الطريق
الخميس 9 مايو 2024 12:22 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

كيف يتغير تدفق الدم إلي الدماغ بعد تناول الملح؟

ملح الطعام
ملح الطعام

كشفت دراسة هي الأولى من نوعها بقيادة باحثين فى ولاية جورجيا عن معلومات جديدة مفاجئة حول العلاقة بين نشاط الخلايا العصبية وتدفق الدم فى أعماق الدماغ، وكذلك كيفية تأثر الدماغ بعد استهلاك الملح.

العلاقة

عندما يتم تنشيط الخلايا العصبية، فإنها عادة ما تنتج زيادة سريعة فى تدفق الدم إلى المنطقة، وتُعرف هذه العلاقة بالاقتران الوعائي العصبي أو احتقان الدم الوظيفي، وتحدث عن طريق تمدد الأوعية الدموية فى الدماغ تسمى الشرايين.

ويعتمد التصوير الوظيفي للموارد المغناطيسية "fMRI" على مفهوم اقتران الأوعية الدموية العصبية: يبحث الخبراء عن مناطق ضعف تدفق الدم لتشخيص اضطرابات الدماغ.

ومع ذلك، فقد اقتصرت الدراسات السابقة على الاقتران الوعائي العصبي على المناطق السطحية من الدماغ "مثل القشرة المخية" وقام العلماء فى الغالب بفحص كيفية تغير تدفق الدم استجابةً للمنبهات الحسية القادمة من البيئة "مثل المنبهات البصرية أو السمعية".

ولا يُعرف سوى القليل عما إذا كانت نفس المبادئ تنطبق على مناطق الدماغ الأعمق المتوافقة مع المنبهات التي ينتجها الجسم نفسه، والمعروفة باسم إشارات التحسس الداخلي.

لدراسة هذه العلاقة فى مناطق الدماغ العميقة، طور فريق متعدد التخصصات من العلماء بقيادة الدكتور خافيير ستيرن، أستاذ علم الأعصاب فى ولاية جورجيا ومدير مركز الجامعة لالتهاب الأعصاب وأمراض القلب والأوعية الدموية، نهجًا جديدًا يجمع بين التقنيات الجراحية والحالة، من بين الفن التصوير العصبي.

ركز الفريق على منطقة ما تحت المهاد، وهي منطقة عميقة فى الدماغ تشارك فى وظائف الجسم الحيوية بما فى ذلك الشرب والأكل وتنظيم درجة حرارة الجسم والتكاثر.

كيف يتغير تدفق الدم إلي الدماغ بعد تناول الملح؟

ودرست الدراسة، التي نُشرت في مجلة Cell Reports، كيف تغير تدفق الدم إلى منطقة ما تحت المهاد استجابةً لتناول الملح.

قال ستيرن: "اخترنا الملح لأن الجسم يحتاج إلى التحكم في مستويات الصوديوم بدقة شديدة، لدينا خلايا معينة تكتشف كمية الملح في دمك.. عندما تتناول طعامًا مالحًا، يستشعره الدماغ وينشط سلسلة من الآليات التعويضية لخفض مستويات الصوديوم".

يقوم الجسم بذلك جزئيًا عن طريق تنشيط الخلايا العصبية التي تؤدي إلى إطلاق هرمون فاسوبريسين، وهو هرمون مضاد لإدرار البول يلعب دورًا رئيسيًا فى الحفاظ على التركيز المناسب للملح.

وعلى عكس الدراسات السابقة التي لاحظت وجود صلة إيجابية بين نشاط الخلايا العصبية وزيادة تدفق الدم، ووجد الباحثون انخفاضًا فى تدفق الدم مع تنشيط الخلايا العصبية فى منطقة ما تحت المهاد.

قال ستيرن: "لقد فاجأتنا النتائج لأننا رأينا تضيق الأوعية، وهو عكس ما وصفه معظم الناس فى القشرة استجابة لمحفز حسي".

وعادة ما يلاحظ انخفاض تدفق الدم فى القشرة فى حالة أمراض مثل الزهايمر أو بعد السكتة الدماغية أو نقص التروية".

أطلق الفريق على هذه الظاهرة اسم "الاقتران العصبي الوعائي العكسي" أو انخفاض تدفق الدم الذي ينتج عنه نقص الأكسجة.

ولاحظوا أيضًا اختلافات أخرى: في القشرة، تكون استجابات الأوعية الدموية للمحفزات موضعية للغاية ويحدث التمدد بسرعة.

وفى منطقة ما تحت المهاد، كانت الاستجابة منتشرة وحدثت ببطء، على مدى فترة طويلة من الزمن.

قال ستيرن: "عندما نأكل الكثير من الملح، تبقى مستويات الصوديوم مرتفعة لدينا لفترة طويلة، ونعتقد أن نقص الأكسجة هو آلية تقوي قدرة الخلايا العصبية على الاستجابة لتحفيز الملح المستمر، مما يسمح لها بالبقاء نشطة لفترة طويلة".

تثير النتائج أسئلة مثيرة للاهتمام حول كيفية تأثير ارتفاع ضغط الدم على الدماغ، ويُعتقد أن ما بين 50 و 60 في المائة من ارتفاع ضغط الدم يعتمد على الملح، بسبب الاستهلاك الزائد للملح.

يخطط فريق البحث لدراسة آلية اقتران الأوعية الدموية العكسية في نماذج حيوانية لتحديد ما إذا كانت تساهم فى أمراض ارتفاع ضغط الدم المعتمد على الملح.

بالإضافة إلى ذلك، يأملون في استخدام نهجهم لدراسة مناطق وأمراض الدماغ الأخرى، بما فى ذلك الاكتئاب والسمنة وحالات التنكس العصبي.

اقرأ أيضا: درجات الحرارة المتوقعة اليوم الأحد على جميع المحافظات