قصص صحابة الرسول… من هو الصحابي الذي أبكى النبي وأصبح أول سفير في الإسلام؟

عاصر الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من الأحداث التاريخية، مثل الغزوات والمعارك، ومن منا لا يحب الاستماع إلى قصص النبي، خاصة قَصص الصحابة الصالحين الذين كانوا في الأمم السابقة، ولا يقتصر الأمر على الصحابة الرجال، فقد عاصر الرسول مجموعة كبيرة من الصحابيات النساء.
ويستعرض "الطريق" قصة صحابي من صحابة النبي على مدار شهر رمضان الكريم، واليوم نتحدث عن مصعب بن عمير.
من هو مصعب بن عمر
وُلد مصعب بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى، والمعروف بمصعب بن عمير، في أسرة من أثرياء قريش، وعرف عنه الترف، فقد كان يستخدم أفضل العطور، ويرتدي أغلى الثياب، وتميز بجماله ونعومة جسده.
اقرأ أيضًا قصص صحابة الرسول | من الصحابي الذي تميز بذكاء يفوق الخيال؟
ولكن عندما دخل مصعب الإسلام، سرا في دار الأرقم، كتم إسلامه خوفا من أمه التي كانت تتميز بقوة شخصيتها، مما دفعه إلى الالتقاء بالنبي سرا حتى يتعلم منه مفاهيم الإسلام، ولكن حينما كشف أمره عثمان بن طلحة، الذي ذهب إلى أم مصعب وأبلغها بإسلام ابنها، حرمته من الثراء، وتحول إلى صحابي جليل يملأ قلبه الإيمان، فقد تمسك بالدين الإسلامي وقرر أن يبيع الدنيا ويشتري الآخرة.
وقال سعد بن أبي وقاص عن مصعب بن عمير: "لقد رأيته جهد في الإسلام جهدا شديدا حتى قد رأيت جلده يتحشف كما يتحشف جلد الحية".
كيف أبكى مصعب بن عمير الرسول؟
وروى الترمذي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "إنا لجلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، إذ طلع علينا مصعب بن عمير وما عليه إلا بردة مرقومة بفرو، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى للذي كان فيه من النعمة والذي هو فيه اليوم، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلة، ووضعت بين يديه صحفة ورفعت أخرى، وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة، قالوا: يا رسول الله، نحن يومئذ خير منا اليوم نتفرغ للعبادة ونكفى المؤنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم اليوم خير منكم يومئذ".
أول سفير في الإسلام
وتمضي الأيام، ويعقد الرسول بيعة العقبة الأولى، وكانوا عشرة من الخزرج واثنان من الاوس، واختار بعدها مصعب حتى يذهب معهم إلى المدينة ليعلمهم مفاهيم الدين الإسلامي، وبذلك أصبح أول سفير في الإسلام.
اقرأ أيضًا: كل يوم حديث في رمضان.. النبي يأمرنا بصلة الأرحام
وبدأ مصعب بن عمير في نشر الدعوة الإسلامية، بعد أن توجه إلى يثرب، وأسلم على يديه ما يقرب من 52 رجلا وامرأة، ليصل عدد المسلمين إلى 70 رجلا وامرأة في المدينة بعد بيعة العقبة، ومن بينهم 12 رجلا بايعوا الرسول في العقبة، وبذلك مهد لهجرة المسلمين من مكة إلى المدينة.