يحُصّل أسباب سخط الله يتكلم بالكلمة، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يهوي بها في النار سبعين خريفاً.