الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 03:24 مـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أبو ـ أم حنين حسام!

طارق سعد
طارق سعد

"إن لم تستح فافعل ما شئت".. حكمة موجزة ناجزة تلخص كل شيء في كلمات قليلة فالحياء نعمة من الله ينعم بها على البشر ولكن بدرجات متفاوتة بالزيادة أو النقص حتى تنعدم تماماً عند البعض فيمارس الحياة بلا حياء و بـ "وش مكشوف" ولا يمر الخجل من أمامه ولو على بُعد ميل!

ربما لم تمر علينا من قبل قضية ستارها الفن ومواهبه وتحمل بداخلها الترويج للفسق والفجور وتتخطاها للإتجار بالبشر .. صدمة عنيفة ضربت المجتمع بكل درجاته بعد كشف المستور لأكبر عملية غسيل أموال ودعارة إلكترونية في التاريخ الحديث فخطورتها ليست كعمليات الغسيل المعروفة بإهدار الأموال في مشروعات متنوعة ولكن خطورتها في ضربها لأساسات المجتمع وغسيل عقله والعبث بفكره وعاداته وتقاليده بل ودفعه للهاوية بكل أريحية ورضا وسعادة ممتعاً نفسه بحصانة وهمية تحمل شعار الحرية.

"حنين حسام" بطلة القضية الأهم والأخطر والذي دفع صغر سنها لتحويلها إلى قضية رأي عام يتصارع فيها طرفا المجتمع فهناك من يرى أهمية عقابها لتكون عبرة حتى لا يتشبه بها أحد ويكرر أفعالها مرة أخرى ومنهم من يذهب بضرورة ذبحها قانونياً بشكل مناسب للجُرم الذي اقترفته .. وهناك طرف آخر يرى أنها لم تفعل شيء تحاسب عليه من الأساس ولا يرى غير أنها "بنت صغيرة وبتلعب" ولا يدرك مدى عمق وخطورة ما تورطت فيه "حنين" وأوصلها لقفص الاتهام وقذف بها إلى السجن.

نعم .. تورطت "حنين حسام" بجهل وسال لعابها على الشهرة والمكاسب المادية الكبيرة فبعد حياة متواضعة وجدت أمامها حياة أخرى مرفهة وحسابات متعددة في البنوك وسيارة وجمهور يلهث وراءها .. وجدت ما زينه لها الشيطان في أبهى الصور فبدون تفكير احتضنته بقوة رافضة التفريط فيه يطاردها شبح الماضي وحياتها السابقة لتقفز في الوحل بكل طاقتها وهي تجهل ما تفعله وما يحيط به وما سيؤدي بها إليه ولكن .. من المسئول عن هذا الجهل؟

قولاً واحداً أب وأم لم يبذلا أدنى جهد في تربية أبنائهما بل لا يملكوا حتى من مبادئ التربية ما يستحقان بها لقب أب وأم .. والدان ارتضيا أن يأكلا من عرق ابنتهما والبنات التي تستغلهم بسوء حالاتهم الاجتماعية في تحقيق مكاسبها بأفعال إجرامية مخالفة للقانون والشرع والدين والأعراف لتسير في طريقها مطمئنة بتشجيع أب وأم يتاجران بها هي شخصياً.

الحقيقة أن "حنين حسام" متهمة بمواد القانون ولكن بمواد السماء والمجتمع هي ضحية .. ضحية لعدم أمانة أب وأم في تربيتها ونشأتها وتدليسهما فيما استقر بعقلها من خلط الحق بالباطل وتجهيل بالصواب والخطأ فرغم كل ما تم فضحه من أعمال منافية تقودها بمهارة واقتدار فتاة لم تكن تبلغ العشرين من عمرها إلا أنها مازالت بكل إصرار تدافع عن ما فعلته وتؤكد أنها لم ترتكب أي خطأ يستوجب العقاب!

ومازال "أبو حنين" يمارس تبجحه بكل ليونة ومرونة ويهاجم القانون ويدافع عن ابنته بعد تأجيل جلسة الاستئناف على حكم حبسها 10 سنوات بمبررات صادمة فبالرغم من وجود أفعالها موثقة صوت وصورة متاحة على مواقع الإنترنت إلا أنه يوهم الرأي العام أنها كانت تقدم فيديوهات ليست بها أية إثارة ولم تفعل أي خطأ نهائياً في كل ما صورته لا بالقول ولا بالفعل ولا بالإيحاء ويؤكد أنها خرجت براءة في الجلسة السابقة بكفالة فكانت البراءة في يد وكفالتها في اليد الأخرى في استعراض للجهل بالقانون وبموقف ابنته ويكشف لنا عن موَّلد الجهل الذي يغذي "حنين"!

لم يتوقف لسانه عن العبث عند هذا الحد فبجبروت من المهارة في التبجح تستوجب التصفيق يؤكد للرأي العام أن "حنين" حرة .. "بتصور في أوضتها وهي حرة" ويضيف .. "بنتي كانت بتطلع لايف قدامي" ليقع الحياء شهيداً لكلماته الدامية!

يبدو أن التبجح هو "سِلو" هذه الأسرة فالأم تسير في نفس الطريق الضال وبالتدليس يظل الإصرار على حصر الأزمة في الفيديوهات المصورة وليست استغلال الفتيات الفقيرات في أعمال منافية للآداب إلكترونياً لتحقيق الثراء السريع وتجد من يصفق لهما ويناصرهما ويهاجم القانون لصالحهما في كارثة مجتمعية حقيقية! ثم تخرج الأخت الصغيرة لـ "حنين" لتكرر نفس الكلام وترى أنه ليس هناك أي شيء يستوجب العقاب وأن ما فعلته أختها الكبيرة "عادي ومافهوش حاجة" وهو الخطر الأكبر والجُرم الحقيقي الذي تحاكم عليه "حنين" فعلياً الآن.

الحقيقة أن المجرم الحقيقي في هذه القضية هما الأب والأم وخاصة الأب .. "الحاج أبو حنين" الذي تزين جبهته "زبيبة الصلاة" بشكل واضح أو بصوت "عادل إمام" في فيلم كراكون في الشارع "وزبيبة الصلاة على وشه قد كده" ويبارك الانحلال و"شغل الشمال" فلو كان بالقانون مادة تسمح لكان الأولى بالمحاكمة هذان الوالدان المتاجران الحقيقيان بالبشر واللذان قبلا التضيحة بابنتهما في مقتبل عمرها وبمستقبلها وسمعتها مقابل ما تجلبه لهما من أموال رغم أن الله وهبها الجمال والأنوثة وهما وفرا لها التعليم العالي ولكنهما لم يحافظا عليه بالقليل من التربية!

حاكموهما .. حاسبوهما ... أبو- أم حنين حسام!