الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 01:06 صـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
42 حزب سياسي يقررون دراسة الأثر التشريعي لتعديلات قانون المرور وتشديد الغرامه الماليه محمد عبدالجليل: مهمة الزمالك صعبة في غانا.. ودريمز فريق عشوائي كرونسلاف يورتشيتش يعبر عن سعادته عقب بيراميدز على البنك الأهلي في دوري نايل بشير التابعي للطريق: الأهلي راح الكونغو ”مكسح” ومازيمبي فرقة فاضية أوس اوس من أجل فيلم ”عصابة مكس” في الفيوم هذا ماقالتة هنا الزاهد للجمهور عاجل.. ”كاف” يرد الاعتبار ويصدر قرار صارم بشأن أزمة نهضة بركان واتحاد العاصمة في بيان رسمي لبلبة تستكمل مشاهدها في فيلم ” عصابة مكس” الأرصاد تحذر من رياح مثيرة للرمال والأتربة تصيب القاهرة الكبرى غدًا ياسر إبراهيم: نتيجة مباراة الذهاب أمام مازيمبي الكونغولي خادعة و اللاعبين لديهم خبرات لغلق صفحة مباراة الذهاب محافظ الغربية يتابع الاستعدادات النهائية لبدء تطبيق قانون التصالح في مخالفات البناء سكرتارية المرأة بـ ”عمال مصر” تهنئ الرئيس السيسي والقوات المسلحة بالذكرى 42 لتحرير سيناء

الجريمة الكبرى .. مسؤولية مجتمع أم انعدام لقيم الشهامة وغياب الوعى

فى مشهد عبثى ميلودرامى جرى توثيقة بالصوت والصورة، وعلى الملأ فى جريمة بشعه ومروعة جرت قبل أيام فى مدينة الأسماعيلية، أقل ما توصف بأنها "الجريمة الكبرى"، والغريبة على مجتمعنا لتكشف فى المقابل حقيقة مدى وحجم اللامبلاه والسلبية الغير مسبوقة من قبل جموع المصريين "إلا من رحم ربى" الذين تواجدوا بالصدفة البحتة أثناء تنفيذ تلك الجريمة النكراء، وبما يؤكد فى تقديرى إنعدام "للشهامة والنخوة" لدى المصريين المعروفة عنهم، وربما غيابها تماما عن المشهد الدموى لينحصر جل إهتمام المتواجدين على المسرح من البشر رجالا وشبابا فى تصوير تلك الجريمة عبر هواتفهم النقالة .

الطامة الكبرى، حالة غياب الوعى بشكل كامل فى المشهد المأساوي لدى قيام القاتل بقطع رقبة الضحية وفصلها عن جسده، والسير برقبة الضحية بكل هدوء مزهوا وسط جموع المشاهدين، وكأن شيئا لم يكن فى مشهد أعاد إلى الاذهان جرائم "الدواعش"، والذى من المؤكد قد شاهد المصريون منها فصولا عبر أجهزة التلفاز وشبكات التواصل الاجتماعى، ليبدو مشهد "القاتل" بمظهرة وهيئتة ولباسة الأسود وما يحملة من سلاح حاد "داعشى جديد".

المؤكد أن الكارثة لم تكن فى وقوع الجريمة " فكم من جرائم تقع"، بل فى حالة اللامبالاة والسلبية التى وصلت إلى أعلى درجات التبلد الإنسانى من قبل من كانوا فى المشهد الدرامي، وقاموا بتصويره بدم بارد عوضا عن القيام بمنع المجرم من استكمال جريمتة، وكأنهم كومبارس يقومون بأداء دور فى مشهد سينمائي قمىء ينتهى بالصدمة فى عدم تدخل أحدا من المشاهدين لتلك الجريمة الكبرى لوقف ذلك المشهد العبثي .

واستكمالا للمأساة يدخل الجميع فصلا جديدا من الملهاة عبر تدفق العديد من القصص والروايات والتحليلات والأخبار المكذوبة والمضللة، وربما أيضا الملفقة من قبل معظم مواقع "بير السلم"ا ومواقع إخبارية لاهثة وراء السبق على "التريند"، وليس حول الحقيقة والمهنية والمصداقية فى نقل الحدث من قبل إناس فاقدين للحس والضميرالاخلاقى فى نقل روايات حقيقية ليتبين أن المشهد العبثى جرى تناول على أنه جريمة شرف ثم يتحول إلى جريمة إنتقام ثم تصل إلى حد جريمة عشوائية ليقع الجميع فى البحث عن حقيقة وملابسات ماحدث والأسباب ولماذا وكيف جرى ذلك المشهد على ذلك النحو الأجرامى العبثى لتكون نتيجة ماجرى تداولة من تخمينات وتحليلات واجتهادات جميعها ظلت أيضا فى إطار المشهد العبثى .

وبرغم أن بيان وزارة الداخلية كان سباقًا وكاشفًا وموضحا ومصححا لحقيقة وطبيعة القاتل الإجرامى بأنه مهتز نفسيا، ولحين استكمال التحقيقات ومعرفة ملابسات تلك الجريمة الكبرى، ومع ذلك تواصل تلك المواقع فى اطلاق العديد من التحليلات والتخمينات ونقل روايات عن ممن كانوا فى موقع الحدث لتتكشف الحقيقة الكبرى أن الجريمة لاعلاقة لها لا بالشرف ولا بالانتقام، وكان يجب عل الجميع هنا التوقف عن المتابعه للحادث على مدار الساعة انتظارا لأنتهاء التحقيقات .
وكم كنت أتمنى فى ظل عشوائيات ضخ الاخبار والتقارير المصورة، أن يصدر النائب العام قرارا بوقف النشر عن تلك الجريمة حتى إنتهاء التحقيقات وعدم ترك تلك المساحة والساحة الاعلامية الشاسعة دون ضابط أو رابط ليختلط فيها الحابل بالنابل، ونظرا لمًا تركتة تلك الجريمة الشنعاء وما تم بثة من مشاهد حية لتلك الجريمة للعامة ومدى إنعكاسها السلبى على السلوكيات الاجتماعية والتى فى تقديرى قد تصبح مشهدا معتادا لدى الراى العام خاصة أنه ترافق مع تلك الجريمة جرائم مماثلة فى الذبح والعنف البشرى، والتى قد يكون بعضا منها غير موثق مثلما جرى فى جريمة العصر المصرية.

المؤكد أن المسؤلية تقع هنا وبالدرجة الأولى على المجتمع المصرى بأكمله، أولا فى البحث عن سبب غياب الشهامة والنخوة والرجولة المتعارف عليها لدى "أولاد البلد" فى مثل تلك المواقف الانسانية والاجتماعية، كما أنها مسؤلية البيت المصرى فى التربية الصحيحة ومسؤلية المدرسة والتربية والتعليم، وأيضا مسؤلية كافة أجهزة الدولة خاصة فى ظل تركيز وتذكيرالرئيس عبد الفتاح السيسى على اهمية وضرورة الوعى بوصفه القضية الأهم سواء الوعى الدينى أوالأخلاقى أوالأجتماعى.

ومع المسؤلية الكبرى التى تقوم بها وزارة الداخلية وتتحملها بكل قوة وبأس شديدين دون كلل أو ملل، وأنها معنية ليس بمنع الجريمة فقط وإنما بمكافحتها وضبط مرتكبيها واحتواء بعضا منها، وذلك وفقا لقاعدة معلومة آنه لايمكن لأى جهاز أمنى فى العالم منع الجريمة، ولكن مهمتة تكمن فى ضبط مرتكيبيها، وليس أدل على ذلك من مسلل الطعن بأسلحة حادة للعشرات وربما المئات من الأبرياء فى حوادث كثيرة وقعت بالفعل فى بريطانيا وفرنسا والمانيا وفى آمريكا.

ويبقى العلاج الأمثل فضلا عن الأهتمام برفع حالة الوعى لدى المصريين بما يدور حولهم وبينهم أن يجرى البحث وبشكل جدى عبر متخصصين فى علم الأجتماع والنفس حول ظاهرة غياب قيم الشهامة والنخوة المعروفة فى مثل تلك المشاهد والتى كان لها دورا كبيرا فى محاربة الإرهاب فى التسعينات.