”من مؤذن مسجد إلى ساحر الغناء”.. رحيل معجزة الطرب الأصيل صباح فخري
في هدوء تام رحل عن عالمنا السوري صباح فخري، أيقونة الطرب الأصيل، الذي غيبه الموت، الثلاثاء، عن عمر ناهز 88 عامًا، الذي وقف على مسارح العالم، وحمل في نغمات صوته ذلك العبق العربي القادم من حلب.
غابت البهجة عن مسارح الغناء، حزنًا على رحيل صباح فخري أيقونة الطرب الأصيل، حمل في نغمات صوته ذلك العبق العربي القادم من حلب، تغنى بالقدود الحلبية التي أصبحت مرتبطة بصباح فخري وفنه، وفي طريقة رقصه الظريفة على المسرح، ليرتسم ذلك الوجه الأصيل بالفن الملتزم الراقي، ما دفع الملايين عبر مواقع التواصل الإجتماعي لتقديم أعمق كلمات العزاء المواساة لعائلته.
معجزة الغناء
بدأت موهبة صباح فخري الغنائية منذ الصغر، لكنه وجد معارضة شديد من جانب والده المنشد الصوفي، ووالدته التي عرف عنها التزامها الديني الشديد، وتعامل مع التحديات التي واجهته بذكاء شديد.
وبجانب دراسته العامة، التحق صباح فخري، بأكاديمية الموسيقى العربية في حلب، وتخرج في المعهد الموسيقي الشرقي عام 1949.
ودرس صباح فخري الموشحات والإيقاعات والقصائد والأدوار وتعلم العزف على العود، وتتلمذ على يد أعلام الموسيقى العربية في سوريا مثل الشيخ علي درويش، والشيخ عمر البطش، ومجدي العقيلي، ونديم إبراهيم الدرويش، ومحمد رجب، وعزيز غنام.
اقرأ أيضًا.. آيتن عامر تنشر الصور الأولى من ”سلام مربع”
المؤذن الصوفي
مثل الكثير من المواطنين فكر صباح فخري في العمل موظفًا، من أجل مواجهة متطلبات الحياة الكثيرة، وبالفعل تم تعيينه مؤذنا في المسجد، وبعد فترة شعر بأن الموسيقى هي الطريق، الذي يجب عليه السير بين دروبه.
واحترف الغناء، وخرج للمواطنين، وشجعه على مواصلة المشوار دعم الزعيم السوري "فخري البارودي" الذي منحه اسمه ليصبح المطرب"صباح فخري" وطلب منه البقاء في سوريًا وعدم الهجرة للخارج مهما كان حجم الإغراء، وتألق على كل مسارح العالم، وقدم روائع غنائية منها "يا حادي العيس، ومالك يا حلوة مالك، وخمرة الحب، ويا طيرة طيري، وفوق النخل، وقدك المياس، ويا مال الشام، وموشحات، يا شادي الألحان، وابعتلي جواب، وآه يا حلو".
ونال صباح فخري نجاحًا كبيرًا في جميع مهرجانات الغناء، ولحن قصائد عربية رائعة لعمالقة الشعر مثل أبي فراس الحمداني وأبي الطيب المتنبي ، كما لحن أيضا لشعراء معاصرين مثل أنطوان شعراوي وفؤاد اليازجي.
