الطريق
الخميس 28 مارس 2024 12:16 مـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

دراسات حديثة تكشف تأثيرات مفاجئة للموبايلات على العقول

الهواتف وتأثيرها على العقول
الهواتف وتأثيرها على العقول

السمة المميزة للطريقة التي يعيش بها كثير من الناس اليوم هي التواصل المستمر عبر الإنترنت، وذلك منذ ظهور الهواتف الذكية منذ حوالي 15 عامًا، وكان التبني السريع والواسع لهذه الأجهزة تأثير على سلوك الناس فى جميع ساعات اليوم.

ويقوم العديد من الأشخاص بفحص هواتفهم عند الاستيقاظ، ويستخدمونها أثناء السفر للعمل ويراقبونها باستمرار أثناء العمل، وشاشة الهاتف هي آخر ما يراه الكثيرين قبل النوم أيضًا، بحسب ما ذكره موقع "news24".

وأصبحت هذه السلوكيات متأصلة فى الروتين لدرجة أن الناس نادرًا ما يتراجعون وينظرون فى التأثيرات على أجسادهم وعقولهم.

وغالبًا ما يتضمن التفاعل مع الأجهزة عمليات تبديل ذهنية من سياق إلى آخر، وتجعل الهواتف الأشخاص متاحين بشكل دائم للتواصل والمعلومات من مختلف مجالات الحياة، ورسائل البريد الإلكتروني المتعلقة بالعمل، والرسائل الفورية الشخصية، ومنشورات الوسائط الاجتماعية، والأخبار، والترفيه، تصبح جميعها مختلطة ومتداخلة فى تدفق مستمر من أصوات التنبيه، والأصوات، وأيقونات الإشعارات الوامضة.

وعلى مدى العقد الماضي، تكيف الناس للتعامل مع هذا الطوفان من المعلومات بطرق مختلفة، وأبرزها تعدد المهام فى الوسائط: التوفيق بين الأنشطة الإعلامية وغير الإعلامية باستمرار، وغالبًا ما تستخدم أجهزة رقمية متعددة متصلة بمختلف المنصات عبر الإنترنت.

وفى دراسة تاريخية فى عام 2009، طرح باحثون فى جامعة ستانفورد سؤالًا مهمًا: هل الأشخاص الذين يتلاعبون بوسائل الإعلام مثل هذه أفضل فى تبديل المهام من الأشخاص الذين لا يفعلون ذلك؟.

اقرأ أيضًا: ”فضحته الكاميرات”.. مذيع يتعرض لموقف محرج للغاية على الهواء مباشرة (فيديو)

وهل يقوم تعدد المهام في الوسائط الثقيلة بمعالجة المعلومات بشكل مختلف عن الوسائط المتعددة الخفيفة؟ يبدو من المرجح أن تعدد المهام بشكل متكرر من شأنه تدريب دماغ الشخص على التبديل بشكل أكثر فعالية بين المهام المعرفية.

لكن الدراسة توصلت إلى اكتشاف مفاجئ وهو أن الأشخاص الذين يقومون بمهام متعددة الوسائط عالية الأداء كانوا أسوأ في تبديل المهام. كما كان من السهل تشتيت انتباههم بالمعلومات التي لا تتعلق بالمهمة المطروحة.

وفى العقد الذي تلا الدراسة، قامت مجموعات بحثية مختلفة حول العالم بالتحقيق فى هذه القضية.

وأكدت بعض الدراسات النتائج الأصلية، والبعض الآخر لم يؤيدها، وتوصل البعض إلى نتائج معاكسة.

في هذه العملية تم اقتراح فرضيات مختلفة، حيث يتمثل العامل الرئيسي فى أن الأشخاص الذين يقومون بمهام متعددة في الوسائط العالية يميلون إلى توزيع انتباههم على نطاق أوسع من تعدد المهام في الوسائط المنخفضة.

بدلاً من التركيز بشكل ضيق على مهام معينة أو تدفقات من المدخلات الحسية، تراقب أدمغتهم البيئة باستمرار بحثًا عن إشارات.

ومن الصعب عليهم تصفية هذه الإشارات، لذلك غالبًا ما يتحولون من مهمة إلى أخرى مختلفة.

تعدد المهام الإعلامية والتحكم المعرفي

ونظرًا لانتشار تعدد المهام فى وسائل الإعلام، وأهمية الانتباه في مجموعة متنوعة من السياقات الأكاديمية والمهنية والاجتماعية، نحتاج إلى فهم أوضح للارتباطات بين تعدد المهام فى الوسائط والتحكم المعرفي.

ويتضمن التحكم المعرفي الذاكرة العاملة والتثبيط لتحقيق هدف، وتركيز الانتباه على مهام عقلية معينة وتجاهل المشتتات.