الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 12:56 مـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

محمد عبد الجليل يكتب: هانت عليك مصر يا شريف؟

رئيس التحرير
رئيس التحرير

لم أستوعب حتى هذه اللحظة، أن يستضيف مذيع، فنانة شابة لمناقشة حجم شفايفها ومناخيرها وجمال خدودها، لمدة ساعة كاملة!

ومذيع بتلك العقلية لم يكن غريبًا عليه أن يخضع لابتزاز "الترند"- نمشِّيها "الترند"- في حلقة من برنامجه «يحدث في مصر»، التي استضاف فيها يوسف سوستة مغني مهرجان "شيماء"!

فشريف عامر الذي كنت أعتقد أن له خطًا متوازنًا في تغطياته لا يحيد عنه عادة، و"استايل" لا تخطئه العين، وحرفية اتفق عليها كثيرون من خبراء الإعلام في ما يتناوله من قضايا ويطرحه من نقاشات، انكشف وسقط، وخضع لسطوة مواقع التواصل ونزل إلى مستوى "بروَزة" حدث عديم القيمة مثل هذا، سعيًا وراء رفع معدلات المشاهدة وتصدر تويتر وأخواته كما حدث بالفعل!

ولأن الجمهور حسَّاس - رغم كل ما يقال في ذمه!- ولا يزال يملك بوصلة خاصة به، لم يُعجَب كثيرون بما حدث، وقالوا إن هذا لا يصدر عن عامر، ولا يمكن قبوله في أي إطار، ولا يعبّر إلا عن مستوى التردي الذي يزحف نحو كل شيء في حياتنا، حتى من كنّا نظنّهم واعين ويملكون رؤية حقيقية لدور الإعلام في حياتنا، أو يُعوَّل عليهم في النهوض يومًا بالمنظومة ككل.

ومن التعليقات اللافتة، التي تكشف المأزق الذي وضع عامر نفسه فيه، تعليق أحد متابعيه على تويتر، الذي لخَّص كثيرًا مما يعتمل في نفوس الناس: "شريف عامر عايش طول حياته في علبة قطيفة، ولما قرَّر يجيب نبض الشارع نزل (...)".

إنها قراءة شعبية صادقة لواقع الميديا، تعبِّر عن احتياجنا إلى خطاب إعلامي جديد وحقيقي، يشتبك أكثر مع ما يهم القطاعات العريضة من الشعب، ويكون حلقة الوصل بين الشعب والحكومة لتبادل وجهات النظر، وليس الانغماس أكثر في تسطيح كل شيء، والتكريس لصنع أبطال من ورق!

اللافت أن لقاء القمة بين عامر وسوستة، يأتي عقب فترة وجيزة للغاية من استضافة عامر لمن ادَّعى أنه "مُحلَّل شرعي"، وحكايته مغامراته في هذا العالم السري المُغلق على أصحابه، قبل أن يعترف أنه "فبرك" كل هذا واتهم عامر بأنه كان من وراء هذا!

وأيًا كان من يشير على عامر بهذه الأفكار المسمومة، وأيًّا كانت حساباته أو الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، أو اعتقاده أن الشهرة أهم من السيرة، والترند أهم من المهنية، فقد خسر عامر، وجانبه الصواب بالموافقة على ما جرى، ووضع نفسه في زاوية واحدة مع كثير من المدَّعين اللاهثين وراء تحقيق انتصارات وهمية على الساحة، وسوف يكون عليه خلال الفترة المقبلة أن يُدقّق أكثر في اختياراته، وخطواته المقبلة، ويعود ليكون عند حسن ظن من يثقون به، ويُسلمونه آذانهم وعقولهم كل يوم في أثناء بث برنامجه، وإلا فلا يلومَّن إلا نفسه.

إن مصر الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس السيسي يا عامر تستحق واجهة أفضل من سوستة!

اقرأ أيضًا: محمد عبد الجليل يكتب: عبد الصادق الشوربجي أمل الجماعة الصحفية