من كوبري الساحل لـ الدائري الأوسطى.. قصة ”ميكروباصين” هزوا مصر

من الكذب والادعاء، إلى الحقيقة والكارثة.. بعد ما حدث في واقعة سقوط حافلة من أعلى كوبري الساحل شمال الجيزة، تحول الأمر إلى واقع ولكن بشكل آخر، وذلك في حادث طريق الدائري الأوسطي، إذ اصطدام "تريلا" مع سيارة أجرة، هذه الأمور التي تذكرنا بقصة الشخص الغارق، التي كانت تروي لنا قديمًا ونحن صغار، فظل الشخص يكذب حتى غرق في الحقيقة ولم ينجو.

أسطورة حافلة كوبري الساحل

في بداية الأمر، زعم 3 أشخاص، سقوط حافلة من أعلى كوبري الساحل، شمال الجيزة، وذلك يوم الأحد الموافق 10 من شهر أكتوبر الجاري 2021، إلى أن وصل الأمر إلى النيابة العامة، وبدأت التحقيق فيه.

ومن ثم بدأت النيابة العامة، التحقيق في سقوط حافلة من أعلى كوبري الساحل، واتجه فريق من النيابة لموقع البلاغ، وبعد المعاينه تبين كسرًا بسور الكوبري الحديدي، ومن هنا كلفت النيابة العامة وحدات الإنقاذ النهري بالبحث عن الحافلة المدعى بسقوطها ومستقليها، وكلفت الشرطة بالتحري حول الواقعة بيانًا لحقيقتها.

لم تصل فرق الإنقاذ، لأية شئ من الحادث المجهول، بالرغم من مواصلة البحث منذ صدور قرار النيابة العامة، ولكن تحريات الشرطة، استطاعت التوصل لعدم صحة البلاغ وما ادعاه الشهود، وذلك الجمعة 15 أكتوبر2021.

ولفتت الشرطة الأنظار حول الكسر بسور الكوبري، إذ يرجع إلى اصطدام سائق "توكتوك"، أثناء انحرافه عن الطريق وأسقط جزءًا منه بالمياه، ثم فرَّ هاربًا.

وانتهى الأمر بالقبض على الأشخاص الثلاثة الذين ادعوا سقوط حافلة من أعلى كوبري الساحل، بتهمة إزعاج السلطات، لافتة إلى ضرورة تحري الدقة فيما يجرى الإبلاغ عنه من وقائع، أو ما تداوله من أخبار.

اقرأ أيضًا: النيابة تتحفظ على سيارة حادث الطريق الدائري الاوسطي

دماء طريق الدائري الأوسطى لكسب لقمة العيش

أصبح شهر أكتوبر تفوح منه رائحة الموت والدماء، وشهد طريق الدائري الأوسطي بمحافظة الجيزة، أمس الأربعاء، حادث مروع ومفزع، إذ اصطدام سيارة نقل "تريلا" مع سيارة أجرة، مما أدى إلى مصرع 19 شخصًا، كان أغلبهم مسافرًا للبحث عن قوت يومه، فهم ضحايا لقمة العيش.

وجرى نقل الضحايا إلى المستشفيات، 7 جثامين إلى مستشفى 6 أكتوبر المركزي، و8 إلى الشيخ زايد المركزي، و4 بمستشفى الشيخ زايد التخصصي.

واستطاعت مستشفى الشيخ زايد المركزي، التعرف على بعض الضحايا، ومن بينهم: نادية جميل صدقي، محمد إبراهيم، رمضان السيد، عبد الحميد عبدالله، السيد عبد الفتاح.

واتضح من الفحوصات والتقارير، التي أجراها فريق فحص الحادث الأمني والمعاينة الأولية، أن سائق السيارة التريلا، توفي إثر أزمة قلبية، وذلك قبل الحادث المروع، مشيرة إلى أنه انحرف بسيارته فجأة واصطدم بـ3 عمدان وسور الجزيرة الوسطى وسار في الاتجاه المعاكس، وتقابلت مع سيارة ميكروباص حطمتها تمامًا.