الطريق
الأحد 2 يونيو 2024 09:36 مـ 25 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

نفسيون لـ «الطريق» ضرورة تأهيل تلميذات مدرسة المعادي .. والجميع في دائرة الاتهام

هتك عرض الأطفال
هتك عرض الأطفال

حوادث متفرقة هنا وهناك، نطالعها كل يوم عبر وسائل الإعلام المختلفة عن الاعتداء الجنسي على الأطفال، في البيت، الشارع، وحتى المدرسة، ما جعلنا كمجتمع نطرح تساؤلًا مرعبَا حول انتشار هذه الحوادث، والتي يرفض الكثير من علماء النفس والاجتماع كونها ظاهرة.

في "الطريق" استعنا بخبراء علم النفس لتشخيص الأزمة، والوقوف على أبعادها، نطرح عليكم الإجابات، علنا نصل لحالة من الفهم.

في الفترة الأخيرة، انتشرت حالات الاعتداء على الأطفال في عمر الزهور، سواءً بالاعتداء المباشر، أو حتى التحرش، فقد تعرضت 4 تلميذات لهتك عرضهن بداخل أحدى مدارس المعادي، على يد عامل أسانسير، لم تتجاوز أعمارهن الـ 5 سنوات، وهو ما أثار حالًة من الغضب واستفزاز مجتمعي كبير، علاوة على واقعة "الطفلة والفرّاش"، وكذلك واقعة المدرس والطفلة، وغيرها من الحوادث التي أصبحت تشكل جرحًا غائرَا في صدر مجتمع عرف عنه دائمَا التدين والأخلاق.. فماذا حدث؟

خبير نفسي يوضح ضرورة تطبيق منهج الثقافة الجنسية بالمدارس

من جانبه، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية العسكرية، إن ظاهرة التحرش والاغتصاب أصبحت منتشرًة بشكل مخيف، لافتًا إلى أنه لا بد من تطبيق الثقافة الجنسية بالمناهج الدراسية.

وأوضح استشاري الطب النفسي، لـ"الطريق"، أن المجتمع يعاني من وجود ذئاب بشرية لديهم عطش جنسي؛ نتيجة انحدار الوعي والثقافة، مضيفًا أنه لا بد من أن نبدأ في توعية أطفالنا، وإعطائهم الثقة التامة حتي لا يخشون الحديث عن أي مشكلة يتعرضون لها.

 

 

 

 معاقبة المجرم أمام الأطفال حتي يشعروا بالانتصار

وأشار فرويز، إلى أنه لابد من مساعدة التلميذات الأربعة، حتي يتخطين هذه الأزمة التي تعرضن لها، مشيرًا إلى أنه لابد من معاقبة المجرم أمام الأطفال، حتي يشعرن بأن حقهن لا يضع نتيجة التهديد لهن، قائلًا:"لازم المجرم دا يتعاقب أمام الأطفال عشان يحسوا أنه جبان ومش هيقدر يعملهم حاجة زي ما كان بيهددهم".

 

 

خبير نفسي: مصاحبة أبنائنا وأعطاهم الثقة التامة

ونصح فرويز، أولياء الأمور بأن يتناسوا هذه القصة، وعدم إعادة القصة أمامهن مرة أخرى، حتي لا يشعرن بأنهن ضحايا لهذا المجرم، مبينًا أهمية مصاحبة الأطفال والحديث معهن بشكل يومي، بأخذ  تقرير عما حدث في يومهن، مختتمًا أن عدم الحديث في هذه القصة أمامهن هو العلاج الوحيد للتلميذات، وأعطائهن الأمان التام.

اقرأ أيضًا: حقيقة وفاة «عم صالح» بعد مزاعم طرده من أبنائه

 

أخصائية نفسية: عشق الأطفال اضطراب موجود في الدليل التَّشخيصي  للاضطرابات النفسيَّة يعرف بـ «البيدو فيليا»

 

أما الأخصائية النفسية منى شطا، الخبير بلجان حماية الطفل بالمجلس القومي للأمومة والطفولة، ترى أن الاعتداء على الأطفال، أو بمعنى أدق "عشق الأطفال"، والمتعارف عليه فى أمراض علم النفس «البيدو فيليا»، هو اضطراب يتعلق بالأشخاص الذين يفضلون إقامة علاقات جنسية مع الأطفال، سواءً  كان هذا عن طريق المداعبة أو التلامس أو الاعتداء الجنسي الكامل.

  وأضافت الأخصائية النفسية، ولكى نتمكن من تشخيص حالة ما، أنه يعاني من هذا الاضطراب،  لابد وأن يكون مضى على تشخيص هذا الاضطراب ومتابعته  ستة أشهر على الأقل،  لكى نعتبره مرض.

وأشارت، هناك عدة مظاهر يمكن من خلالها أن نتعرف على الشخص المتحرش بالأطفال، حيث نجده يطيل النظر في الطفل ويركز فيه،  ويحاول الاقتراب منه كثيرًا، ويحرص على مداعبته بطريقة زائدة، وعادًة ما يكون المتحرش بالأطفال من المحيطين بالطفل، وهم يعتمدون على خيالاتهم الجنسية. 

وأكدت الأخصائية النفسية، أنه أمر يجب لابد وأن ينتبه إليه الأباء والأمهات، من باب الوقاية، حين يلحظون هذه الأمور فيمن هم حول الطفل، سواءً في محيط الأسرة أو الجيران أو المدرسة أو حتى الشارع، مضيفًة أن مسئولية وقوع مثل هذه الحوادث، وإن كنت أرفض بالكلية توصيفها بالظاهرة، لخطورة التعريف الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالفعل الجمعي، إلا أنها بالفعل أزمة كبيرة جدًا، والمسئولية فيها مشتركة بين الجميع.

فالإعلام والدراما ووسائل التواصل وغيرها، يقدمون المشاهد الساخنة والعري، وهم  بذلك في دائرة الاتهام، المتحرش الذي قام بالفعل، في دائرة اتهام المجتمع الذي يعاقبه قبل علاجه - لمن ثبت مرضه.

واختتمت الأخصائية النفسية، الأعراف الاجتماعية الموروثة البالية هي أيضًا في دائرة الاتهام، خوف الأهل من الفضائح، وحرص البعض على عدم الحديث عن الأمر، ونهي الطفل عن الإفصاح، سوف ينشىء في المجتمع عضوًا آخر مريض وفاسد، مؤكدًة أنه لابد من الحديث عن الأمر بكل وضوح في المجتمع للتوعية والتنبيه، الحديث مع الطفل، التنشئة المعتدلة، الملاحظة المستمرة للطفل في علاقاته في كل مكان، والتحقق ممن هم حول الطفل.